عـادل بشر / لا ميديا -
تشيّع العاصمة صنعاء، جثمان الصحفي والإعلامي الكبير الزميل خليل العمري، مدير مكتب قناة "المنار"، الذي فارق الحياة إثر جلطة مفاجئة أدخلته العناية المركزة منذ الثلاثاء الماضي، في وداع مهيب يشارك فيه زملاؤه ومحبوه، وجموع من المثقفين والإعلاميين الذين عرفوه صوتاً حراً وقلماً مقاوماً طيلة مسيرته المهنية الحافلة بالعطاء والالتزام الوطني.
ونعت قناة "المنار" الإعلامي العمري، مؤكدة في رسالة تعزية وجهها مدير عام القناة، الحاج إبراهيم فرحات، أنها فقدت برحيله قامة إعلامية حافلة بالعطاء والتميز المهني، والالتزام تجاه قضايا الأمة، تركت خلالها أثراً طيباً بحضورها وتواضعها ونشاطها، وصوتاً لنصرة المستضعفين.

قلم من طراز مختلف
عُرف خليل العمري، عميد المراسلين كما يصفه زملاؤه، بأنه أحد أبرز الشخصيات الإعلامية التي حملت همّ الوطن وقضاياه في أحلك الظروف، مواكباً الأحداث بشجاعة الصحفي المؤمن برسالته. فكان صوته حاضراً في زمن الصمت، وكلمته شاهدة على المأساة والأمل في آنٍ واحد.
لم يكن العمري مجرد ناقل خبر، بل شاهداً على تفاصيل وطن ينزف ويُقاوم. كتب بحبر من وجع الناس، ودافع عن حرية الكلمة بصلابة الموقف ونزاهة الانتماء. وكان بين زملائه مدرسة في المهنية والالتزام، لا يعرف المواربة ولا يسلك طريقاً سوى طريق الحقيقة.
وعلى صعيد الانتماء العروبي والقومي، كان خليل العمري صوتاً من أصوات المقاومة، وقلباً نابضاً بالعروبة والكرامة، حمل قلمه سلاحاً في وجه أعداء الأمة، ووقف بصلابة إلى جانب قضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لم يكن مراقباً من بعيد، بل منخرطاً في معركة الوعي، يكتب بصدق المقاوم لا بحياد المتفرج.

فاجعة للوسط الإعلامي
استيقظ الوسط الإعلامي اليمني، صباح الاثنين ، على فاجعة رحيل الإعلامي العمري عن عمر ناهز الـ57 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن والأمة، فتدفقت كلمات الرثاء والنعي من زملائه ومؤسسات إعلامية وصحفية وشخصيات وطنية، عبّرت جميعها عن حزن عميق لفقدان أحد أعمدة الصحافة اليمنية، الذي مثّل نموذجاً في الصدق، الشجاعة، التواضع، والوفاء لقضايا وطنه.

ما بين الرحيل والبقاء
رحل خليل العمري جسداً؛ لكن حضوره سيظل في ذاكرة من عرفوه وقرؤوا له وتعلموا من تجربته. كان مخلصاً للناس، قريباً من وجعهم، بسيطاً في حياته، كبيراً في عطائه، صادقاً في مواقفه، لا يساوم ولا يهادن، مؤمناً بأن الصحافة ليست مهنة للنجاة، بل رسالة للصدق والتضحية.
إن رحيله في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ اليمن والأمة، يترك في القلوب فراغاً لا يُملأ؛ لكنه أيضاً ترك خلفه أثراً لا يُمحى، وسيرة ستظل تُروى في مجالس الصحفيين وفي ذاكرة المقاومة.

صحيفة "لا" تنعــى الفقــيــــد العمـــري وتعـــزي أسرتــــه
بسم الله الرحمن الرحيم 
(كل نفس ذائقة الموت)
بقلوب ملؤها الأسى، وبروح مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعى صحيفة "لا" إلى أبناء شعبنا اليمني، وإلى الأسرة الإعلامية والوطنية جمعاء، رحيل الزميل الصحفي والإعلامي الكبير خليل العمري، مدير مكتب قناة "المنار" في صنعاء، الذي ارتقت روحه الطاهرة، أمس، إلى بارئها، عن عمر ناهز الـ57 عاماً، بعد أيام من معاناة صحية إثر إصابته بجلطة مفاجئة أدخلته العناية المركزة في العاصمة صنعاء.
لقد كان الفقيد العمري واحداً من أبرز الأقلام الوطنية الحرة، ووجهاً إعلامياً مشهوداً له بالكفاءة والمهنية والإخلاص في أداء رسالته الصحفية، إذ مثّل نموذجاً للصحفي الوطني الذي حمل قضايا وطنه بصدق ووعي وشجاعة خلال مسيرته الإعلامية التي امتدت لعقود.
وبالمثل كان خليل العمري صوتاً من أصوات المقاومة، وقلباً نابضاً بالعروبة والكرامة، حمل قلمه سلاحاً في وجه العدوان والتزييف، ووقف بصلابة إلى جانب قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لم يكن مراقباً من بعيد، بل منخرطاً في معركة الوعي، يكتب بصدق المقاوم لا بحياد المتفرج.
في مسيرته الطويلة، لم يتخلَّ عن مبادئه، ولم يحد عن خط الحقيقة، فكان قلمه منحازاً دائماً للناس وللحق، صلباً في وجه الظلم، نبيلاً في أدائه الإنساني، وفياً لرسالة الكلمة الصادقة.
وإننا في صحيفة "لا" إذ نودّع هذا القلم الشريف، نعبّر عن عميق حزننا وخالص تعازينا إلى أسرته الكريمة وإلى كل زملائه ومحبيه، مؤكدين أن صوته سيبقى حاضراً في ذاكرة الكلمة المقاومة وفي وجدان كل من آمن بأن الإعلام موقف ومسؤولية.
رحم الله الفقيد خليل العمري، وتقبّله في عليين، مع الصادقين والمجاهدين والشهداء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

هيئة تحرير صحيفة


بطاقــــــة تعريفيــــة
وُلِد خليل العمري عام 1969م، في إحدى قرى مديرية المسراخ بمحافظة تعز. تلقى تعليمه الأساسي في المحافظة. وفي بداية التسعينيات، سافر إلى العراق للدراسة الجامعية تخصص "التاريخ" لمدة أربع سنوات.
بعد إنهاء دراسته وحصوله على البكالوريوس، عاد إلى اليمن ليلتحق بقطاع الإذاعة والتلفزيون في صنعاء، ويصبح موظفاً فيه.
عمل مُعدّاً للبرامج في التلفزيون الرسمي قناة "اليمن" الفضائية اليمنية، ثم بدأ في الظهور كمحلل سياسي في قناة "المنار" اللبنانية، حتى انتهى به المطاف مراسلاً للقناة وأحد أفراد عائلة "المنار" منذ العام 2006.
أنجز خلال مسيرته المهنية، الممتدة منذ أكثر من 20 عاماً، الكثير من الأعمال التلفزيونية والتقارير الإخبارية والأفلام الوثائقية.