تقريـر / لا ميديا -
تتكثف ملامح الفشل الذريع لمشاريع الاحتلال السعودي الإماراتي وفصائله المتصارعة إلى مشهد دموي أصبحت تعيشه محافظة أبين وغيرها من المحافظات المحتلة، إذ تحولت فصائل الارتزاق إلى أدوات متصارعة في خدمة أجندات خارجية وتغرق المحافظة في أتون الموت والفوضى على كافة المستويات.
ولعل ما تخفيه التحركات الأمريكية المكثفة مؤخراً في المحافظات الجنوبية المحتلة تفضحها تحركات فصائل الارتزاق المتمثلة بتنظيم "القاعدة" التكفيري وفصائل انتقالي الإمارات في محافظة أبين المحتلة، والتي تشهد تصعيداً خطيراً في حرب المفخخات والطائرات المسيّرة بين مرتزقة الاحتلال السعودي الإماراتي، وسط فوضى أمنية وحرب تصفيات، ما يثير تساؤلات حول مصادر الدعم والتواطؤ الدولي.
ففي تطور غير مسبوق، نفذ تنظيم "القاعدة" التكفيري مؤخراً سلسلة عمليات مركّبة في محافظة أبين، استهدفت مواقع استراتيجية لفصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي.
وبحسب وسائل إعلام المرتزقة، شملت الهجمات في مديرية المحفد ما يسمى: "المجمع الحكومي ومقر اللواء الأول دعم وإسناد، ومركز قيادة الطائرات المسيّرة" التابع لانتقالي الإمارات.
واستخدم التنظيم التكفيري سيارات مفخخة وطائرات مسيّرة بشكل متزامن، ما أدى إلى سقوط أكثر من 35 مرتزقاً بين قتيل وجريح، مؤكدين أن هذا التكتيك يعكس تطوراً لافتاً في قدرات التنظيم، ويطرح تساؤلات حول مصادر الدعم العسكري والتقني الذي بات يمتلكه.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد ليس وليد اللحظة، بل نتيجة مباشرة لـ: الانفلات الأمني في المناطق الجنوبية المحتلة، وتقاسم النفوذ بين الاحتلال السعودي والإماراتي، وتعدد التشكيلات العسكرية المتناحرة التي تتصارع على الأرض لصالح أجندات خارجية.
وبحسب الباحث السياسي أنس القاضي، فإن التنافس السعودي الإماراتي في الجنوب بلغ مستويات من الصدام العسكري المباشر، ما خلق فراغاً أمنياً استغلته الجماعات التكفيرية.
في سياق متصل، كشف وكيل وزارة الإعلام، محمد منصور، أن تحركات "القاعدة" تأتي غالباً بأوامر أمريكية، مشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة قد تحمل رسائل سياسية مرتبطة بما يحدث في سورية.
هذا الاتهام يتقاطع مع تقارير أمنية كشفت عن غارات أمريكية بطائرات مسيّرة استهدفت قيادات بارزة في "القاعدة" بأبين، أبرزهم التكفيري سالم قاسم في وادي سري.
هذا النوع من العمليات يعكس انتقال "القاعدة" من نمط "الكم" إلى نمط "النوع"، أي التركيز على الضربات النوعية ذات التأثير السياسي والأمني العميق.
ويهدد استخدام "القاعدة" للطائرات المسيّرة والسيارات المفخخة بتوسّع رقعة العمليات إلى محافظات مثل شبوة ولحج والضالع.
كما يتقاطع هذا التصعيد مع تقارير عن تحركات أمريكية مكثفة في المحافظات المحتلة وغارات بطائرات مسيّرة استهدفت قيادات في "القاعدة"، ما يعزز فرضية "التوظيف الاستخباراتي" للتنظيمات التكفيرية.
وأظهرت دراسات حديثة أن تنظيم "القاعدة" التكفيري بات يمتلك طائرات مسيّرة هجومية، إلى جانب ترسانة تشمل دبابات، راجمات صواريخ، قاذفات محمولة، ومضادات أرضية، ما يعكس تحولاً نوعياً في مستوى التهديد الذي يشكله التنظيم.
في المحصلة، فإن ما يحدث في أبين ليس مجرد تصعيد بين أدوات الارتزاق، بل هو انعكاس لصراع إقليمي ودولي تُستخدم فيه الفصائل المحلية والجماعات التكفيرية كأدوات لإعادة رسم خارطة السيطرة، بينما يبقى المواطن اليمني ضحية هذا العبث، في ظل استمرار الاحتلال بأشكاله المتعددة.