حوار وترجمـــة:طارق الأسلمي / لا ميديا -
في عالم كرة القدم، تبرز بين الحين والآخر مواهب تصنع الفارق وتمنح الأمل لجماهيرها، ومن بين هذه المواهب يسطع اسم النجم عادل عباس الذي لفت الأنظار بمهاراته الفطرية وأدائه المذهل داخل المستطيل الأخضر، ليصبح من أبرز الوجوه الواعدة في الكرة اليمنية.
وفي أغسطس الماضي وقع الوكيل الدولي المعتمد من الفيفا، الفرنسي نيكولاس أونيسيه المدير التنفيذي لوكالة "سبورت باك" عقد تمثيل رسمي مع النجم اليمني الواعد عادل عباس. وبموجب هذا العقد ستتولى الوكالة إدارة المسيرة الاحترافية للاعب وفتح قنوات تفاوض مع عدد من الأندية الأوروبية في خطوة تُعد محطة محورية في طريقه نحو تحقيق حلم الاحتراف الخارجي.
في هذا السياق، أجرت صحيفة "لا" لقاءً خاصاً مع الفرنسي نيكولاس أونيسيه، الذي تحدث بإسهاب عن رؤيته لمسيرة اللاعب عادل عباس ومستقبله الواعد في الملاعب الأوروبية. كما تطرّق الحوار إلى خطط تطوير مشوار اللاعب وخطواته القادمة نحو عالم الاحتراف.
 سيد نيكولاس، نرحب بك في هذا اللقاء الحصري مع قرائنا. ما شعورك وأنت تجري أول مقابلة لك مع وسيلة إعلام عربية؟
- يسعدني أن أكون معكم اليوم، وأعتبرها تجربة مميزة أن أتحدث لأول مرة عبر صحيفة عربية. سعيد بهذا التواصل، وأتمنى أن يكون الحوار بداية لجسور تعاون بيننا وبين جماهير الكرة العربية.
 لو طلبنا منك بطاقة تعريف مختصرة لك، ماذا ستكتب عليها ليعرفك القارئ العربي؟
- أنا نيكولاس أونيسيه، 52 عاماً من فرنسا، وكيل لاعبين معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومؤسس ورئيس تنفيذي لشركة "سبورت باك" المتخصصة في إدارة أعمال اللاعبين. باختصار: أعيش كرة القدم شغفاً واحترافاً.
 حدثنا عن خلفيتك في مجال إدارة أعمال اللاعبين وخبرتك في سوق كرة القدم الأوروبية؟
- بدأت مسيرتي المهنية في مجال كرة القدم قبل 18 عاماً وحصلت على رخصة الفيفا عام 2010. على مر السنين حظيت بشرف إدارة أكثر من 300 صفقة انتقال. كان لي شرف توجيه العديد من اللاعبين من القارة الأفريقية وخارجها في رحلاتهم إلى أوروبا، حيث بنوا مسيرة مهنية رائعة. كما حظيت بفرصة مشاهدة لحظات فارقة في مسيرة بعض اللاعبين العظماء. في سبورت باك نعمل على الصعيد الدولي سواءً بشكل مباشر أو من خلال شركائنا المحليين حول العالم.
 ما الذي دفعك للتعاقد مع اللاعب اليمني الشاب عادل عباس؟ وكيف وصلتك المعلومة عنه؟
- اكتشف السيد بلال مديرنا في الشرق الأوسط ومقره مصر الموهبة اليمنية عادل عباس لأول مرة قبل عامين. لكننا لم نتقدم حينها لأنه لم يكن مستعداً تماماً بعد. مؤخراً شاهد مديرنا الفني ديفيد ليهير الذي كان يعمل كشافاً لمواهب نادي ليل الفرنسي مباراة بين منتخب اليمن تحت 20 عاماً والأردن. وأثناء تقييمه لمواهبنا الأردنية الشابة خلال هذه المباراة أعجب بأسلوب لعب عادل بشكل خاص وأبرز إمكاناته على الفور.
 هل شاهدته وهو يلعب؟ وما هو الانطباع الأول الذي تركه لديك؟
- بالتأكيد، أتيحت لي فرصة مشاهدته يلعب وهو أمرٌ أساسي في مهنتنا لنتعرف على لاعبينا عن كثب. كان انطباعي الأول هو ذلك الشعور الذي ينتاب المرء عند مشاهدة لاعب استثنائي، إنه يجعل كرة القدم تبدو سهلة للغاية كما لو أنه لا يلعب نفس الرياضة التي يلعبها الآخرون. إنه من نوع اللاعبين الذين يأسرون الجميع بموهبتهم الفطرية.
 ما أبرز المميزات الفنية والمهارية التي يتمتع بها عادل عباس برأيك؟
- من الناحية الفنية عادل لاعب مثير للاهتمام للغاية. يتمتع بمهارات مراوغة ممتازة وحسٍ حادٍّ باللعب. قدرته على توقع الأحداث قبل وقوعها لافتة للنظر. بمشاهدته يلعب يمكنك أن ترى مدى استمتاعه باللعب وهو دائماً مؤشر رائع من الموهبة. لاعبون مثله هم من يجعلونني سعيداً بدفع ثمن تذكرة إلى الملعب وأنا بالتأكيد لست وحدي في هذا الصدد.
 كيف تقارن موهبة عادل عباس بالمواهب الناشئة في أوروبا أو خارجها؟
- عادل لا يزال شاباً وعليه أن يحترم مراحل معينة في بناء مسيرته المهنية. من المهم عدم تعريضه كثيراً في وسائل الإعلام حتى تتطور الأمور بشكل طبيعي خاصة أنه قاصر. سيكون أحد مجالات تطويره الرئيسية هو العمل على لياقته البدنية لتعزيز قدرته على التحمل الرياضي. ومع ذلك ليس لديه ما يحسد عليه من المواهب الأخرى. كرة القدم لا تتعلق بالمقارنات فقط بل تتعلق بالفردية. يتمتع عادل بإمكانيات لا يمكن إنكارها، وإذا تجرأت على إجراء مقارنة فقد أقول إنني أرى فيه عناصر تشبه عناصر الشاب لامين يامال.
 هل شاهدت عادل في بطولة كأس الخليج تحت سن 20 التي أقيمت مؤخراً وتوج فيها بجائزة أفضل لاعب؟
- بالتأكيد شاهدته في بطولة الخليج وكالعادة كان من أبرز اللاعبين، نتابع عن كثب أداءه في جميع المسابقات. في الواقع أصبحنا جميعاً مشجعين متحمسين للمنتخبات الوطنية اليمنية وكل مباراة هي فرصة لنا للاحتفال بتقدمه.
 هل رأيت مواهب يمنية أخرى تستحق الاحتراف في أوروبا؟
- نعم هناك مواهب مميزة ويمكن للاعب مثل عادل أن يكون حافزاً حقيقياً للمواهب الشابة الأخرى. لقد رأينا ذلك في الأردن، حيث سلطنا الضوء في البداية على إبراهيم صبرة وتبعه المزيد من اللاعبين. مع استعداد المنتخب الوطني لكأس العالم القادمة، يُعد ذلك دفعة قوية لمشهد كرة القدم الأردني بأكمله.
 ما هي خطتكم لتطوير مسيرة اللاعب خلال الفترة المقبلة؟
- هدفنا هو انضمام عادل إلى أوروبا بمجرد بلوغه سن الرشد. نحن ندرك تماماً اللوائح الدولية لأنه لا يزال قاصراً. ومع ذلك، كن مطمئناً أننا بدأنا بالفعل في تعريفه بالعديد من الأندية في أوروبا ويتابع الكثير من الناس أداءه باهتمام كبير.
 هل بدأتم بالفعل فتح قنوات تواصل مع أندية أوروبية؟ وهل هناك أندية أبدت اهتماماً مبدئياً؟
- كما ذكرتُ سابقاً، بدأ عملنا منذ اللحظة التي ائتمننا فيها اللاعب على تمثيله وإيجاد أفضل فرصة له في أوروبا أو في أي مكان آخر. العديد من الأندية أبدت اهتمامها لكن لا يمكنني الكشف عن أي أسماء حتى الآن. الأهم هو أن أفضل مشروع للاعب الشاب غالباً ما يكون هو المشروع الذي يسمح له باللعب والتألق على أرض الملعب.
 أخبرنا عن اللاعبين العرب الذين ساهمت في انتقالهم الى أوروبا؟
- أتيحت لي ولسبورت باك فرصة مساعدة العديد من اللاعبين العرب في الانتقال إلى أوروبا. من بين أحدث الانتقالات المهاجم الفلسطيني عدي الدباغ الذي انتقل من الكويت إلى أروكا في الدوري البرتغالي الممتاز ثم إلى سبورتينغ شارلروا في بلجيكا. كما سافر مواطنه محمد ديرية إلى لاتفيا لتمثيل نادي فالميرا على الرغم من مواجهته بعض الانتكاسات بسبب الإصابات. وأخيراً في الصيف الماضي وقع المهاجم الأردني إبراهيم صبرة الذي ندعمه منذ أكثر من عام مع جوزتيبي في الدوري التركي الممتاز. كرة القدم الاحترافية ليست علماً دقيقاً ولكن بناءً على تجربتي أعتقد اعتقاداً راسخاً أن عادل عباس سيحصل على فرصته في أوروبا ولديه القدرة على بناء مسيرة مهنية رائعة مع جعل الشعب اليمني فخوراً به.
 قبل أن نغلق هذا الحوار، ماذا تريد أن تهمس لنجوم الغد من المواهب العربية؟
- أشكركم على هذه الاستضافة، وأتمنى كل التوفيق للنجم الواعد عادل عباس ولكل المواهب اليمنية والعربية. حلم الاحتراف في أوروبا ممكن، ونحن بدورنا سنبذل قصارى جهدنا لفتح الأبواب أمام هذه الطاقات لتكتب قصتها في الملاعب العالمية.