«وول ستريت جورنال»:صنعاء رفضت ضغوطات وإغراءات أمريكية وعربية للتخلي عن غزة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
عادل بشر / لا ميديا -
تحت الرماد المشتعل في غزة، وبين أمواج البحر الأحمر التي تحولت إلى جبهة حرب مفتوحة، تتكشف ملامح مشهد دبلوماسي خفي لم يكن يُروى من قبل، حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تحركات سرية امتدت لعامين كاملين، قادتها دول عربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بهدف إقناع صنعاء بإيقاف عملياتها العسكرية المساندة لغزة، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل نتيجة تمسك اليمن بموقفه المبدئي في دعم الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن "أي تهدئة مشروطة بوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة".
وأفادت الصحيفة في تقرير موسع صدر حديثاً، أن مسؤولين من مصر وقطر والسعودية، عقدوا "اجتماعات خاصة، مراراً وتكراراً" مع قيادات من صنعاء، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة من الحرب على غزة، في محاولة لإقناعهم بوقف مهاجمة "إسرائيل" والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، إلا أن صنعاء كانت دائماً ترفض إيقاف عملياتها المتضامنة مع غزة، طالما استمر العدوان والحصار على القطاع.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة "أبريل لونجلي آلي" التي، وفقاً للصحيفة، تواصلت مع قيادات من "أنصار الله" القول: "إنهم يؤمنون إيماناً راسخاً بهذا الجهاد في دعم فلسطين وإخراج إسرائيل من الأراضي المحتلة، وسيواصلون نضالهم في هذا النهج"، مشيرة إلى أن هذا الموقف نابع من عقيدة متجذرة تتجاوز كل الحسابات السياسية الضيقة.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن الوساطات العربية جاءت نتيجة لتصعيد الكيان الصهيوني حربه الإجرامية على غزة، والذي انعكس على العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، حيث تحرك الوسطاء للاتصال بصنعاء خشية أن تُشجع عملياتها العسكرية المقاومة الفلسطينية على التمسك بموقفها وعدم تقديم أي تنازلات للاحتلال.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فقد استضافت القاهرة قيادات من صنعاء عدة مرات، وطلبوا منهم إيقاف هجماتهم على السفن والمصالح "الإسرائيلية" مقابل إغراءات قدّمها المسؤولون المصريون تتمثل في "الحصول على تأييد دبلوماسي لأنصار الله مع الولايات المتحدة"، لكن الرد اليمني لم يتغير، مؤكدين رفضهم إيقاف أو حتى تخفيف التصعيد إلا إذا أوقف الاحتلال حربه على غزة.
ونقلت الصحيفة عن "وسطاء عرب" أنهم تلقوا رسائل تحذيرية واضحة من صنعاء تعهدت فيها الأخيرة بالتصعيد ضد أي دولة عربية أو غربية تتورط مع العدو الصهيوني في أي عمل عسكري أو استخباري.
إحباط ترامب
تقرير "وول ستريت جورنال" أكد أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مع "تزايد إحباطه من هجمات الحوثيين، أرسل أسطولًا عسكريًا لمواجهة صنعاء ربيع هذا العام. ولكن بعد خسارة ثلاث طائرات حربية أمريكية في حوادث مؤسفة، أبرم ترامب اتفاقًا مع صنعاء على عدم مهاجمة بعضهما البعض". مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة رأت أن الحوثيين يتمتعون بقدرة كافية على الصمود لمواصلة القتال، لذا سعت إلى التوصل إلى ذلك الاتفاق".
الزعيم الأبرز
في السياق أفادت "وول ستريت جورنال" أن سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك الحوثي لم يعد في نظر أنصاره وخصومه على السواء مجرد قائد محلي في بلد محاصر، بل بات يُنظر إليه الآن باعتباره الزعيم العربي والإسلامي الأبرز الذي يدافع عن الفلسطينيين والمُدافع الأكثر مصداقية عن القضية الفلسطينية. فمن إسطنبول إلى طهران، ومن تونس إلى لندن، ارتفعت صوره إلى جانب رايات فلسطين، وصار اسمه يتردّد في هتافات الجماهير العربية والإسلامية بوصفه رمزا جديدا للعروبة المقاومة.
ووفق استطلاع جديد أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، احتل اليمن المرتبة الأولى في قائمة الشعوب الأكثر دعما لغزة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم إنه حتى بعد انتهاء الحرب في غزة، ستظل صنعاء تُشكل تحدياً كبيراً وتركيزاً جديداً لجهاز الاستخبارات "الإسرائيلي".
وترى أوساط سياسية أن الموقف الثابت لصنعاء تجاه الشعب الفلسطيني، رغم الضغوط والإغراءات، يعيد تعريف مفهوم "السيادة العربية"، إذ لم تعد تُقاس بحجم التحالفات أو المؤتمرات، بل بقدرة العواصم على التمسك بمبادئها حين يساومها العالم على الدم الفلسطيني.










المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا