مظاهرة حاشدة في تعز المحتلة تطالب بصرف رواتب المعلمين
- تم النشر بواسطة لا ميديا
شهدت مدينة تعز المحتلة، اليوم، مظاهرة حاشدة للمعلمين، تطالب بصرف الرواتب المتوقفة من قبل حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق.
وندد المعلمون المحتجون بالتأخير المتعمد من قبل حكومة الفنادق لصرف المستحقات المالية، مشيرين إلى أن الوضع المعيشي أصبح صعباً بسبب تراكم الالتزامات الأسرية والاحتياجات الأساسية.
وأكد المعلمون أن الاحتجاجات تأتي بعد فشل عدة محاولات للتواصل مع الجهات المعنية في سلطات الارتزاق وحكومة الفنادق لحل أزمة الرواتب، مؤكدين استمرار تحركاتهم التصعيدية حتى تحقيق مطالبهم.
ودعا المشاركون سلطات الارتزاق إلى التدخل العاجل لضمان صرف الرواتب المتأخرة وحماية حقوق العاملين في القطاع التعليمي.
وكانت نقابة المعلمين في تعز المحتلة حذّرت، اليوم، من أن استمرار توقف صرف رواتب المعلمين والموظفين المدنيين لثلاثة أشهر متتالية قد يشل العملية التعليمية ويزيد معاناة الكوادر التربوية.
وطالبت النقابة رئاسي وحكومة الفنادق بتحمل كافة مسؤولياتهم في صرف حقوق المعلمين، مشددة على أن صرف الرواتب واجب دستوري وليس منّة أو مكافأة، محذّرة من انعكاسات التأخير على آلاف الأسر التعليمية والمعيشية.
وتعيش مدينة تعز المحتلة أزمات متلاحقة من انعدام الخدمات كالغاز والماء وغيرهما، إذ تمعن سلطات الارتزاق وفصائل الخونج المسيطرة على المدينة في تعذيب المواطن بأزمات معيشية وأمنية تشكّل مشهداً واحداً قاتماً يثقل كاهل السكان ويجعل حياتهم اليومية أشبه بصراع مستمر من أجل البقاء.
فالماء، الذي يُفترض أنه أبسط مقومات الحياة، أصبح سلعة نادرة لا يحصل عليها المواطن إلا بعد معاناة طويلة، إذ ارتفعت أسعار الصهاريج بشكل جنوني، ما جعل كثيراً من الأسر عاجزة عن توفيره، وأدى إلى احتجاجات غاضبة في شوارع المدينة.
وإلى جانب أزمة المياه، يواجه الأهالي أزمة خانقة في الغاز المنزلي؛ إذ تصطف الطوابير أمام محطات التعبئة ومعارض البيع ساعات طويلة، في ظل شح الإمدادات وتعثر وصول الناقلات، الأمر الذي انعكس أيضاً على حركة المواصلات التي تعتمد على الغاز، فزاد شلل الحياة اليومية.
لكن معاناة تعز لا تقف عند حدود الأزمات المعيشية؛ إذ إن الانفلات الأمني يفاقم الوضع أكثر فأكثر، حيث تتكرر حوادث القتل والاعتداءات المسلحة يومياً، حتى باتت جرائم القتل ظاهرة متنامية تهدد حياة المدنيين وتزرع الخوف في نفوسهم. هذا الانفلات الأمني يقوّض الاستقرار الاجتماعي ويجعل المدينة بيئة غير آمنة للعيش والعمل، فيما يجد المواطن نفسه محاصراً بين شح المياه والغاز من جهة، وبين رصاص الانفلات الأمني من جهة أخرى.
إن اجتماع هذه الأزمات: أزمة المياه، أزمة الغاز، الانفلات الأمني، وارتفاع جرائم القتل، في سياق واحد، يرسم صورة قاتمة عن واقع مدينة تعز، إذ تتداخل الأبعاد الاقتصادية والمعيشية مع الأمنية والاجتماعية لتجعل الحياة اليومية أكثر قسوة، وتضع السكان أمام تحديات وجودية تهدد حاضرهم ومستقبلهم على حد سواء.










المصدر لا ميديا