حاوره:قاسم البعيصي / لا ميديا -
بين شواطئ الحديدة وأزقة أحيائها الشعبية تشكّلت ملامح موهبة كروية صنعت لنفسها اسماً في ذاكرة كرة القدم الساحلية.. الكابتن عبده كليب جماعي هو ذلك الفتى الذي بدأ رحلته حافي القدمين لكنه لم يكن يوماً عاريا من الطموح جسد معاني الوفاء للنادي الذي لعب له والمثابرة في الميدان والإصرار على تحقيق ما يصبو إليه رغم الإصابات والتحول من لاعب إلى مدرب فمرب للأجيال، وبين الذكريات التي لا تنسى والواقع الذي لا يرحم والمعاناة الدائمة تظل مسيرته نموذجاً للكفاح الرياضي في زمنٍ قل فيه الاعتراف وكثر فيه التهميش.
صحيفة "لا" أجرت حواراً مع عبده كليب لاعب الجيل السابق والمدرب حالياً في النادي، وفي الحوار تفاصيل نقرأها في الأسطر الآتية:
 ما هو المركز الذي كنت تلعب فيه؟ وهل رأيت أنك أنسب لمركز آخر؟
- مركزي ظهير أيسر وهو مركزي المناسب بحسب توظيفات كل من دربني.
 متى بدأت أولى خطواتك مع كرة القدم؟ ومن أول من اكتشف موهبتك؟
- بدأت منذ نعومة أظافري لاعباً ومثلي مثل أي لاعب من المدرسة وثم الحارة وبعدها النادي. وأكثر من دعمني وشجعني أخي الأكبر عايش كليب الذي كان لاعباً مميزاً وكان له الأثر الكبير في دعمي وشراء مستلزماتي الرياضية.
 قصة اللعب حافي القدمين رافقت أغلب لاعبي كرة القدم، بالنسبة لك هل مارست اللعب حافياً؟
- طبعاً البداية كانت بلعبي للكرة حافي القدمين ولكن لفترة بسيطة وكنت أضطر أحياناً للعب على شاطئ البحر.
  هل تذكر أول حذاء رياضي لعبت به وأول قميص ارتديته؟
- طبعاً أول حذاء أو "بوت" كما نطلق عليه كان اسمه "تميم" وهو نوعية ممتازة، أما البدلة فكانت شعار الأهلي السعودي.
 لماذا فضلت الانضمام لنادي شباب الجيل (الجيل سابقاً)؟ وكيف وجدت نفسك فيه؟
- هناك أسباب دفعتني للعب في الجيل قبل الدمج أولاً لقرب النادي من منزلي، وثانياً صديقي العزيز راجح جار الله، ربنا يشفيه، هو من دفعني للعب معه في هذا الكيان الكبير، والحمد لله وجدت كل الحب والاهتمام وصار الجيل جزءاً من حياتي.
 منتصف التسعينيات شهدت الساحة الرياضية اليمنية دمج أندية رياضية كبيرة في ناد واحد ومن ضمنها دمج ناديي الجيل وشباب الحديدة تحت مسمى شباب الجيل، هل هذه التجربة ناجحة في رأيك؟
- التجربة كانت متسرعة في ذلك الحين ولم تكن ناجحة فنياً ولكن فرضت وحصل خلل كبير وانحدار في مستوى الفريق في ذلك الحين.
 ما هي أهداف دمج ناديي الجيل وشباب الحديدة؟ وهل تحقق الهدف المنشود؟
- الهدف كان ماديا بحتا وليس فنيا، الدمج لم يحقق أهدافه المنشودة.
 من هو المدرب الذي ترك فيك أثراً لا ينسى؟
- الكابتن أحمد علي بن علي الذي غرس حب النادي في قلوبنا عندما أشرف على تدريبي في ناشئي الجيل، كان الكابتن أحمد يتعامل معنا مثل الأب والأخ الأكبر ويعطف على الجميع ويحل جميع مشاكلنا.
 ما هي البطولة أو المباراة التي تعتبرها الأهم في مسيرتك؟ ولماذا؟
- مباراة شباب الجيل والطليعة في كأس الرئيس عام 1996 في دور الـ16 وفزنا بهدف وحيد وكنت صاحب هذا الهدف.
 هل هناك مباراة ندمت على خسارتها؟ وماذا كانت ستغير لو عاد بكم الزمن للوراء؟
- مباراتنا مع هلال الحديدة عام 1995 وكان الفوز سيغير الكثير ويقربنا من الصعود.
 ما هو أصعب قرار اتخذته خلال مشوارك الكروي؟
- التوقف عن اللعب مبكراً بسبب الإصابة بعدها تفرغت لحياتي الشخصية.
 حدثنا عن لحظة شعرت فيها أنك وصلت إلى القمة؟
- كانت في بداياتي مع الفريق الأول لنادي الجيل ومع العمالقة ناصر الرويس وناجي الصباحي وناصر المحويتي وعبدالرقيب حسن وصالح عباد وسعيد جابر، شعرت أنني في قمة مستواي وكنت ألعب براحة تامة مع المدرب المصري مصطفى حسن.
 من هو أفضل لاعب لعبت بجانبه؟ ومن هو أصعب خصم واجهته؟
- أفضل من لعبت بجانبه المرحوم ناجي الصباحي وأصعب خصم واجهته مهاجم أهلي الحديدة شنب حمادي.
 واللاعب الذي كنت تتمنى اللعب معه في فريق واحد ولم تتح لك الفرصة؟
- الكابتن محمد قاسم مهاجم الأهلي.
 هل مررت بلحظة شعرت فيها بالغيرة من لاعب آخر؟ وكيف تعاملت مع ذلك؟
- الحمد لله لم أشعر بالغيرة من أحد وراض بالذي قسمه لي ربي.
 ما الشيء الذي خسرته بسبب كرة القدم وتتمنى استعادته؟
- التفوق في دراستي الجامعية، فبسبب الإصابة رضيت بدرجة النجاح فقط والحمد لله على كل حال.
 هل الإعلام أنصفك كما تستحق؟
- الصراحة لا، كان الإعلام الرياضي أكثر تركيزه في صنعاء وعدن فقط، أما الحديدة فكانت مظلومة.
 وكيف تنظر للصحافة الرياضية حالياً؟
- حالياً تعتبر جيدة وهناك تغطيات لجميع الأنشطة في كل المحافظات.
 هل شعرت يوماً أنك ظلمت أو لم تعط حقك؟
- نعم شعرت بالظلم من إدارة النادي في الموسم 97/98 ولم يعطوني حقي في العلاج من الإصابة.
 كيف ترى الجيل الحالي من اللاعبين؟ وهل نفس الروح تسري على لاعبي اليوم؟
- الجيل الحالي جيل موهوب لكن أثرت الظروف الراهنة، الروح بعيدة عن لاعب كرة القدم اليوم بعد أن طغت عليها المادة.
 ماذا تقول لنفسك عندما تشاهد لقطاتك القديمة وذكرياتك في الملاعب؟
- الحمد لله على كل حال، لكن قول للزمان ارجع يا زمان.
 لو كتبت سيرتك الذاتية ما العنوان الذي ستختاره؟
- كفاح حتى النهاية.
 من وجهة نظرك ما هو تعريف النجاح في كرة القدم؟
- المثابرة والاهتمام والانضباط بالتمارين وتطوير قدراتك كلاعب كرة قدم.
 ما هي نصيحتك للاعبي اليوم الذين يحلمون أن يمثلوا المنتخبات الوطنية؟
- الالتزام مع أنديتهم والاستفادة من مدربي الأندية.
 هل أنت مقتنع بمشوارك الكروي؟
- إلى حد ما، 13 سنة مع النادي كلاعب أساسي تعتبر مدة كافية رغم التوقف نتيجة الإصابة.
دما هي الدورات الحاصل عليها؟ وما هي أبرز مهامك التدريبية؟
- حاصل على بكالوريوس تربية بدنية -جامعة الحديدة الدفعة السادسة 1998، ودورة تدريبية في مجال الناشئين والشباب من الاتحاد اليمني مع المحاضر الكابتن أبراهام 2008، والرخصة الآسيوية (C) مع المحاضر الدكتور أبوعلي غالب، وأشرفت على تدريب أندية الفوز بيت الفقيه وسردود الضحي وناشئي أهلي الحديدة، والفئات السنية بنادي شباب الجيل بالإضافة للفريق الأول عام 2011، وعملت مساعداً للمدرب السوداني شهاب الكوري في نادي شباب الجيل.
 عملت في فترات سابقة مدرباً للفئات السنية بناديك شباب الجيل، ماذا قدمت في هذا المضمار؟
- الحمد لله تم إعداد الكثير من المواهب وتجهيزهم ومن ثم الدفع بهم إلى الفريق الكروي الأول ومنهم من لعب للمنتخبات الوطنية.
 ما هي الأسس التي تعتمد عليها في تدريب اللاعبين الصغار وتطوير مهاراتهم؟
- أول بند من أساسيات كرة القدم وهو التمرير الصحيح الاستلام والتسليم، الجري بالكرة، التموضع السليم، تعليم مهارات ضرب الكرة بالرأس وامتصاص الكرة بالصدر. وهناك أمور كثيرة أيضاً منها التحفيز والتشجيع ورفع معنويات اللاعبين بحيث لا يشعر اللاعب الصغير أنه غير قادر على مجاراة أقرانه.
 ما هو دور الأسرة في دعم اللاعب الناشئ؟ وكيف تتواصل معهم لتحقيق أفضل النتائج؟
- دور الأسرة مهم في دعم لاعب فئة الناشئين من حيث توفير المستلزمات الرياضية ومتابعة الحالة الصحية، والمدرب يكون دوره التواصل مع أولياء الأمور لإطلاعهم على مستوى ابنهم أولاً بأول.
دهل تركز أكثر على النتائج أم على تنمية قدرات اللاعبين؟ وكيف توازن بين الاثنين؟
- التركيز أكثر يكون على تنمية قدرات اللاعبين وتطويرهم والنتائج تأتي بعد ذلك.
 في رأيك ما الذي ينقص المدرب الوطني حتى يحظى بثقة أكبر من الأندية والاتحادات؟
- يحتاج الثقة فقط من قبل إدارات الأندية والاتحاد.
 هل تعتقد أن المدرب الوطني قادر على تحقيق إنجازات مماثلة لما يحققه المدرب الأجنبي؟
- ليش لا! المدرب الوطني قادر على فعل الكثير إذا توفرت له الإمكانيات التي يتم توفيرها للمدرب الأجنبي.
 ما الفرق بين أسلوب المدرب الأجنبي والمدرب الوطني في التعامل مع اللاعبين واللعبة بشكل عام؟
- المدرب الأجنبي يتعامل مع اللاعبين بعقلية احترافية صرفة، وقد لمست ذلك عندما كنت مساعداً للمدرب السوداني شهاب الكوري الذي صعد بالنادي، كانت ساعات التدريب التي يقوم بها للاعبي الفريق تصل لأكثر من ثلاث ساعات ويتعامل مع اللاعبين بصرامة شديدة، بينما المدرب الوطني تغلب عليه العاطفة.
 كيف تنظر لمشاركات منتخباتنا الوطنية خارجياً؟
- بالنسبة للمنتخب الأول إن شاء الله يحقق الصعود إلى نهائيات آسيا 2027، بقية منتخبات الفئات السنية هناك تفاوت في المستوى.
 برأيك لماذا تحصل إخفاقات أثناء المشاركات الخارجية؟ ومن المسؤول عنها؟
- تحصل نتيجة الاختيار السيئ للاعبين والإعداد السيئ من قبل الأجهزة الفنية القائمة على ذلك وهي المسؤولة عن الإخفاقات.
 الكرة اليمنية في الوقت الحالي هل تعاني من أزمة مدربين؟
- لا، هناك مدربون مميزون وخلال الثلاث السنوات الأخيرة أقام الاتحاد العام لكرة القدم حوالي 7 دورات تأهيل للمدربين.
 ما رأيك في احتراف اللاعبين المحليين في الدوريات الخارجية؟ وهل سينعكس إيجاباً على الكرة اليمنية؟
- هذا هو الحل الصحيح في ظل توقف الأنشطة المحلية بسبب الظروف الراهنة، وبالتأكيد مردود الاحتراف سيعود بالنفع للمنتخب.
 عدم انتظام الدوري المحلي هل يؤثر على مستقبل الكرة اليمنية؟
- يؤثر بشكل كبير وواضح وتأثيره ظاهر اليوم على مخرجات الأندية للاعبين.
 هل اتحاد كرة القدم يتحمل أي إخفاقات للمنتخبات الوطنية؟
- طالما الاتحاد هو من يقوم بالعمل فبقدر ما ينسب له النجاح ينسب له الفشل والإخفاق أيضاً.
 ما هو المنصب الرياضي الذي تشغله حالياً؟
- لا أشغل أي منصب رياضي ومتفرغ للدوام المدرسي والأنشطة المدرسية.
 رسائل ساخنة لمن توجها عبر "لا الرياضي"؟
- لإدارة نادي شباب الجيل: اهتموا أكثر بالفريق الكروي والألعاب الرياضية.
ولفرع اتحاد كرة القدم بمحافظة الحديدة: فعلوا النشاط الرياضي للفئات السنية لتتغلبوا على فعاليات الحواري. ولقدامى نجوم الساحل الغربي: نشاطكم الأسبوعي هو للمحافظة على الصحة وليس للتنافس.
وثلاث رسائل أخرى أوجهها لكل من:
الكابتن سالم سعيد: على يدك نتمنى عودة النادي لمكانته الطبيعية في عالم منافسة كرة القدم، وللأخ عماد البرعي: نشاطك ملحوظ واصل المسيرة.. وأخيراً: لكل من يحب عبده كليب الإنسان الله يوفقكم.
 كلمة أخيرة..؟
- شكراً لك ولصحيفة "لا".. كفيتم ووفيتم.