تقـرير / لا ميديا -
تكتنف حادثة مصرع المرتزق مجاهد الشعيبي، المرافق الشخصي للخونجي العميل "الشيف" حمود سعيد المخلافي، داخل سجن ما يسمى جهاز الأمن السياسي في مدينة تعز المحتلة، الكثير من الغموض والجدل، خصوصا وأن الحادثة تأتي بعد أيام من إلقاء القبض عليه بعدد من التهم ومنها قتل مدير مديرية التعزية.
ففي الوقت الذي يزعم إعلام الخونج بأن الشعيبي انتحر شنقا عقب صدور حكم قضائي بإعدامه بتهمة اغتيال مدير التعزية عبدالله النقيب، وصفت هذه الرواية بالملفقة وقوبلت بتشكيك واسع من حقوقيين وناشطين اعتبروا أن الحادثة عملية تصفية داخل السجن تهدف إلى إخفاء معلومات خطيرة كان يمتلكها الشعيبي حول تورط قيادات خونجية في عمليات اغتيال وتصفيات سابقة.
وأكدت مصادر محلية أن إدارة السجن نقلت جثة الشعيبي إلى السجن المركزي وأخفت تفاصيل مقتله قبل تسريب رواية الانتحار، فيما يرى مراقبون أن هذه الحوادث المتكررة داخل السجون في تعز المحتلة تكشف عن تصفيات داخل أجنحة المرتزقة.
وأوضحت المصادر أن ما يسمى سجن الأمن السياسي، حيث قُتل الشعيبي، يديره شخص مقرب من حمود سعيد المخلافي "حمود صورني"، ما يعزز أن الحادثة لم تكن انتحاراً وإنما عملية اغتيال داخل السجن نفسه، وذلك خوفا من كشف معلومات حساسة حول تورط المخلافي وأشقائه في عمليات اغتيال وتصفية داخل المدينة.
الواقعة أعادت إلى الأذهان حادثة تصفية المرتزق محمد صادق المخلافي المتهم باغتيال مدير صندوق النظافة افتهان المشهري، والتي جاءت بعد كشفه تورط شقيق حمود سعيد المخلافي في التحريض على الجريمة، الأمر الذي يعكس نمطاً متكرراً من التخلص من العناصر التي تتحول إلى صناديق سوداء تحمل أسراراً تهدد قيادات الخونج العليا.
كما تكشف عن استمرار التصفيات التي ينفذها قيادات الخونج ضد مأجوريهم الصغار خوفا من كشف تورطهم في الجرائم التي ينفذها أولئك بأوامر مباشرة منهم، فضلا عن النفوذ الكبير للعميل حمود سعيد المخلافي باعتباره يتحكم في مشهد القتل اليومي الذي تعيشه مدينة تعز المحتلة، ويستخدم نفوذه داخل ما تسمى الأجهزة الأمنية والسجون الرسمية للتخلص من مأجوريه الصغار خوفاً من كشف تورطاته في الجرائم التي ينفذها.
هذه السياسة الدموية حولت السجون إلى أدوات للتصفية الداخلية، ما يؤكد أن الخونج لا يترددون في التضحية بأقرب عناصرهم إذا ما تحولت تلك العناصر إلى خطر يهدد بفضح أسرارهم.
"انتحار" الشعيبي شنقاً قصة لم تنطل على أحد، إذ إن ما جرى هو عملية تصفية متعمدة تهدف إلى إخفاء أسرار خطيرة كان يحملها هذا الشخص، باعتباره أحد "الصناديق السوداء" لعصابات الخونج.
ويؤكد المراقبون أن هذه النمطية في الأحداث تؤكد أن قيادات فصائل الخونج يلجؤون إلى التخلص من عناصرهم المقربين عندما يتحولون إلى خطر يهدد بكشف تورط تلك القيادات في جرائم اغتيال وتصفية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في تعز، ويؤكد أن السجون الرسمية لم تعد أماكن احتجاز قانونية، بل تحولت إلى مسرح لتصفية الخصوم وحتى الحلفاء المقربين.
كما يؤكدون أن هذه الوقائع تثير مخاوف واسعة بشأن سلامة المحتجزين، وتكشف عن غياب الشفافية في التحقيقات، حيث يتم إغلاق الملفات دون محاسبة واضحة، مما يعزز القناعة بأن ما يجري هو سياسة ممنهجة لإخفاء تورط القيادات العليا في جرائم الاغتيال والتصفية.
الناشط عز الدين المخلافي اتهم بشكل مباشر عناصر الخونج باغتيال الشعيبي داخل السجن، مؤكداً أن الهدف من تصفيته هو منعه من كشف تفاصيل تتعلق بجرائم اغتيال وتصفية نفذتها قيادات الإصلاح في تعز. مراقبون آخرون أشاروا إلى أن الشعيبي لم يكن متورطاً فعلياً في اغتيال النقيب، بل كان مجرد واجهة لعمليات أكبر، وأن التخلص منه جاء للتغطية على تورط قيادات عليا في الحزب










المصدر لا ميديا