لا ميديا -
حمل همّ التصنيع العسكري، وصهر عمره في نار الثورة والسلاح، تكاملت شرارة إبداعه في الورش والمعامل مع وهج الفداء والتضحية عند المقاتلين في الجبهات ليشهد العالم نموذجا فريدا من البطولة والفداء.
عقل استثنائي، آمن بأن «البندقية إن لم تُصنع بأيادينا، فلن تحرر أوطاننا». لعب دورا فاعلا في ركن التصنيع العسكري إنتاجا وإشرافا وتدريبا، حمل على عاتقه مسؤولية توفير السلاح والذخيرة للمجاهدين في أصعب الظروف، وبأقل الإمكانيات، للتغلب على الحصار الخانق وأساليب التجسس المتعددة.
عُرف بصمته العميق، وعمله الدؤوب الذي أخذ يتصاعد في كل جولة من جولات الصراع مع العدو الصهيوني. كان حاضرا في كل سلاح صُنع وكل صاروخٍ أُطلق، وكل ذخيرة نُقلت ودكت حصون الاحتلال، وكل نفق حُفر، وكل مواجهة صُمّمت بإتقان. يقف بصمت، يُتقن العمل ولا يطلب الظهور، يُشرف على التصنيع ويغذّي الميدان نارًا وصواعق.
كان أحد كبار مهندسي سلاح  «105» الشهير، كما أشرف على تصنيع صاروخ عياش 250، ذلك السلاح الذي عبر سماء فلسطين المحتلة مخترقا طبقات الدفاع التي حصن بها العدو السماء، فدوّى في مواقع العدو، وأعاد التوازن للمعركة. لم يعد السلاح معه مجرد قطعة حديد، بل خلاصة عقل مقاوم، وخبرة بتفكير العدو.
رفيق محمد الضيف والقادة الكبار، ممن لا تكتمل حكاية النصر دون ذكرهم. تولى قيادة الإمداد والتسليح العسكري في كتائب القسام، فكان صمّام أمان الجبهات، وضمان استمرار المعركة، يستحضر المقاتلون روحه في كل سلاح يُستخدم، وفي كل مواجهة تُخاض، وفي كل انتصار يُصنع.
أبى أن يُختم اسمه بغير دمٍ يُعلن مجده الأبدي فاستُشهد في 22 نوفمبر 2025 بغارة لطيران الاحتلال وسط مدينة غزة، خلال حرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار التي يشنها العدو الصهيوني على القطاع منذ 2023/10/7.
آخر وصية تركها الشهيد داخل إحدى العقد القتالية بشمال القطاع قبل استشهاده «اثبتوا... لا تتركوا الطريق، فوالله إنّ النصر أقرب مما تظنون واصلوا الدرب، واحملوا الراية من بعدنا».