صعدة
  • تم النشر بواسطة لا

أحتاج قلباً ثانياً لأحب "صعدة"، وأبجدية لا تحاصر المعنى في مساحة ثمانية وعشرين حرفاً.
أود أن أقول بلغة مغايرة: إن من يُدير ظهره لـ"مرَّان" الكبرياء والثورة لا يمكنه بأي حالٍ من الأحوال أن يلتفت صادقاً لمعاناة "صَبِر" أو أن يمسح دموع مشاقره.
أود إن أقول بلغة مغايرة إن الذين يرون في جثامين أطفال "رازح"مجرد دمىً عاجية من إنتاج قناة المسيرة لا تستحق مفردة مواساة وتضامناً، ليس بوسعهم أن يروا في أهالي تعز بشراً.
أود أن أقول إن من لا يقشعر بدنه فخاراً وزهواً وامتناناً لوقع أقدام مقاتلينا على جبال نجران وجيزان وعسير ليس بشراً سوياً عوضاً عن أن يكون يمني الدم والنخوة.
أود أن أقول إن فردة حذاء ليث من ليوث قبيلة "طخية" أطهر من كل السحنات الراكعة في بلاط طويل العمر، من هادي إلى العليمي ومن ياسين إلى العتواني والأصبحي.
غفرانك "صعدة" يا رافعة الكبرياء الأخيرة في زمن محلي رخوي ومهيض الجناح وغير آبهٍ بملاحم الكينونة التي تسطِّرينها في مهب "عاصفة المحو والتجريف" وتفردين برودها المنسوجة من حرير الشموس وحريقها على صقيع تاريخنا المعتقل في ثلاجات مكاتب الديوان الملكي الوهابي.
غفرانك وأنت ترفعين وحدك قواعد الوجود الوطني العروبي الأممي في وادٍ غير ذي زرعٍ، لتغدو هذه الرقعة المنسية و المطمورة من شبه جزيرة العرب قبلة كونيةً للحرية ومحجاً لأحرار العالم.
غفرانك لأن لي قلباً واحداً ولغة تضيق عباراتها باتساع معناك، وكلما تجلّى مقامك جعل حروفها دكّاً.