يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -

البارحة فقط كنا في خلاف كبير؛ هل أقبل علينا رمضان ببركاته، أم أنه مازال يسدل الستار على قدومه البهي الكريم؟! وعلى الرغم من يقيني ببركة تلك الساعات الأخيرة من شهر شعبان المبارك إلا أنها كانت طويلة وثقيلة ثقل شوقنا لشهرنا الكريم رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والذي سُمِّي "شهر القرآن"؛ ففيه أنزل على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام في ليالي رمضان المباركة. ويطلق عليه أيضا "شهر القيام"؛ لأن هذه العبادة تكثر فيه، فنجد حرصاً كبيراً من المسلمين على قيام كل ليلة في رمضان، فقد غرس الله حب هذا الشهر العظيم في قلوب العباد، فالمسلمون في كل بقاع الأرض يبتهجون بقدومه ويتهيّؤون لاستقباله بشتى الوسائل، ويفرحون بالعيش في ظلاله. فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وهو فرض على المسلمين. وأعتقد أن حب هذا الشهر نابع من الراحة والسكينة التي تطوي قلوب الجميع خلال أيامه، ففيه ليلة بألف شهر.
وفي ليلة انتظار الأخبار بقدومه كانت الساعات تمر ببطء. كانت تلك الساعات طويلة ممتدة كامتداد شوقي وشوق كل المسلمين لشهر البركة والصدقات، شهر رمضان المبارك.
أصوات التكبير متعددة مختلفة، الأهازيج والأناشيد الرمضانية تتردد بين الأزقة والحارات اليمنية، وخاصة في المناطق الشعبية، فلهذه الأصوات صدى مختلف يطرب الآذان ويحرك المشاعر ويزيد الأشواق للشعائر الدينية... لكن سرعان ما مر الشهر بكل بركاته وظلاله الطيبة. تسارعت الدقائق والساعات والأيام، وكأنها على عجلة من أمرها، ربما لأننا لم نحسن استقباله، ولم نحسن استغلال بركته، فقد شغلتنا هموم الحياة والخوف من أمور ليس بأيدينا حلها، ونسينا أن مدبر الكون يدبر ما قد يملأ الصدور فرحاً وسعادة. فسامحنا يا رب حين نطلب الخير من غيرك، وحين ننسى -جهلا منا- أنك القادر الأوحد على حل المشكلات! فأعده علينا يا رب بكل بركاته وخيراته، لعلنا هذه المرة نقدر قيمته ونحسن أداء العبادات... لعله يغمرنا بخيره وبركاته، ولعله يصلح فينا ما أفسده البشر.

أترك تعليقاً

التعليقات