معركة الأقفاص الذهبية
 

يسرية الشرقي

يسرية الشرقي / لا ميديا -

 يبقى الاستقرار والحياة الهادئة الجميلة حلم كل إنسان على وجه الأرض، وحين يبدأ الإنسان في التخطيط لحياة جديدة يفكر في شريك يقاسمه الأيام الصعبة قبل الأيام الجميلة.
وعندما يقرر الشاب أن يختار شريكة حياة وتبدأ الحكاية.. فيجتمع الأهل والأحباب باحثين عن فتاة تتناسب مع عادات وتقاليد العائلة، وبعد بحث طويل بين كل المعارف والأصدقاء وزيارات لعائلات كثيرة تجد الأم الحنون فتاة أحلام ابنها الفارس المغوار في نظر أمه.
أخيرا وبعد جهد كبير تزف إليه الخبر السعيد.. لقد وجدنا الفتاة المنشودة والتي تناسب أحلامك وطموحاتك.. يفرح الشاب المسكين ولا تتسع له الأرض من فرط السعادة والسرور، لكنه ظن أن الحياة ستستمر كما كانت عليه وستصبح أجمل مع محبوبته القادمة.. يذهب الأهل لخطبة العروس المصون، سيدة الحسن والجمال، ويرى العريس الحياة بلون الزهور المقدمة إلى العروس.. ويتحدث الأهل عن كافة التفاصيل من أجل التوصل إلى اتفاق ليتمكن الشاب من إكمال نصف دينه.
يشترط الأب مليونين كمهر لابنته، فينصدم الشاب البسيط بالرقم المطروح! فكيف له أن يقدم مليونين كمهر وهو يعمل بوظيفة بسيطة، وعلى الرغم من أنه مكافح ومجتهد، إلا أننا في زمن ليس فيه «لكل مجتهد نصيب»، فهو يعمل براتب قد يكفي لحياة عادية، لكن من المستحيل أن يقدر على دفع هذا المبلغ الكبير كمهر.
ولأنه شاب حالم ومصر على الاستقرار يوافق على مضض «ما شتيت يا عم».. ولكن «مهلا لم تنته الشروط بعد» هكذا يقول العم.. «ماذا أيضاً، سمعاً وطاعة ولكم ما شئتم» هكذا يقول الشاب.. فيرد الآخر: نريد أيضاً 200 ألف ريال فقط للخال ومثلها أو أكثر للأم، فهي الأصل والفصل، على حد تعبيره.. فنحن عائلة ذو أصل ونسب.. وأيضاً لابنتنا شروط فهي شابة ومدللة والدتها، لذا فهي تريد بيتا مستقلا لا يقل في مستواه عن حياتها في بيت أهلها.. فإن أردت ابنتي بعد شروطها هذه سيتم الاتفاق على الزواج وتحديد موعده متى ما كنت مستعدا، أو لنعتبر لقاءنا هذا كأن لم يكن، وليس لك نصيب عندنا.
يأخذ الشاب نفسا طويلا متحديا كل أفكاره التي تعارض كل تلك الطلبات التي ستثقل كاهله، ليجيب بالموافقة والقبول مستعدا لمعركته القادمة.. تعلو أصوات الزغاريد ويعم الفرح والسرور العائلتين، إلا أن المعركة لم تنته بعد.. ولها بقية...

أترك تعليقاً

التعليقات