عصيون على الكسر
- عبدالوهاب حفكوف السبت , 27 يـولـيـو , 2024 الساعة 7:26:13 PM
- 0 تعليقات
عبدالوهاب حفكوف / لا ميديا -
إن الطريقة الوحيدة لتفادي الانفجار القادم هو أن يخاف أنصار الله من الانتقام فيوقفوا ضرباتهم؛ ولكن هل هناك ثمة من يصدق أن أنصار الله يخافون من المواجهة؟!
دعونا نفكر معاً ما الذي يدفع أنصار الله إلى كل هذا؟! لماذا لم يتوقفوا منذ شهور؟! لماذا رفضوا الإغراءات الأمريكية السخية؟! كانوا على الأقل بمنأى عن تقريع الضمير بفضل مواقفهم المشرفة، وكان بإمكانهم تجنب الخنق الاقتصادي ولديهم ما يكفي من مشاكل اقتصادية.
لكي تفهم أنصار الله يتعين عليك أن تستعير مؤقتاً ذهنيتهم. إنهم مقاومة احتضنت فكرة صعبة جدا، فكرة مُجَازِفة من الألف للياء، فكرة متقشفة زادها الإيمان والقتال والصبر.
من رحم المعاناة خرجوا، وفي جحيم الحرب صمدوا، ولهم قصة طريفة مع ضنك العيش. إنهم أشبه بمقاتلي عمر المختار الذين كانوا يربطون أرجلهم لئلا يفروا من ساحة القتال، إنهم جهاديون مع سبق الإصرار والترصد، فإذا نجحوا سيغدو نجاحهم خطيرا وانتصارهم ساحقا، وإذا فشلوا يستشهدون، ومهما تعنترت القوى ومهما أغارت الطائرات فلن تنجح في كسرهم؛ إذ لا يقتحم أنصار الله خنادق القتال وبأيديهم أوراق المساومة.
يجب أن ندرك أن أنصار الله قوة حقيقية، ولهم أهداف وطموحات خارج النطاق المألوف لأهداف القوى التقليدية بالمنطقة، أدواتهم التنافسية صعبة جدا، والقتال يمثل الجزء الأساسي من هذه الأدوات، فمهما هددتهم فلقد سبقوك بمسافة مريحة، لأنهم وطّنوا أنفسهم على الصعاب، وكانوا دائما على أهبة الاستعداد قبل أن تُطلق التهديدات، القتال لا يخيفهم، القتال خاصيتهم التنافسية الأخطر!
الذين يستهزئون بأنصار الله يقترفون خطأ جسيما. انظر إلى حزب الله منذ أعوام، لم يكن قادرا على إطلاق صواريخ تتخطى عتبة الحدود اللبنانية، واليوم اصبح جيشا عرمرما يثير الذعر في نفوس الصهاينة ويهدد قبرص وأمريكا.
أنصار الله لا يخططون للانتحار، بل يسلكون طريقا وعرة للحصول على قوة تنافسية نادرة وشاقة، وبسبب جودة بنيتهم القتالية، صمدوا وعززوا قوتهم، ومن الخطورة بمكان استعداء قوة تنهض على نواة بهذه الصلابة.
كاتب سوداني مقيم في بريطانيا
المصدر عبدالوهاب حفكوف
زيارة جميع مقالات: عبدالوهاب حفكوف