‏عصيون على الكسر
 

عبدالوهاب حفكوف

عبدالوهاب حفكوف / لا ميديا -
إن الطريقة الوحيدة لتفادي الانفجار القادم هو أن يخاف أنصار الله من ‏الانتقام فيوقفوا ضرباتهم؛ ولكن هل هناك ثمة من يصدق أن أنصار الله ‏يخافون من المواجهة؟‎!
‎دعونا نفكر معاً ما الذي يدفع أنصار الله إلى كل هذا؟! لماذا لم يتوقفوا منذ ‏شهور؟! لماذا رفضوا الإغراءات الأمريكية السخية؟! كانوا على الأقل بمنأى ‏عن تقريع الضمير بفضل مواقفهم المشرفة، وكان بإمكانهم تجنب الخنق ‏الاقتصادي ولديهم ما يكفي من مشاكل اقتصادية‎.
لكي تفهم أنصار الله يتعين عليك أن تستعير مؤقتاً ذهنيتهم. إنهم مقاومة ‏احتضنت فكرة صعبة جدا، فكرة مُجَازِفة من الألف للياء، فكرة متقشفة ‏زادها الإيمان والقتال والصبر.
من رحم المعاناة خرجوا، وفي جحيم ‏الحرب صمدوا، ولهم قصة طريفة مع ضنك العيش. إنهم أشبه بمقاتلي ‏عمر المختار الذين كانوا يربطون أرجلهم لئلا يفروا من ساحة القتال، إنهم ‏جهاديون مع سبق الإصرار والترصد، فإذا نجحوا سيغدو نجاحهم خطيرا ‏وانتصارهم ساحقا، وإذا فشلوا يستشهدون، ومهما تعنترت القوى ومهما ‏أغارت الطائرات فلن تنجح في كسرهم؛ إذ لا يقتحم أنصار الله خنادق القتال ‏وبأيديهم أوراق المساومة‎.
يجب أن ندرك أن أنصار الله قوة حقيقية، ولهم أهداف وطموحات خارج ‏النطاق المألوف لأهداف القوى التقليدية بالمنطقة، أدواتهم التنافسية صعبة ‏جدا، والقتال يمثل الجزء الأساسي من هذه الأدوات، فمهما هددتهم فلقد ‏سبقوك بمسافة مريحة، لأنهم وطّنوا أنفسهم على الصعاب، وكانوا دائما ‏على أهبة الاستعداد قبل أن تُطلق التهديدات، القتال لا يخيفهم، القتال ‏خاصيتهم التنافسية الأخطر‎!
الذين يستهزئون بأنصار الله يقترفون خطأ جسيما. انظر إلى حزب الله ‏منذ أعوام، لم يكن قادرا على إطلاق صواريخ تتخطى عتبة الحدود ‏اللبنانية، واليوم اصبح جيشا عرمرما يثير الذعر في نفوس الصهاينة و‏يهدد قبرص وأمريكا.
أنصار الله لا يخططون للانتحار، بل يسلكون طريقا ‏وعرة للحصول على قوة تنافسية نادرة وشاقة، وبسبب جودة بنيتهم القتالية، ‏صمدوا وعززوا قوتهم، ومن الخطورة بمكان استعداء قوة تنهض على ‏نواة بهذه الصلابة.

 كاتب سوداني مقيم في بريطانيا

أترك تعليقاً

التعليقات