عبدالوهاب حفكوف

عبدالوهاب حفكوف / لا ميديا -
تخيل أنك تغير اسم «الحوثي» أو «أنصار الله» إلى اسم آخر من اختيارك، ‏ثم تستعرض الأنشطة والسياسات والتصريحات المرتبطة بهذا الاسم على ‏مدى عام؛ هل سيتغير موقفك؟‎!
هل ستبدو الإنجازات المقترنة بذلك الاسم إنسانية وداعمة لقضية نبيلة ‏تخلى عنها تجار المصالح وجبناء المنطقة؟!‎
الآن اختر البلد الذي تحبه وتحترمه وضع أمامه أفعال الصهاينة القميئة؛ ‏هل يمكن للاسم أن يجمّل أفعالهم القبيحة؟!‎
وهل سيأنس التاريخ للأسماء والانحيازات المسبقة أم سيخلد الأفعال ‏الإنسانية الرائعة؟‎
والآن قم بمهمة أسهل: ابحث عن اسم «أنصار الله» في قوائم «الإرهابيين»!
ابحث عنهم في قوائم المتدخلين والمرتزقة!‏
ابحث عنهم في قوائم العملاء الذين يخدمون الصهاينة والغرب!‏
ابحث عنهم بين الأذلاء والخانعين!
وأتحداك أن تجد بينهم أنصار الله‎!‎
لم يتدخلوا يوماً في شؤون الدول، بل دافعوا عن أرضهم وواجهوا المخاطر ‏دفاعاً عن أسمى قضية في العالم‎.‎
في عام واحد، حققوا ما عجزت عنه قوى المنطقة لعقود. هذه القوة ‏التحمت بالأرض وهزمت أنظمة استعانت بأراذل الأرض والمرتزقة لكي ‏تعتدي على سيادة اليمن‎.‎
إذا كنت تدافع عن هذه الأنظمة، فأنت جزء من القطيع الذي يئست منه ‏والذي تولى زمامه يقوده حاكم قطيعي خانع بلا رؤية‎.
ألم تفهم الرسالة؟! لا بأس أن تكون متحالفاً مع «داعش» أو أردوغان، ‏فالصهاينة سيدعمونك وستتبعك جموعهم إذا ركعت أمامهم. هذه آخر ‏صيحة‎!‎
النموذج الذي يسمح لـ»إسرائيل» بتدمير البلاد وسط هتافات المرتزقة هو ‏المكرم، بينما أولئك الذين يجازفون بكل شيء لنصرة الأطفال الفلسطينيين ‏تلاحقهم الصواريخ‎.
وفي هذه اللحظة، يتسنى لي القول بأنني سألعن التاريخ إذا وضع اسم السيد ‏المجاهد عبدالملك الحوثي بجوار اسم الجولاني أو أردوغان‎.
لو كان السنوار حياً لكان قد مات كمداً وهو يشهد تعامل الجولاني ‏وأردوغان والآخرين مع جلادهم الصهيوني. لكن لحسن الحظ، رحل السنوار ممتناً للرجال الذين قاتلوا معه‎.
إذا كنت لا تفهم الشرف، فلا حيلة لي معك. وإذا كنت تظن أن الأوطان ‏يستحقها بغاث الناس وأراذلهم فالمنطقة تعج بهم. لكن هناك رجال قليلون، ‏واحد في اليمن وآخرون واجهوا الصهاينة وبصقوا في وجه المحتل ثم ‏استشهدوا. سأفخر بكتابة سيرتهم‎.
أما أنت، أيها الحاكم الصغير، أيها السمسار، سأنساك، وسأخلع ذكراك كما ‏أخلع ضرساً متسوساً، مهما قالت عنك الأبواق، فأنت في الجوهر نكرة، ‏أنت مجرد قصة بائسة ستُنسى. أنت بشار الأسد مؤجل، وآه لو تعلم كم ‏يحتقرك الشارع‎!

 كاتب ومحلل سياسي يعيش في لندن

أترك تعليقاً

التعليقات