معيار العزة في مواجهة التحديات
 

محمد العفاري

محمد العفاري / لا ميديا -
في كلمة تاريخيّة تصدح بالحق، وضع السيد القائد معياراً حاسماً لأمتنا في ‏خضم التحديات الجسيمة التي تواجهها‎؛ معياراً لا يرتكز على حسابات الدنيا الزائلة، بل على ميزان إلهي قسطاس ‏مستقيم، يكشف زيف الولاءات ويكشف معادن الرجال‎.
هذا المعيار يتلخص في آية قرآنية جامعة مانعة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ‏الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ‏ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"‏‎.‎
ينطلق السيد القائد من هذه الآية القرآنية ليشخّص واقعاً مُرّاً، واقع الذل ‏والهوان الذي يكتنف بعض المنتسبين إلى أمتنا أمام العدو الصهيوني ‏الغاشم‎.
ذل تجسد في صمت مطبق على جرائم هذا العدو، جرائم تنتهك فيها ‏المقدسات وتزهق الأرواح وتدنس الكرامات‎.
ذل بلغ حد التواطؤ مع هذا العدو في مخططاته الرامية إلى تمزيق أمتنا ‏وتغيير هويتها‎.
يقابل هذا الذل أمام الكافرين عزة واستطالة على المؤمنين، عزة تتجلى ‏في فتاوى تبيح دماء الأبرياء وتحرض على الفتن والنزاعات، عزة تُسخّر ‏فيها طاقات الأمة وخيراتها لخدمة مشاريع أعدائها‎.
هذا التناقض الصارخ بين الذل أمام الكافرين والعزة على المؤمنين ‏يكشف زيف الادعاءات ويكشف عن معادن الرجال‎.
كما حذّر السيد القائد من مغبة الانخراط في هذه المشاريع المشبوهة، ‏مشاريع تحول الأمة إلى أداة طيعة في يد أعدائها، تقاتل بأبنائها وتفكر ‏بعقولهم وتعيش وفق أهوائهم‎.
هذه المشاريع تؤدي إلى طمس الهوية الثقافية والفكرية والدينية للأمة، ‏وتحويلها إلى مجرد تابع ذليل لا يملك من أمره شيئاً‎.
في مقابل هذا الواقع المظلم، يدعو السيد القائد إلى التمسك بالمعيار الإلهي، ‏معيار العزة على الكافرين والذلة على المؤمنين‎.
يدعو إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني، رأس الكفر ‏والشر والإجرام، ومعه أمريكا، الوجه الآخر للعملة نفسها‎.
يدعو إلى إعلاء صوت الحق في وجه الباطل، وإلى بذل النفس والمال في ‏سبيل الله، وإلى الثقة بنصر الله وتأييده‎.
يؤكد السيد القائد أن هذا الموقف الحق هو طريق النجاة للأمة، طريق ‏العزة والكرامة والشرف، طريق خير الدنيا والآخرة‎.
يقابل هذا الطريق طريق الخسران والذل والهوان، طريق الذين يبيعون ‏أنفسهم وولائهم لأعداء الأمة بثمن بخس‎.
كلمة السيد القائد وثيقة تاريخية تحدد معالم الطريق للأمة في هذه المرحلة ‏الحاسمة من تاريخها‎.
هي دعوة إلى اليقظة والوعي والمسؤولية، ودعوة إلى التمسك بالحق ‏والثبات عليه، والثقة بنصر الله وتأييده‎.

أترك تعليقاً

التعليقات