معيار العزة في مواجهة التحديات
- محمد العفاري الجمعة , 20 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 5:56:08 PM
- 0 تعليقات
محمد العفاري / لا ميديا -
في كلمة تاريخيّة تصدح بالحق، وضع السيد القائد معياراً حاسماً لأمتنا في خضم التحديات الجسيمة التي تواجهها؛ معياراً لا يرتكز على حسابات الدنيا الزائلة، بل على ميزان إلهي قسطاس مستقيم، يكشف زيف الولاءات ويكشف معادن الرجال.
هذا المعيار يتلخص في آية قرآنية جامعة مانعة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ".
ينطلق السيد القائد من هذه الآية القرآنية ليشخّص واقعاً مُرّاً، واقع الذل والهوان الذي يكتنف بعض المنتسبين إلى أمتنا أمام العدو الصهيوني الغاشم.
ذل تجسد في صمت مطبق على جرائم هذا العدو، جرائم تنتهك فيها المقدسات وتزهق الأرواح وتدنس الكرامات.
ذل بلغ حد التواطؤ مع هذا العدو في مخططاته الرامية إلى تمزيق أمتنا وتغيير هويتها.
يقابل هذا الذل أمام الكافرين عزة واستطالة على المؤمنين، عزة تتجلى في فتاوى تبيح دماء الأبرياء وتحرض على الفتن والنزاعات، عزة تُسخّر فيها طاقات الأمة وخيراتها لخدمة مشاريع أعدائها.
هذا التناقض الصارخ بين الذل أمام الكافرين والعزة على المؤمنين يكشف زيف الادعاءات ويكشف عن معادن الرجال.
كما حذّر السيد القائد من مغبة الانخراط في هذه المشاريع المشبوهة، مشاريع تحول الأمة إلى أداة طيعة في يد أعدائها، تقاتل بأبنائها وتفكر بعقولهم وتعيش وفق أهوائهم.
هذه المشاريع تؤدي إلى طمس الهوية الثقافية والفكرية والدينية للأمة، وتحويلها إلى مجرد تابع ذليل لا يملك من أمره شيئاً.
في مقابل هذا الواقع المظلم، يدعو السيد القائد إلى التمسك بالمعيار الإلهي، معيار العزة على الكافرين والذلة على المؤمنين.
يدعو إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني، رأس الكفر والشر والإجرام، ومعه أمريكا، الوجه الآخر للعملة نفسها.
يدعو إلى إعلاء صوت الحق في وجه الباطل، وإلى بذل النفس والمال في سبيل الله، وإلى الثقة بنصر الله وتأييده.
يؤكد السيد القائد أن هذا الموقف الحق هو طريق النجاة للأمة، طريق العزة والكرامة والشرف، طريق خير الدنيا والآخرة.
يقابل هذا الطريق طريق الخسران والذل والهوان، طريق الذين يبيعون أنفسهم وولائهم لأعداء الأمة بثمن بخس.
كلمة السيد القائد وثيقة تاريخية تحدد معالم الطريق للأمة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها.
هي دعوة إلى اليقظة والوعي والمسؤولية، ودعوة إلى التمسك بالحق والثبات عليه، والثقة بنصر الله وتأييده.
المصدر محمد العفاري
زيارة جميع مقالات: محمد العفاري