عن ثورة لم تعد ملونة
 

خالد خداج

خالد خداج -

الصفدي، الحريري، أسامة سعد...الخ، مجرد تعبئة للهواء (بتعبير التلفزيونات)، مجرد تقطيع للوقت، فيما يتجهز البلد وربما المنطقة، أكيد المنطقة، لمنازلة جديدة كبيرة وخطيرة.
الناس هم عدة الشغل، الستارة، الملهاة، قرار أمريكي اتخذ بشن هجوم داخلي على المقاومة.
لا يمكن، حتى لو لم تسقط سوريا، ولم يتمكنوا من الحرب على إيران، لا يمكن حتى لو لم نسيطر على العراق، أو لم نقض على أنصار الله في اليمن، لا يمكن حتى لو فشلت الحرب بالإرهاب، أو خسر الخليج كل حروبه، لا يمكن أن تبقى المقاومة، تشكل تهديد وجودي على أمن "إسرائيل"، وتعطل المخفر المتقدم لكل الغرب.
مهما كان الثمن، حتى لو لملمنا ذيول خيباتنا العسكرية، أن نترك "إسرائيل" مكبلة معطلة.
تم استدعاء سعد الحريري إلى الإمارات، أخذ معه غرفة عملياته من قادة ثورة الأرز، وأبلغوا بأمر العمليات محاصرة المقاومة، سحب البساط الشرعي من تحت أقدامها، ضرب العهد وشيطنته كحليف، وتأمين بيئة داخلية معادية استعداداً لحرب تموز2، إذا ما تأمنت شروط نجاحها، والأخطر، حربان داخليتان، واحدة قواتية على التيار (سبعة أيار قواتية)، وأخرى سنية شيعية.
حضر إلى لبنان عشرات الأجانب المدربين على إدارة الثورات السوداء (لم تعد ملونة)، وجيء بمئات المستشارين العسكريين عبر مطار حامات، وتحولت السفارة إلى وكر جاسوسية "تايمز تن".
تم توقيع عقود ضمان للمحطات التلفزيونية، ونقطة الصفر كانت بتحريك عشرات منظمات المجتمع المدني، ثم استقالة الدمية من رئاسة الحكومة.
الخطة استدراج المقاومة إلى الحرب الداخلية، وطلب الوصاية الدولية، وتوسيع دور اليونيفيل، وانتشارهم على الحدود السورية.
في المقابل، المفاجآت هذه المرة، حلفاء المقاومة قرروا رد الجميل لها، أنتم من لعبتم دوراً محورياً إقليمياً، وساهمتم بفعالية في كل المعارك الدفاعية عن الأمة، لن نترككم تواجهون منفردين، لا بل سنسعى لحمل المواجهة عنكم، ونحمي دوركم الحيوي في مسك الصهاينة من رقابهم، أية حرب على المقاومة هي حرب على محور المقاومة.
أمن المقاومة مقابل أمن الإقليم، ستطفأ مدنكم، ومحطات تحلية مياهكم، ستتوقف أعمالكم، وأبراجكم، عندها ستتفضلون إلى التفاوض على وقف الفتنة في لبنان، وضبضبة غلمانكم.
حتى الروس يفترضون أوضاعاً دقيقة جداً قد تؤدي إلى حرب شاملة، يعتقدون أن المقاومة هي من أهم عناصر الردع في المواجهة وصمام أمان كبير، لا يترك.
وبعدك عم بتصرخ: ثورة.. ثورة، يا بزونك.

* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات