أمريكا أم الإرهاب
 

أماني عبدالخالق المهدي

أماني عبدالخالق المهدي / لا ميديا -

همجية أمريكا في تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية قرار لا يهز فينا شعرة، بل إن هذا التصنيف والقرار الأمريكي لن يزيد الشعب اليمني إلا قوة وصمودا وعنفوانا وتحديا، فمن كان لم يعرف بعد أن عدوه الأول ومن يحاربه هو أمريكا، بات اليوم يعرف حقيقة الأمر وأن أمريكا هي من تدير الحرب وتوجهها، وبعد فشلها الفشل الذريع في حسم الحرب عسكريا لجأت لهكذا قرارات وهي من هي في الإرهاب بل إنها أم الإرهاب، والعالم يشهد بهذه الحقيقة.
نعم، أمريكا عدوتُنا الأولى، قبل التصنيف أو بعده، وكم هو شرف كبير لنا كيمنيين عندما نعرف أن لصرختنا وشعارنا وصمودنا وبأسنا هذا الصدى الكبير الذي وصل إلى أعماقهم وأرهبهم، وكسر غرورهم وجبروتهم المتفشي على هذا العالم.
أمريكا الشيطان الأكبر. أمريكا صانعة الإرهاب، مهلكة الحرث والنسل.
أمريكا هي من تزرع فيما بين المسلمين الضغائن والأحقاد، وهي من تشعل الفتن والحروب والتنازع... فغدت أمة الإسلام أمة ممزقة تسكنها العُنصرية والطائفية والحزبية، مستخدمين مقولة: "فرّق تسُد".
أمريكا بأفعالها هذه وبعملها الدؤوب في الفترة الأخيرة على التطبيع العربي مع اليهود المحتلين للأقصى الشريف وفلسطين العربية، كل ذلك من أجل تأمين العدو "الإسرائيلي" من الخطر العربي والإسلامي المحتمل انفجاره في يوم من الأيام.
يطول الحديث عن أمريكا وأجندتها وإرهابها، فلا يكاد شعب من الشعوب العربية والإسلامية والغربية والشرقية إلا ويشكو من خبثها ومكرها وتدخلها في شؤون البلدان، وبشتى الطرق.
ولو نظرنا لتاريخ أمريكا لوجدناه أسود ملطخا بالدماء. وما تسمى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية إنما أُسست على دماء الهنود الحمر، تم من خلالها تدمير المنازل والتهجير الجماعي وحرق المحاصيل، بل وصل الأمر إلى قتل ما يقرب من 18 مليون شخص من الهنود الحمر، في كارثة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلا.
أمريكا غزت نيكاراغوا، وبيرو، لفرض آراء سياسية بالقوة، وشنت عملية عسكرية كبرى لتحتل أجزاء من المكسيك التي يطلق عليها اليوم تكساس وكاليفورنيا ونيو مكسيكو الأمريكية، وقامت بعمليات عسكرية استهدفت أوروغواي، وسيطرت على قناة بنما، وغزت كولومبيا، ثم هايتي، ثم تشيلي، وغزت كوبا، واحتلت جزيرة جوانتانامو التي تضم الآن أشهر معسكر اعتقال في العالم يضم العديد من الأسرى من مختلف دول العالم!
وغير خاف على أحد جريمة أمريكا في الحرب العالمية الثانية التي أنهتها بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي لتقتل ما يقرب من 200 ألف نسمة وتصيب وتشوه مئات الآلاف من المدنيين!
هذا كله غير التدخل العسكري المباشر وغير المباشر في الدول العربية والإسلامية، كاحتلال أفغانستان والعراق، ووضع القواعد العسكرية في دولنا العربية والإسلامية بمبرر حماية مصالحها ومحاربة الإرهاب، بينما هي صانعة الإرهاب وممولته، باعتراف سياسيي الإدارة الأمريكية نفسها.
ومن المثير للضحك والهستيريا أن أمريكا وهي بهذه السيرة الوحشية والتي اختتمتها بالحرب على اليمن عسكريا واقتصاديا والمعلنة من واشنطن والمشتعل أوارها إلى اليوم وها هي تدخل عامها السابع، مسببة بقصفها وحصارها الدمار والخراب، وأحدثت المجاعة، ونشرت الأمراض والأوبئة، وقتلت مئات الآلاف من النساء والأطفال اليمنيين المدنيين، تأتي لتقول بأن هذا الشعب إرهابي!
إنه -لا شك- غباء أو استغباء للآخرين، وجنون لمن يصدقها في دعاواها وتصنيفاتها البلهاء والحمقاء.

أترك تعليقاً

التعليقات