انتحار خارج الشاشة
 

عبدالملك العقيدة

عبدالملك العقيدة / لا ميديا -
أعينوني أعزائي بتفسير ظاهرة كارثية بدأت تنتشر في مجتمعنا، لاسيما المناطق الريفية، وهي ظاهرة انتحار النساء المتزوجات، إما بالسم وإما بالرصاص، فخلال عام واحد تلقى مكتبي ست حالات انتحار من مديرية واحدة، والمؤلم في الأمر ومن خلال تعمقي وبحثي في دراسة أسباب وبواعث إقدام النساء على الانتحار وجدت أنه نتيجة لخلافات تافهة جداً جداً حصلت بين الزوجين، أما الأخطر فهو اكتشافي أن كل الزوجات نفذن الطريقة ذاتها في الانتحار التي تقوم بها الممثلات الهنديات والتركيات من تمثيل أدوار الانتحار، ما اضطرني لمشاهدة أكثر من 16 مسلسلاً هندياً و7 مسلسلات تركية. وما أذهلني، وكما قلت لكم، هو ذلك التشابه الكبير بين خطوات وقائع الانتحار الحقيقية وبين تلك المشاهد التي تضمنتها مسلسلات الهنود والأتراك، والغريب هو كثرة تلك المشاهد التي وصلت في بعض المسلسلات إلى ثلاث أو أربع، وفيها يظهر الزوج ندماً قاتلاً لا يوصف بعدما تخلت عنه حبيبته وفضلت معاقبته بالانتحار. هذا ما لاحظته للأمانة وما جعلني أصل إلى قناعه كاملة أن هناك تأثراً واضحاً حد الإدمان بتلك المسلسلات والدراما الإجرامية الهابطة التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل غير طبيعي. فإذا كنت أنا كمحامي وصلتني ست حالات، فيا ترى غيري من الزملاء كم وصلتهم من قضايا؟! ومناسبة وصولها طبعاً اتهام الأزواج، إما بالقتل وإما بالتسبب في دفع الزوجات للانتحار، وتنتهي القضية في مراحلها الأولى أمام النيابة بعد ثبوت براءته، والبعض الآخر يصدر فيها أحكام أيضاً بالبراءة. فهل يا ترى أن لتلك المسلسلات الخبيثة التي تظل النساء بالساعات تشاهدها ليلاً ونهار أم هناك أسباب أخرى؟ فأرجوكم كلا يدلي بدلوه وفق ما لديه من معلومات علنا نوفق للخروج بمعالجات لهذه الظاهرة. وها أنا أدق ناقوس الخطر طالباً من الجهات المختصة والخطباء والعلماء والآباء والأزواج والعقال نشر الوعي بمخاطر هذه الطامة وصولاً للحد من تكاثرها. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .

أترك تعليقاً

التعليقات