محمد عبدالله الغرباني

محمد عبدالله الغرباني / لا ميديا -
لقد كشف القانون الأمريكي الصادر باسم "قانون العدالة ضد داعمي الإرهاب"، أو ما يعرف اختصاراً باسم "قانون جاستا"، الذي يتيح للمواطن الأمريكي وحكومته رفع دعاوى قضائية ومحاكمة أمراء العائلة السعودية الحاكمة لإلزامهم بدفع تعويضات تقدّر إجمالاً بآلاف المليارات من الدولارات الأمريكية بما يهدّد الأرصدة السعودية المهولة في المصارف الأمريكية على خلفية الاتهامات المباشرة للنظام السعودي بالضلوع والتورط المباشر وغير المباشر في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كشف أمرين رئيسيين:
الأول: مدى غباء مملكة بني سعود وجهل وغرور وغطرسة حكّامها.
الثاني: عدم معرفتهم بحقيقة العلاقات التي تربطهم بأمريكا.
فعلى الرغم من أنَّ الأمر الأول قائم بحد ذاته ويأتي نتاج الطبيعة التآمُريّة والنفسية المعقّدة والعقلية والبيئة الاجتماعية المتخلّفة والأفكار الظلامية والثقافة المحدودة إن لم تكن المعدومة تماماً لبني سعود في ظل الثراء الفاحش والثروة الهائلة التي تمتلكها، إلّا أنّه مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالأمر الثاني، فعدم معرفتهم بحقيقة العلاقات التي تربطهم بأمريكا والتي تحكمها المصالح الأمريكية البحتة والمطلقة أولاً وأخيراً والوسائل والأدوات اللازمة والكفيلة بحمايتها من المنظور الأمريكي حتى وإن تعارضت مع مصالح حلفائها، فاعتقادهم الخاطئ وقناعاتهم العمياء بأنّهم الأقوى وأن أموالهم وثرواتهم كفيلة بتمكينهم من فرض هيمنتهم وسيطرتهم المطلقة على القرار الدولي بوجه عام والإقليمي بوجه خاص والتحكّم في مفاتيح علاقاتهم بالولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه وإدارة مؤسساتها المختلفة جعلهم يرتكبون أخطاء جسيمة مجحفة وأعمالاً حمقاء مُكلفة بحق إخوانهم وأشقائهم وجيرانهم من العرب والمسلمين، بل وبحق شعبهم المضطهد وأنفسهم الظالمة في الوقت الذي لم يكونوا فيه وفقاً للمنظور الأمريكي وحساباته الاستراتيجية لطبيعة العلاقات الأمريكية/ السعودية سوى "أداة" لتنفيذ مخطّطاتها العدوانية ومؤامراتها الدنيئة في المنطقة وعلى الأمتين العربية والإسلامية، و"بقرة حلوب" لتمويل تلكم المخطّطات والمؤامرات إلى حين تصدأ تلك "الأداة" وتهرمُ تلك "البقرة" ويجف "ثديُها" وينضب "حليبُها" فتترك وحيدة في الصحراء حتى تأكلها "الضواري" والجوارح" قبل وبعد موتها.
وهذا اليوم هو حال مملكة قرن الشيطان ومصيرها غداً. ورحم اللهُ امرءاً عرف قدر نفسه. وإنَّ غداً لناظره قريب.

 مستشار رئيس مجلس الوزراء.

أترك تعليقاً

التعليقات