لاتزال كلية الإعلام تغلق أبوابها دون استكمال سير العملية التعليمية والبدء في العام الجامعي الجديد، وتتحجج عمادتها بعدم توافر الميزانية التشغيلية للكلية، في الوقت الذي بدأ فيه بقية طلاب جامعة صنعاء عاماً دراسياً جديداً.
ويتخوف طلاب الإعلام من توقف الدراسة لهذا العام، لاسيما أنهم بالكاد استطاعوا إكمال الترم التعويضي وإجراء الامتحانات النهائية للعام 2014 - 2015م الماضي، فعندما أعلنت جامعة صنعاء عن ترم تعويضي بعد توقف دام ستة أشهر منذ بدء العدوان على اليمن، كان وقع ذلك القرار عليهم بمثابة إعلان توقف العدوان، واحتشد الطلاب من محافظات مختلفة إلى كلياتهم. 
لم يمر أسبوع حتى أعلنت كلية الإعلام توقف التدريس والبدء في الامتحانات بعد عشرين يوماً من ذلك التاريخ، وتحججت إدارة الكلية وقتها بأن أبناء المناطق التي تشهد صراعاً مسلحاً لا يستطيعون الحضور، فعاد الطلاب إلى منازلهم على أمل العودة في الموعد المحدد للامتحانات، ثم زادت العمادة على ذلك تأجيل أسبوع، وبعد انقضاء الأسبوع الإضافي كان الطلاب جميعهم في قاعات الكلية يؤدون الامتحانات وعلى قصف الطيران يمسون ويصبحون، وفي اليوم المخصص لأداء امتحان المادة الثالثة، اشتد القصف صباحاً على حديقة ٢١ سبتمبر (الفرقة سابقاً) جراء ذلك «تأثرت بعض الطالبات»، فاتخذ الدكتور/ علي البريهي عميد الكلية قرار تعليق الامتحانات، بالرغم من استمرار العملية الامتحانية في الكليات المجاورة (الزراعة، التربية، والحاسوب).
ثم تمَّ استئناف الامتحانات بعد عيد الأضحى، وحتى اليوم لم يتم بدء العام الجديد، ذهب بعض الطلاب إلى الكلية مطالبين باستئناف الدراسة والاستيضاح من العمادة عن مبررات استمرار التعليق، فأوضح الدكتور علي البريهي عميد الكلية أن هناك عراقيل مالية تواجهها الكلية، وبالكاد استطاع إكمال امتحانات العام المنصرم، وأن الكلية لم تدفع قيمة الديزل الذي قامت عليه عملية الامتحانات، وأن المالية لم تسدد بعد.
وقال البريهي: «إن الكلية رفعت أكثر من مرة مذكرات لرئاسة الجامعة بخصوص النفقة التشغيلية للكلية لافتتاح سنة دراسية جديدة لكن لم يتم التجاوب معها». مبيناً أن الكليات الأخرى ألزمت طلاب الموازي والنفقة الخاصة بدفع الرسوم كاملة دون أقساط.
وأضاف: «كلية الإعلام نسبتها المالية من النظام الموازي والنفقة الخاصة ضئيلة جداً مقارنة ببقية الكليات، لذلك لم نستطع المجازفة بإعلان سنة جديدة»، مؤكداً أن رئاسة جامعة صنعاء أعلنت بأن المالية خصمت من مستحقات تشغيلها ٥٠٪، وتحيل وزارة المالية ذلك إلى البنك المركزي وعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته.
وحدد البريهي مدة أسبوعين لإعلان سنة جديدة حتى يتم الرد من رئاسة الجامعة بخصوص دفع النفقة التشغيلية، وتقوم المالية بدفع الموازنة التشغيلية، وإذا لم يتم ذلك فإن الحل - حد قوله: «ابحثوا عن دورات وطوّروا أنفسكم».
فيما الصغار قد عادوا إلى مدارسهم متمثلين أروع صور الصمود والثبات في وجه العدوان، تتعذر كلية الإعلام عن بدء العام الجامعي بحجة عدم توافر الميزانية التشغيلية، وتقول آلاء طالبة في كلية الإعلام: «إن عدم البدء في العام الدراسي متعمَّدٌ لكسر صمود الشعب اليمني في وجه العدوان، خصوصاً أن بعض الأكاديميين في الجامعة لهم مواقف انحياز وتمالؤٍ مع العدوان»، مضيفةً أن هناك بعض الطلاب المجندين في صفوف المرتزقة يعملون على عرقلة استئناف الدراسة ويتعاون معهم طلاب الإصلاح، بحجة أنهم لا يستطيعون الحضور وأن حياتهم مهددة بالخطر في صنعاء. 
سنة كاملة من عمر الطلاب تذهب هدراً، أو إلى حين استكمال تسديد رسوم طلاب النظام الموازي حسبما أعلنت الكلية، ويعزو الطلاب ذلك إلى سوء إدارة الكلية مقارنة ببقية الكليات، خصوصاً أن الإعلام كلية نظرية ولا يوجد بها معامل أو أجهزة تطبيقية تحتاج إلى نفقة تشغيلية.
غازي محمد طالب في كلية الإعلام قال: «إن هذه محاولة لإفشال العملية التعليمية بحجج كاذبة لا تحترم العقول، ليس في كليتنا فقط بل في جميع الكليات لكن كليتنا هي البداية، وأعتقد أن من يقف وراء هذه الأمور أشخاص لهم مصلحة بتوقف عملية التعليم».
من جانبه ذهب شايف طالب في كلية الإعلام إلى أن توقف الدراسة لا يؤثر فقط على طلاب الكلية بضياع سنة من أعمارهم بل يؤثر على مواجهة العدوان لأن توقف نبض العاصمة هو ما يسعى العدوان لتحقيقه، وهذا لن يحدث إلا بجعل المواطنين جميعاً يشعرون أن السبب هم (أنصار الله) ويجب الخروج ضدهم في تظاهرات ووقفات واعتصامات كي يسهل بعد ذلك فتح جبهة لمرتزقة العدوان داخل العاصمة صنعاء. مؤكداً أن الباب الذي تندرج تحته المؤسسة التعليمية في وزارة المالية مازال يعمل ولم يتوقف.
وتابع شايف بقوله: «إن عدم استئناف العملية التعليمية لطلبة كلية الإعلام بجامعة صنعاء يأتي ضمن خطة موضوعة ومدروسة ينفذها أذيال العدوان في الجامعة بشكل عام وفي الكلية بشكل خاص»، موضحاً أنها ليست المحاولة الأولى لبعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية، فقد حاولوا سابقاً عرقلة سير العملية التعليمية للعام المنصرم بعدم الإيفاء بالتزاماتهم تجاه الطلاب وعدم إلقاء المحاضرات فضلاً عن محاولة منع إقامة الاختبارات فيها أسوةً ببقية الكليات.
إزاء ذلك دعا طلاب الكلية على مواقع التواصل الاجتماعية إلى ضرورة الوقوف ضد الاستهتار بحياتهم التعليمية، موضحين أنهم سيقومون يومنا هذا الأحد بتنظيم مسيرة طلابية داخل الجامعة تطالب باستئناف الدراسة، وقال حسين أحد منظمي المسيرة: «سنخرج للمطالبة باستئناف الدراسة وتوفير المخصصات المالية للكلية»، مبيناً أن تبرير عميد الكلية واهٍ ويدل على سوء الإدارة في الكلية، لأن بقية الكليات قد وفرت مخصصاتها المالية دون عناء وتم استئناف الدراسة فيها قبل أسابيع.
من الواضح أن إدارة الكلية لا تسعى جدياً لاستئناف الدراسة ولا تقدر ظرف العدوان الذي يعيشه الشعب اليمني، إذ بإمكانها بدء العام الدراسي بالإمكانيات المتاحة وملء الفراغ الذي يعيشه الطلاب، ولكون الكلية تعتمد الدراسة النظرية ولا يوجد بها معامل أو أجهزة تطبيقية، لا تبدو الميزانية التشغيلية عاملاً ضرورياً يتوقف عليه بدء العام الدراسي.
وتبقى الدراسة في كلية الإعلام قيد التعليق إلى أجل غير معلوم، مالم تتوافر الإرادة الحقيقية لدى إدارة الكلية ورئاسة الجامعة بالاستئناف وتذليل الصعوبات أمام الطلاب لإكمال تعليمهم بدلاً من تعقيد الأمور.