استذكاراً لدور كرماء الأرض والتأكيد على الصمود
الوطن يحتفي بالذكرى السنوية لاستشهاد القائد حسين بدر الدين الحوثي


شهدت معظم مدن ومحافظات الجمهورية اليمنية، خلال الأسبوع المنصرم، مهرجانات كرنفالية ومظاهر احتفالية وثقافية متنوعة، إحياءً للذكرى الـ12 لاستشهاد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، حيث تزينت الشوارع والمباني العامة والخاصة بصور وعبارات الشهيد المختلفة التي عكست مدى تجلي وعي الشهيد في الأوساط الشعبية.  

أمانة العاصمة
البداية كانت في الأمانة، حيث دشنت جبهة التعبئة والحشد الشعبي فعاليات الذكرى السنوية لاستشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، بإقامة ندوة ثقافية تحت عنوان (قراءة في مشروع الشهيد القائد).
وقدمت في الندوة التي عقدت صباح السبت قبل الماضي، في بيت الثقافة بالعاصمة صنعاء، ثلاث أوراق عمل لعدد من العلماء والمثقفين، أشادت في مجملها بدور وعظمة الشهيد القائد وعظمة النهج المقدم للأمة الإسلامية.
الورقة الأولى (القائد والمنهج) قدمها نائب وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ فؤاد ناجي، وأشار عبرها إلى أن المنهج القوي والرباني للشهيد القائد حمل في طياته أصول الفكر السياسي والقيادة العسكرية النبيلة، وكان رحمه الله مثالاً للسياسي المخضرم والقائد الفذ والمرشد الملهم للأمة، حتى أصبح أيقونة ثورية لكل أحرار العالم.
 وأكد ناجي أن فكر ومنهج الشهيد القائد هو كل ما نحتاجه لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الذي يعد من أبرز أهدافه القضاء على هذا النهج العظيم والفكر الذي يعيد للأمة الإسلامية مكانتها وكرامتها بين شعوب العالم.
وأضاف نائب وزير الأوقاف أن على مراكز البحوث دراسة المشروع القرآني للسيد حسين بن بدر الدين الحوثي، هذا المشروع الكبير المنبثق من القرآن الكريم، والذي تجاوز به الحدود، وأصبح مشروع الأمة الإسلامية كافة.
فيما قدم ورقة العمل الثانية الأخ يحيى قاسم أبو عواضة، وحملت عنوان (التأهيل العلمي في فكر الشهيد القائد)، أوضح خلالها الحرص الشديد للشهيد القائد على بناء الأمة بناءً علمياً يهتم بكافة العلوم بمختلف مجالاتها.
وأضاف أبو عواضة أن الشهيد القائد جعل منطقة مران نموذجاً في محافظة صعدة، حيث حرص على نشر التعليم والثقافة بين أبناء تلك المنطقة، الأمر الذي جعل منها منبعاً للمسيرة القرآنية. كما كان حريصاً على توعية الناس وإرشادهم إلى أهمية الإحاطة بالعلم بمختلف مجالاته، والاعتماد على القرآن الكريم كمنهل أول للعلوم الإنسانية الحديثة، وركيزة حضارية هائلة.
وأوضح أن هدى الله هو الضمان الأكبر لبقاء العلوم الإنسانية المختلفة، وأن التفكر والتدبر يعد من أعظم العبادات على الإطلاق.  
أما الورقة الثالثة التي قدمها الأخ حمدي الرازحي، بعنوان (مقاربة نقدية للمشروع الفكري والحضاري للشهيد القائد)، فقد تناولت تحديد الإطار المرجعي للمشروع القرآني، وكذلك تصحيح المفاهيم والمصطلحات المعرفية، وتفعيل دور الفرد والمجتمع في عملية إحياء دور الأمة.
وقد ألقى الشاعر صلاح الشامي، خلال الندوة، قصيدة بعنوان (هدى القرآن) في مدح الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي.
وعلى الصعيد ذاته، نظم أبناء مديرية الجراف، الأحد المنصرم، ندوة توعوية وثقافية إحياءً لذكرى استشهاد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه. وقد تطرق الحاضرون فيها إلى جملة من مناقب السيد الشهيد وتضحياته الكبيرة في سبيل إحياء الأمة العربية والإسلامية.
وفي ذات الصدد أيضاً، نظم أبناء مديرية معين حملة نظافة واسعة بمناسبة ذكرى استشهاد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مؤكدين من خلالها أهمية غرس القيم والمبادئ الإسلامية السمحة في أبناء المجتمع اليمني، والتي كان الشهيد خير مثال لها.
وفي الجانب الرياضي للفعاليات، نظـم المجلس المحلي والمجلس الإشرافي بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء، الأحد الماضي، بطولةَ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لكرة القدم، لفرق مدارس وأحياء المديرية.
وتستمــر البطولة التي تقام على ملعب الوحدة الرياضي، على مدى 10 أيام؛ وتهدف إلى خلق أجواء تنافسية في أوساط الشباب، وإحياء روح المشاركة بعيداً عن أجواء الحرب والحصار التي تعيشها البلاد في ظل العدوان الأمريكي الغاشم على بلادنا. 
وخلالَ الاحتفالِ الذي حضره عدد من الشخصيات السياسية والرياضية والاجتماعية وقيادة السلطة المحلية بالأمانة، ألقى الأستاذُ علي السقاف، وكيل أمانة العاصمة، كلمة أشَاد فيها بالمستوى التنظيمي للفعالية، وأهمية إحياء هذه المناسبة؛ كونها تأتي تذكيراً بالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، في ذكرى استشهاده التي تصادف 27 رجب من كلّ عام.
وأكد السقاف أن الشهيدَ القائدَ حمل على عاتقه هموم الأمة وقضاياها، حيث ظل مدافعاً عن الحق وعن المظلومين والمستضعفين من خلال مشروع قرآني تمسَّك بمبادئ وقيم الإسلام الذي جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
ولفت إِلَـى أن السيدَ حسين بدر الدين الحوثي تطلّع لصوغِ مشروع فكري وأخلاقي يبتغي البعثَ الصحيح للهوية الإيمانية، وتخليصها من الانحرافات الأيديولوجية التي لحقت بها.
وبعد ذلك ألقيت كلمتان للأخوين محمد المراني وخليل الجُنَيْد، تناولتا عظمةَ المناسبة ومناقب الشهيد القائد، واستعرضتا معالم شخصيته السامية، وما كان يتمتعُ به من خصال إنسانية عظيمة وصفات أخلاقية فاضلة، حيث عرف عنه سماحتُه وطيبة قلبه، وجوده وكرمه، فكَانَ عوناً للمحتاج وسنَداً للمـستضعفين.
تخَلَّل الفعاليةَ أنشودةٌ للطفل إبراهيم الدولة، إهداءً لروح الشهيد القائد، نالت استحسان الحاضرين.

حجة
كسائر محافظات الجمهورية اليمنية، تزينت شوارع محافظة حجة بصور وعبارات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، كما احتضنت المحافظة العديد من الندوات والأمسيات الثقافية التي عبرت عن التفاف أبناء المحافظة حول المسيرة القرآنية وقائدها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتمسكهم بمبادى وقيم السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، القائد الروحي للمسيرة. 
ففي عصر الأحد الماضي، أقيمت بمديرية المحابشة أمسية ثقافية شعرية بعنوان (علمتنا الإباء والشجاعة في زمن الذل والانبطاح)، بمناسبة ذكرى استشهاد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، تخللها العديد من القصائد الشعرية والكلمات التي جسدت حياة الشهيد القائد وتضحياته وتحركاته في زمنٍ طغت عليه الذلة والخضوع والاستكبار.

مأرب
على رغم من الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه المحافظة، والناجم عن محاولات احتلالها وتركعيها من قبل دول الغزو والاستكبار، ممثلة بالسعودية وأمريكا، أقام أبناء مديرية بدبدة بمحافظة مأرب فعالية ثقافية لإحياء ذكرى استشهاد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، تخللها العديد من الكلمات والمشاركات الشعرية التي عبرت في مجملها عن سيرة الشهيد القائد المشرقة، والزاخرة بالعطاء والتضحية والبذل.

تعز
ورغم جراحاتها وندوبها العديدة التي خلفتها الحملة الممنهجة على وحدة صفها ونسيجها الاجتماعي وبنيتها التحتية، سجلت محافظة تعز حضورها الفاعل واللافت في المناسبة، حيث أحيت مديريات ماوية والتعزية وشرعب السلام والرونة، صباح الاثنين الماضي، الذكرى الـ12 لاستشهد القائد حسين بدر الدين الحوثي، في الشارع العام في منطقة مفرق الذكرة بمديرية التعزية.
وفي الفعالية التي شهدت حضوراً كبيراً للعديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية في المحافظة، ألقى عضو اللجنة الثورية الأستاذ توفيق الحميري، كلمة عبر من خلالها عن عزم القيادة الثورية على المضي قدماً في درب التضحية والفداء حتى تحقيق النصر الكامل الذي يليق بالمحافظة ودورها الريادي في نهضة اليمن واليمنيين، لافتاً إلى أن تعز ستظل في الصفوف الأولى في التصدي للعدوان بمختلف مشاريعه التدميرية الهادفة في مجملها لتمزيق البنية الاجتماعية والهوية اليمنية الجامعة، ناهيك عن سلب الأرض واغتصاب الحقوق.
وأكد الحاضرون بدورهم على مواقفهم الثابتة والصلبة إزاء كل القضايا الوطنية، والسير على درب والكرماء والخالدين، وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مستلهمين قيمه الشجاعة وتضحياته الكبيرة في سبيل إعلاء كلمة الحق ودفع الظلم حتى تحقيق النصر الكامل والتحرير الشامل لكافة الأراضي اليمنية، مشددين على حتمية تحمل مسؤولية الذود عن حياض العرض والأرض وردع جحافل الغزاة والمحتلين. 
وفي نهاية الفعالية، ألقى الحاضرون بياناً من على منصة الساحة، حمل مضمونه عدة رسائل، كان أبرزها:
استذكار دور كرماء الأرض الشهداء الخالدين على رأسهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي.
التأكيد على صمود أبناء الشعب لكسر القيود وبناء اليمن المنشود.
الإهابة بالوفد الوطني المفاوض وموقفه المشرف في تمثيل مصالح الشعب ورفع معاناته.
ونوه البيان بأن لا عودة لمرتادي فنادق العمالة والمرتزقة، وأن ما عجز العدوان عن انتزاعه مع كل إمكاناته المهولة في ميادين القتال، لا يجب أن يناله على طاولات المفاوضات.
واختتمت الفعالية بتقديم قافلة غذائية وعينية دعماً وإسناداً لأبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف والكرامة، معلنين أن العطاء لن يكون الأخير، وأن النفوس عطشة للقاء في درب النضال والتحرير الذي بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق.