انقضى شهر يونيو الذي يحمل ذكرى تدشين الصواريخ الباليستية بعد عملية ترميمها من آثار مخطط التدمير الممنهج الذي استهدف تعطيلها قبيل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
فيونيو الذي شهد أول اطلاق صاروخ باليستي على قاعدة الملك خالد الجوية في خميسِ مشيط، لتطلق بعدها قرابة 117 صاروخًا باليستيًّا من طرازات مختلفة أهمها بركان وزلزال وغيرها.

حيث برزت هذه الجهود من خلال إطلاق مائة وسبعة عشر صاروخا باليستيا خلال الأشهر الماضية، تركزت معظمها فيما وراء الحدود حيث أُطلق واحد وسبعون منها باتجاه القواعد والمعسكرات السعودية، بينما استهدف ستة وأربعون صاروخا معسكرات قوى الغزو والمرتزقة في الداخل.

هذا الشهر الذي أصبحت  تتشائم منه دول تحالف العدوان السعودي لقد انقضى وحامل نفس الذكرى السابقة، بل هذه المرة طوى معه أسماء ” 143 قتيلاً من الجيش السعودي بنيران يمنية وباعتراف وسائل إعلام العدوان وبتوثيق منها، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

كما  تتصاعد خسائر الجيش السعودي الذين يلقون حتفهم يومياً جراء استهدافهم بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا بأعداد كبيرة، إضافة الى عمليات القنص والاقتحامات للمواقع العسكرية في جبهات عسير ونجران وجيزان ، شكلت ضربات موجعة تقع في عمق مواقع العدو السعودي ومعسكراته.

وما تظهره مشاهد نادرة يوثقهــا الإعلام الحربي لبعض من هذه الضربات ّ يؤكد حجم الخسارة التــي يتلقاهــا الجيــش السعودي كل يوم على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات ماوراء الحدود وبعض الجبهات الداخلية.

كما ان شهر يونيو هذا العام كان صعبا جداً على دول تحالف العدوان وخاصة السودان التي اعتمدت عليها السعودية مؤخرا في الميدان.

تفيد المعلومات ان عدد الجنود السوادنيين الذين قتلوا في جبهة ميدي فقط، أكثر من 177 جندي سوداني اضافة الى عشرات الجبهات التي شهدت سقوط جنود سودانيين كانوا يقاتلون أبناء اليمن وجهاً لوجه على الخطوط الأمامية وفي مواقع هجومية، و آخرهم 17 جندياً قتلوا قبل أيام وجرى دفنهم في السعودية بحضور الرئيس السوداني عمر البشير.

واما البشير الذي حضر دفن هولاء الجنود كان واضح في عباراته نية التراجع والاستياء من هذه المعركة  التي زجت به الى الجحيم، الا انه لم يستطع و السر في ذلك هو الحلم بالمليارات السعودية، والتي يطرب البشير لسماع الحديث عنها بينما الحقيقة لم تكن هناك أي مليارات متبقية بعد صفقات الاسلحة منذ انطلاقة الحرب العدوانية على اليمن، وبات المصير مجهول امام البشير وجنوده.

هذا من جانب وعندما نقلب الصفحة نرى تسارع وتيرة الانتصارات الميدانية لابطال الجيش واللجان في مختلف الجبهات، ودحر قوات تحالف العدوان، ومن ينضوي تحت رايتها من التنظيمات الإرهابية والمرتزقة، وتشكل في مجملها هزيمة مدوية لأمريكا والسعودية وحلفائهما وافشال وإخفاق المخططات الاستعمارية  .

محللون ومراقبون يرون أن تسارع العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية تحولت إلى الفضيحة والهزيمة لأمريكا التي تمتلك ترسانة عسكرية كبيرة ورصيد وخبرة وتحالف اقليمي ودولي يصطف خلفها في مقدمتها السعودية وإسرائيل، فضلاً عن أنها تهيمن على الكثير من الدول استطاعت أن تفرض قراراتها وسياستها الاستعمارية على كافة الاصعدة ، منها مجلس الأمن الدولي الذي ينحاز إلى تحالف العدوان ولم يلتفت للمجازر الجماعية التي ترتكب بحق أهل اليمن .

فاذا كان شهر يونيو لوحدة يدخل موسوعة الارقام القياسية في عدد قتلى العدوان السعودي، فما هي الاستراتيجية التي سيشهدها الميدان في الاشهر القادمة قبل عودة يونيو الذي ابح شهر تشائم حقيقي لقوات العدوان.
النجم الثاقب