مرتزقة الجنوب .. الحــــج إلـــى الجحيــــم
- تم النشر بواسطة خاص / لا

في أعنف هجوم شهدته محافظة عدن، الاثنين الماضي, سقط 72 قتيلاً وعشرات الجرحى، في عملية إرهابية استهدفت مجندين كانوا يسجلون للانضمام الى وحدة جديدة تتكون من 5000 مقاتل من شأنها في نهاية المطاف أن تقاتل الى جانب القوات السعودية في الحدود اليمنية-السعودية.
وأوضحت الأجهزة الأمنية في المدينة والمعينة من قبل الفار هادي, أن انتحارياً يقود سيارة مفخخة تمكن من دخول مركز التجنيد من دون تفتيش، قام بتفجير نفسه وسط تجمع لمتطوعين كانوا ينتظرون في ساحة إحدى المدارس المستخدمة لتسجيل المجندين بمديرية المنصورة.
وأعلن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الأخير عبر موقعه الرسمي الذي يدار من مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية، وهو الأمر الذي اعتاد فيه هذا التنظيم بعد كل عملية ينفذها إعلان مسؤوليته عن عمليات انتحارية في المدينة خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى خلال الأشهر الماضية.
مؤخراً، اتجهت المملكة العربية السعودية للاستعانة بمقاتلين جنوبيين لحماية حدودها من ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية الموجعة في عمقها الجنوبي.
منذ الأسبوع الماضي, نقلت السعودية مئات المقاتلين من أبناء حضرموت وعدن ممن كانوا يقاتلون في أكثر من جبهة ضد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، الى المكلا، تمهيداً لنقلهم الى الأراضي السعودية, كما بدأت منذ أمس الأول الجمعة، بإرسال مجموعة تتكون من 400 مرتزق، بصورة مستعجلة، الى نجران, وينتمي معظم هؤلاء المقاتلين للتيار السلفي.
وتفيد معلومات مؤكدة أن الشيخ السلفي ياسر المكنى بـ(أبو عمار العدني)، هو من قام بالترتيب واختيار الأسماء، من أجل نقلهم عبر الطائرات السعودية الى نجران وجيزان، لصد الهزائم الموجعة للسعودية أمام هجمات قوات الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية.
في الـ25 من الشهر الماضي، ظهر الجنرال الفار علي محسن الأحمر برفقة الخائن محمد علي المقدشي وبعض قادة المرتزقة، في أحد معسكرات التجنيد في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، ليغادرها بعد تلقيه تهديدات بالقتل من قبل أفراد ما يطلق عليهم المقاومة الجنوبية اللواء 19 في عسيلان، وبعدها بيومين انتقل الى معسكر خاص بتجميع المجندين في مديرية العبر بمحافظة حضرموت، لتجهيزهم للذهاب الى السعودية.
وفي ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها أبناء الجنوب، كشفت مصادر مطلعة عن استغلال هذه الظروف من قبل حزب الإصلاح، وعلى رأسه علي محسن الأحمر، الذي قام بتجنيد الآلاف من شباب الجنوب، والزج بهم في معارك الجوف ومأرب ونهم.
وينتشر وسطاء علي محسن الأحمر في المحافظات الجنوبية, ويستلم هؤلاء الوسطاء مبالغ طائلة من السعودية للقيام بتجنيد أبناء المحافظات الجنوبية، وتوزيعهم على الجبهات القتالية في المحافظات الشمالية، ويتم وعد المجندين بإلحاقهم بالجيش الوطني وإدراج أسمائهم في كشوفات الجيش الوطني، وهو ما لم يتم.. وعلى روزنامة ملطخة بالقتل والفساد ونهب الأراضي, يعمد علي محسن الأحمر إلى إرسال شباب الجنوب والتضحية بهم في أشد المعارك، في ذات الوقت يعمل حزبه على تجنيد شباب الإصلاح، ليتم نشرهم في الجنوب، ليفرضوا سيطرتهم على المدن الجنوبية، وسط استغلال قذر للأوضاع الأمنية المختلة التي يرزح تحتها الجنوب المحتل, وانشغال أبناء الجنوب بالظروف الإنسانية الصعبة التي تتجاهلها حكومة العميل الأرعن هادي، لتجعل المواطن الجنوبي منشغلاً عن كل ما يتم تمريره للجنوب من احتلال واستغلال واضح وصريح من قبل حزب الإصلاح والتحالف.
ومع تدشين ستار الاستعانة السعودية بمرتزقة من جنوب الأراضي اليمنية، انتقدت القوى السياسية الإجراءات السعودية لتوظيف أكثر من 5 آلاف مرتزق من جنوب البلاد، والزج بهم في مواجهات بالوكالة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة عسير ونجران جنوب السعودية، وقالت قيادات جنوبية بارزة إن الخطوة السعودية نوع من أنواع الرقيق, معتبرة أي يمني سيشارك فيها خائناً لوطنه. خطوة أخرى تؤكد يأس العدوان السعودي في التصدي للجيش اليمني واللجان الشعبية، خاصة بعد التقدم الذي أنجزوه في العمق السعودي.
تنشط السعودية في تجنيد مسلحين متطرفين في مدن ومحافظات في جنوب اليمن، وانطلاقاً من عدن، وفي ضوء هذا الحدث نشرت وكالة عالمية معلومات حول عمليات تجنيد تقوم بها أوساط الحكومة الموالية للرياض، لمقاتلين، ونقلهم إلى الحدود اليمنية السعودية.
تعززت المعلومات والأنباء حول حركة تجنيد مزدوجة تقوم بها السعودية والمسؤولون اليمنيون الموالون لها في عدن ومحافظات جنوبية، للمئات من الشباب للقتال في نجران وجبهات الحدود، بدلاً من القوات السعودية المتقهقرة.
وقال مسؤولون موالون لحكومة هادي في عدن، لوكالة (شينخوا) الصينية، الناطقة بالإنجليزية، الأحد الماضي، إن السلطات في مدينة عدن بدأت بتجنيد مقاتلين جدد للانضمام إلى قوات حرس الحدود السعودية ضد الجيش اليمني وقوات اللجان الشعبية.
وأشار مسؤولو حكومة الفار للوكالة الصينية، إلى أنه سوف يتم إدراج أكثر من 5000 من شباب المحافظات الجنوبية، وتدريبهم، وأنه سوف يتم نشر المقاتلين المعينين حديثاً في الحدود السعودية اليمنية، وخاصة في نجران التي شهدت قتالاً كثيفاً وهجمات صاروخية من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية.
فيما أكد ضابط مخابرات لـ(شينخوا)، أن المملكة العربية السعودية قدمت مساعدات مالية لدعم حملة التوظيف.
ولفتت الوكالة إلى أنه شوهد المئات من الجنوبيين يصطفون أمام محطات تجنيد تابعة للجيش في عدن، مطلع الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن التسجيل سيستمر خلال الأيام القليلة المقبلة.
لم تكن هذه المحاولة اليائسة، سوى عملية ابتزاز وتماهٍ في الارتزاق من قبل العملاء, فالسعودية تعمل على تأجيج الصراع الداخلي وإثارة الفتن وتأجيج الوضع بين اليمنيين بعد فشلها في تحقيق أي هدف من عدوانها على اليمن منذ أكثر من عام ونصف.
ويظهر تخبط السعودية في عدد الجماعات التي استعانت بها في عملياتها العسكرية، فمن بلاك ووتر والسودانيين الى الجماعات الإرهابية، وصولاً الى مجندين من جنوب اليمن.
ما الذي يمكن أن يقال عن جماعة تركت أرضها للغزاة والمحتلين ليقتلوا أبناءها ويعبثوا بمقدراتها، وذهبت للدفاع نيابة عن آل سعود في نجران؟!
وبعد أن عملت السعودية على حشد بعض من الجنوبيين المغرر بهم، تأتي المملكة من الباب الخلفي لترسل لهم انتحارياً يفجر نفسه بوسطهم، ليعود مسلسل الصراع السعودي الإماراتي من جديد، ضحيته إخواننا في الجنوب. والغريب في الأمر أن أغلب جرائم التفجيرات الانتحارية التي طالت الجنوب، كانت أثناء التسجيل للتجنيد، كما حصل في الجريمة الأخيرة في حي السنافر بالشيخ عثمان، عندما قام الانتحاري بمداهمة بوابة المدرسة بسيارته المفخخة أثناء تجمع عدد من المغرر بهم في المدرسة التي تستخدم كمعسكر تابع لما تسمى (كتائب المحضار).
هكذا يقومون بحشدهم ومن ثم يقتلونهم، وأما عناصر القاعدة وداعش فيتم ترحيلهم من الجنوب إلى نجران.
قوى العدوان السعوأمريكي جميعها لا خير فيها لا للجنوب ولا للشمال، فهي ليست إلا أدوات بيد أمريكا تحركها متى تشاء، فمن يقتل أبناء الشمال بصواريخ طائراتها هو نفسه من يقتل أبناء الجنوب بمفخخات دواعشها.
فالسعودية هي من تقوم بتمويل وإرسال عناصر القاعدة وداعش إلى الدول العربية والإسلامية، واليوم ها هي تقوم بنقلهم إلى أرضها للدفاع عن أمنها، وهي تعلم أنها ستكتوي بنيرانها، لكن ذلك لا يهم ما دام الأمر سيكون في نهاية المطاف لصالح الأمريكان.
لقد بدأ فعلاً موسم حج المرتزقة إلى الجحيم، استجلبت السعودية مرتزقة يمنيين وأجانب، وقامت بتدريبهم بشكل هزيل كعادتها في معسكرات أنشأتها لهذا الغرض في منطقة العبر بحضرموت وشرورة بنجران وفي مأرب، وأنشأت لهم معسكرات في الطوال ومركز الموسَّم التابع لمحافظة صامطة قطاع جيزان، وذلك مع تعاظم خسائرها في صفوف جنودها، ولأنها تدرك حجم الضغوط التي قد تولدها الخسائر في صفوف جنودها، لجأت إلى مرتزقة اليمن الذين يقتلون ويرحلون وحيدين من دون كرامة بعد أن خانوا وطنهم من أجل حفنة من ريالات.. وهذا حال المرتزق الأجير في كل زمان ومكان.
المصدر خاص / لا