جامعة صنعاء تفتح قلبها للطلاب النازحين
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا

رفعت سقف جهوزيتها لاستيعابهم رغم العدوان والحصار
جامعة صنعاء تفتح قلبها للطلاب النازحين
تُثبت جامعة صنعاء للعالم أنها جبهة صمود (ستالينجرادي) آخر.. لا تقل عن جبهات الدفاع عن كرامة بلد يواجه أعتى وأشرس عدوان يحاول أن يدمر كل شيء، وتفتح مدرجاتها لتلقي العلم والاستزادة من مناهله، غير عابئة بأصوات المقاتلات.. تتأبط ملفها وتمضي به من مكتب لمكتب لإكمال معاملتها، وعلى محياها تذمر واضح، لفتت الانتباه إليها أثناء تواجدنا في الجامعة لإعداد هذا التقرير، قالت سُرى، طالبة طب بشري ـ جامعة تعز/مستوى رابع: (بسبب صعوبة التحويل، لي أكثر من شهر وأنا أحاول أن أكمل إجراءات تحويل الملف، حتى إنني تفاجأت بلوائح كثيرة، لدرجة قد تجعلني أصل لمرحلة اليأس).. وبالقرب من سُرى، حالات عدة تواجه نفس الإشكاليات من جامعات: إب، تعز، صعدة، عدن، حضرموت، الحديدة، حجة، وعمران، تنتظر أدوارها لإكمال إجراءات التحويل.
كثرة الطلاب النازحين
ولوحظ أن طلاب جامعة تعز كانوا يصطفون بأعداد كبيرة لاستكمال إجراءات تحويل ملفاتهم كطلاب (نازحين) بسبب الأوضاع الأمنية في محافظتهم، إلى جامعة صنعاء. هذه القضية حملتها صحيفة (لا) وطرحتها على المختصين والمسؤولين عن تسهيل أمور الطلاب، فالتقت بداية بالأستاذ نبيل سلاّم الحمادي، مستشار جامعة تعز وأمينها العام المساعد، ليتحدث عن وضع الطلاب النازحين من جامعة تعز إلى جامعة صنعاء، حيث قال: في إطار توجيهات قيادة وزارة التعليم العالي ممثلة بنائب الوزير د. عبدالله الشامي، لمعالجة أوضاع الطلاب النازحين من المحافظات المتضررة جراء الأوضاع الأمنية، وما أقرته من آليات لذلك، كان عملنا وتنسيقنا مع الجامعات الحكومية لاستيعاب طلبة جامعة تعز النازحين، وعلى رأس تلك الجامعات جامعة صنعاء، والعمل على استيعاب الطلاب المتواجدين في العاصمة.
وأضاف الحمادي أن جوانب المعالجة تتمثل في شكلين: الأول هو التحويل إلى الجامعات الحكومية بشكل كامل، والشكل الثاني استيعابهم (كمستمعين)، ومن ثم امتحانهم في الجامعة ورفع نتائجهم إلى التعليم العالي لاعتمادها وإرسالها إلى جامعة تعز، وقد لمسنا تجاوباً رائعاً من قبل الإخوة في جامعة صنعاء، ممثلة برئيسها أ.د. فوزي الصغير، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب أ.د. محمد شكري، وكل القائمين على شؤون الطلاب، والذين عملوا وفق الممكن على تسهيل إجراءات استيعاب الطلاب النازحين إلى العاصمة.
تسهيل الإجراءات
وعن الإجراءات الخاصة باستيعاب الطلاب النازحين في جامعة صنعاء، قال الحمادي: هناك تنسيق قائم بين قيادتي الجامعتين للعمل على تسهيل إجراءات استيعاب طلبة جامعة تعز، وبناء على توجيهات رئيس جامعة تعز د. محمد الشعيبي، وتكليفه لنا بمتابعة وضع طلاب الجامعة النازحين في العاصمة، والجلوس مع قيادة جامعة صنعاء، حيث ناقشنا مع نائب رئيس جامعة صنعاء أ.د. محمد شكري، ونائب المسجل العام في الجامعة أ. علي الداولي، المعالجات الممكنة لطلبة جامعة تعز الراغبين باستكمال دراستهم في جامعة صنعاء، وقد تم التفاهم على ما يلي: بالنسبة للطلاب المحولين (المستوفين) وثائق التحويل، يتم استكمال إجراءاتهم بشكل كامل. أما الطلاب (غير المستوفين وثائقهم) فيقبلون كمستمعين حتى يتم استيفاء وثائقهم.
وبالنسبة للوثائق المطلوبة عادة في عملية التحويل، فإنها كما قال الحمادي: صورة من استمارة الثانوية العامة، واستمارة تحويل من الجامعة وشهادة قيد، وبيان درجات من الكلية التي يدرس فيها الطالب المحول، ولكن نظراً للظروف الأمنية التي تعاني منها جامعة تعز، وعدم استقرار الوضع الأمني في المحافظة، فقد تأخر إصدار الكثير من وثائق الطلاب لدينا في الجامعة، فكان التنسيق مع نيابة شؤون الطلاب في جامعة صنعاء، وأن يتم استيعابهم وفق الآلية المشار إليها سلفاً.
وأوضح أن رسوم التحويل تخضع لما تنظمه اللائحة الداخلية لنيابة شؤون الطلاب بجامعة صنعاء.
وحول استياء بعض الطالبات من تأخر الإجراءات وعدم استكمالها، أشار الحمادي إلى أنه من الطبيعي أن يحدث تأخر ذلك نتيجة للضغط الكبير على جامعة صنعاء بسبب النازحين من جامعات عدة على مستوى الجمهورية، إضافة أن هناك جانباً لائحياً ينظم العمل في شؤون الطلاب داخل الجامعة، وهنا لابد أن يخضع له الطالب (المحول) أو (النازح)، ونحن على تواصل دائم ومستمر وزيارات متعددة لنيابة شؤون الطلاب في جامعة صنعاء، ونقوم بمعالجة الكثير من تلك العوائق والإشكاليات.
ونوه الحمادي إلى أن قيادة جامعة تعز لم تدخر جهداً، وتعمل بكل ما لديها من إمكانيات وجهود في معالجة وضع طلاب الجامعة المتواجدين داخل مدينة تعز أو النازحين خارجها، حيث أقامت 5 مراكز امتحانية لطلابها للفصل الدراسي الثاني 2014/2015م، وزعت كالتالي: مركز داخل المدينة، ومركز في الحوبان، ومركز في مدينة التربة، ومركز في محافظة إب، ومركز في العاصمة صنعاء، وتم تنفيذ الاختبارات للفصل الدراسي الثاني التكميلي لجميع كليات الجامعة.
استيعاب الطلاب النازحين
وللاقتراب أكثر من قضية الطلاب (النازحين المحولين) إلى جامعة صنعاء من مختلف جامعات المحافظات الأخرى التي تعيش أوضاعاً أمنية صعبة، توجهت صحيفة (لا) إلى نيابة شؤون الطلاب بجامعة صنعاء، والتقت هناك أ/ علي الداولي، مدير عام القبول والتسجيل المساعد لشؤون القبول، الذي أوضح كيفية استيعاب الطلاب المحولين والنازحين إلى جامعة صنعاء من المحافظات المتضررة من الحرب، أولاً: (المسجلون) في جامعاتهم كتعز، عدن، حضرموت، الحديدة، حجة، صعدة، وعمران. ثانياً: خريجو الثانوية العامة النازحين من المحافظات المتضررة، ولم يتمكنوا من التسجيل في الجامعات بمحافظاتهم، ففي ما يخص الفئة الأولى: الطلاب الملتحقين بالجامعات من أعوام سابقة، يتم معالجة وضعهم على فئتين:
ـ (طالب محوّل من جامعته) ومستوفٍ لجميع الوثائق المطلوبة للتحويل، يستكمل إجراءات تحويله ويصرف له ملف جامعي في الكلية المناظرة لتخصصه.
ـ (طالب محوّل أو نازح) من جامعة أخرى لم تتوفر لديه الوثائق المطلوبة للتحويل أو يوجد بها نقص، فيعامل كـ(مستمع) ولا يصرف له ملف حتى يستكمل وثائقه، وفي حال دخل الاختبارات النهائية بالكلية المحوّل إليها ورغب في الحصول على وثائق تُثبت نتائجه في المقررات التي اختبرها، فيتم إعطاؤه هذه الوثائق.
أما عن الحالة الثانية يقول الداولي: الطلاب النازحون الذين لم يتمكنوا من التسجيل في الجامعات بمحافظاتهم (مستجدون)، هؤلاء يتم استيعابهم في إطار وزارة التعليم العالي، وإرسالهم إلى جامعة صنعاء لتسجيلهم كــ(طلاب مستجدين) وبكشوفات من وزارة التعليم العالي في مختلف الكليات.
إحصائية تقريبية
وعن آخر إحصائية لجامعة صنعاء واستقبال الطلاب (النازحين) من مختلف الجامعات في المحافظات التي تعيش أوضاعاً أمنية متدهورة تعرقل مواصلة الدراسة الجامعية، قال الداولي: إن عدد الطلاب (المحولين النازحين) للعام الدراسي 2015/2016م، بلغ حوالي 700 طالب، إضافة إلى طلاب نازحين (مستجدين) وتم قبولهم للعام الجامعي 2016/2017م، ولازالت جامعة صنعاء تستقبلهم حتى لحظة كتابة التقرير، وأعدادهم تقريباً: الطب البشري 80 طالباً، الأسنان 15 طالباً، الصيدلة 5 طلاب، الهندسة 120 طالباً، الحاسوب 30 طالباً، التجارة 150 طالباً، الشريعة 30 طالباً.
وهكذا هي جامعة صنعاء، كما هي صنعاء الصمود.. تعمل على تذليل كل المعوقات للطلاب القادمين إليها من الجامعات في المحافظات الأخرى التي تعاني توترات أمنية، لتهيئ أجواءً دراسية لارتشاف العلم والنهل من ينابيعه رغماً عن عدوان يحاول أن يوقف عجلة الحياة في كل شيء.
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا