شامنا ويمننا.. تحالــف القــرن الاستراتيجــي
- تم النشر بواسطة جميل أنعم العبسي / لا

في القرن الثامن عشر ميلادي كان الشعب العربي واحداً، وبوطن جغرافي كبير واحد، وكان اليهود شعوباً وقوميات متعددة بعدد دول العالم، ولا يوجد وطن قومي لليهود، وفي القرن التاسع عشر، وبفضل ثورة القبور، لمحمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، تم اغتيال الشعب العربي الواحد والوطن العربي الواحد، فتم اغتيال المغرب العربي بثلاثة شعوب، الجزائر وتونس والمغرب، وبالاحتلال الفرنسي والإسباني، وتم اقتطاع سبتة ومليلة من الوطن العربي لإسبانيا حتى تاريخه، وبالنظر للخريطة الجغرافية العربية كان احتلال بريطانيا لعدن اليمن (1839م)، ومصر والسودان، قناة السويس، باب المندب، هرمز، جبل طارق، ولتصبح بريطانيا زعيمة خطوط الملاحة في القلب العربي، وليصبح العرب 6 شعوب محتلة بالاستعمار الغربي، وشعباً واحداً محتلاً بالأتراك العثمانيين، واليهود يقررون في سويسرا فلسطين وطناً قومياً لليهود (1898 ميلادية).
وفي القرن العشرين، وبفضل ثورة القبور لعبدالعزيز بن سعود والإنجليز، تم اغتيال بقية الشعب العربي، فتم اغتيال الشام إلى أربعة شعوب، سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، بالاستعمار الفرنسي والبريطاني، وتم اغتيال شعب الحجاز ونجد بأسرة بني سعود بالمملكة العربية السعودية، وتم اغتيال اليمن إلى شطرين باتفاقية الإنجليز والأتراك (1905م)، وتم اغتيال اليمن الجنوبي باتحاد الجنوب العربي 26 سلطنة ومشيخة، وتم احتلال العراق والكويت وإمارات الصلح البحري السبع، واحتلال ليبيا وموريتانيا بالاستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا... والأهم من ذلك اقتطاع أجزاء من الوطن العربي، فتم اقتطاع لواء الاسكندرونة السوري لتركيا، وجزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى ومقاطعة عربستان الأهواز لإيران الملكية.. وبالشرعية الدولية تم منح 56% من مساحة فلسطين لليهود الصهاينة، وليصبح المشهد الشعبي والوطني والسياسي كالتالي:
الشعب العربي أصبح 21 شعباً و21 وطناً عربياً، وانكماش مساحة الوطن العربي. واليهود أصبحوا شعباً واحداً وبقومية عبرية وبوطن قومي يهودي ابتدأ بـ56% من مساحة فلسطين ثم مساحة 100% بالاحتلال والمستوطنات والهيمنة الصهيونية المحتلة لفلسطين كل فلسطين من البحر للنهر.
مخطط اغتيال العرب
واليوم، نعم اليوم، في القرن الحادي والعشرين، وأيضاً بثورة القبور وثوار ما كانوا ثواراً وشرعية الأمم المتحدة وبأمريكا وإسرائيل والأنظمة الملكية، يراد اغتيال شعوب عربية كالعراق بأربعة شعوب، واليمن بستة شعوب، وليبيا بشعبين، وسوريا بأربعة شعوب، وشعب الحجاز ونجد بأربعة شعوب، والعداد على الجرار بفضل ما كانوا ثواراً وبثورة القبور وبني سعود والإخوان، وليصبح الشعب العربي الواحد 66 شعباً، والوطن العربي بالجغرافيا سينكمش ويختزل بالمساحة، فتم أولاً اقتطاع جنوب السودان... وطموحات بابتلاع الموصل وحلب... وأمريكا الديمقراطية تريد ابتلاع حضرموت والمهرة، والحصة الأكبر هي من نصيب إسرائيل التي تريد ابتلاع جغرافيا من النيل للفرات، إضافة إلى جزر صنافير وتيران وميون وسقطرى وقاعدة طارق الجوية وباب المندب وبطريقة غير مباشرة وبواجهة أمريكية أو غيرها.. ولتظهر الخارطة الديموغرافية والسياسية للوطن العربي وبعد ثلاثة قرون كالتالي:
كان العرب شعباً واحداً، وأصبحوا شعوباً كثيرة قد تصل إلى 66 شعباً عنصرياً مناطقياً طائفياً وبالفيدرالية. وكان اليهود شعوباً وقوميات وبعدد دول العالم وبأكثر من 100 شعب.. وأصبح اليهود شعباً واحداً وبقومية عبرية واحدة. وكان للعرب وطن كبير وواحد وبمساحة أكثر من 14 مليون كم مربع، وأصبح للعرب أوطان كثيرة قد تصل إلى 66 وطناً وبمساحة أقل من 14 مليون كم، قد تصل إلى 7 ملايين كم مربع، قابلة للذوبان السريع.. ولم يكن لليهود وطن جغرافي، وأصبح لليهود وطن جغرافي وكبير يمتد من الفرات إلى النيل وما وراء باب المندب وسقطرى.
وها هي الأنظمة الملكية اليوم ومعها تركيا وإخوانها بالفصول الأخيرة من مؤامرة الشرق الأوسط الكبير التي اختصرها مشهد (جنازة صديقي العظيم شمعون بيريز)، والتي حضرها من الوطن العربي أنظمة ملكية وجمهورية معتلّة من مختلف المستويات ومن مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات والمغرب والبحرين ومحمود عباس، ومعهم تركيا زعيمة إخوان الخلافة الوهمية، إنهم قادة وأبطال الثورات الملونة المناطقية الطائفية المدمرة لسوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان.. ثوار في سوريا واليمن ومعتدلون في جنازة صديقي شمعون بيريز، فاصطف القوم صفاً واحداً خلف جنازة شَيَّعت فيها القوم ومن لا يحتسبون.
وبحسب قوانين الوراثة العلمية والمؤكدة، فإنه ما بين مفهوم السيادة والتنحي هناك مفهوم الطفرة الوراثية، والتي تظهر أفراداً وجماعات تتفوق على السيادة بالكم والنوع، وهذا ما حدث بالفعل، فبعيداً عن ذلك الاصطفاف، كان هناك اصطفاف آيات كتاب الله وبينات محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اجتمعت معاً في تشخيص عدو الأمة العربية والإسلامية (أمريكا وإسرائيل) ومن اتخذهم أولياء من العرب والمسلمين السعودية وتركيا وبقية القوم الظالمين، الذين لم يُثمِّنوا مواقف سوريا في ما سُمي حرب تحرير الكويت ولبنان.. ولم يُقدِّروا تنازل اليمن عن أقاليم يمنية أصيلة عريقة، جيزان وعسير ونجران، للجارة الشقيّة، فنجران تُنسب إلى نجران بن زيد بن سبأ بن يسحب اليماني، وإليها ينسب خطيب العرب قيس بن ساعدة الأيادي، أما عسير فآخر حكامها هم من آل عايض من مشائخ تهامة وأبناء الوطن، وتُنسب عسير إلى قبيلة الأزد أزد سنوءة، وهي من أعظم القبائل اليمنية المعروفة.. وجيزان هي ميناء عسير وعاصمة تهامة اليمنية، ومضى اصطفاف الجنازة في تنفيذ الوصية واستكمال مشروعهم في الشام واليمن، ومضوا يشرعون سراً وجهراً خفاءً وعلانية في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، ولتنعم إسرائيل الصديقة بالرغد والعيش الكريم، وليبقى العرب، وما أدراك ما العرب، في كفر وتكفير وقتل وابادة وتدمير وتهجير، وبختم الإسلام السعودي التكفيري.
مخاض ولادة تحالف القرن
فيما كان مخاض ولادة تحالف القرن في هذه الأثناء يقاوم بالرصاص والدم، جينات التنحي والسيادة، فكان خطاب الفئة المستضعفة من (يمننا) أولاً، حيث قال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، في خطاب المولد النبوي الشريف لسنة 1437هجرية، موجهاً خطابه لتحالف قرن الشيطان بني سعود الذي اعتدى على اليمن: سنقاتلكم لأجيال جيلاً بعد جيل، وبشكل حاسم لا رجعة عنه، ولا رجعة عنه للداخل قبل الخارج والخارج قبل الداخل على حد سواء، بالزمان والمكان، وكلمة الفصل أصبحت للميدان.. وكفى بالله وكيلاً وبه نستعين.
ومن (شامنا) أطل السيد حسن نصر الله حفظه الله، بخطاب من بيروت الضاحية الجنوبية، 16 فبراير 2016م، وبخصوص عزم ونية حلف الصهاينة وموالاته غزو سوريا وتقسيمها بالقوة القاهرة العسكرية إلى أربع دويلات عرقية وطائفية (علوية - سنية - درزية - كردية).. قال سيد الكلام وباللهجة اللبنانية: (إذا أجو مليح.. وإذا ما أجو مليح). خطاب القوة والاقتدار، خطاب عربي قح، خطاب إسلامي أقح، خطاب إنساني عالمي أكثر من الأقحاح، لا غدر ولا مؤامرة ولا تدليس ولا.. ولا.. ولا حتى سياسة.. وبكلمتين فقط وفقط خطاب السلم وخطاب الحرب.. وأضاف السيد حسن نصر الله أن مجيئهم سيحل مشاكل المنطقة كلها بنقل المعركة إلى عقر دار العدو الحقيقي بني صهيون إسرائيل اللقيطة سبب مآسي وآلام الأمة العربية والإسلامية منذ عام 1898م حين قرر اليهود في مؤتمر بازل بمدينة بال السويسرية عودة اليهود من الشتات إلى فلسطين، وبموجب هذا المؤتمر تم القضاء على السلطنة العثمانية وإمارة حائل ونجد ومملكة الحجاز، وتقسيم الشام والوطن العربي، واستحداث الكيان اللقيط لقرن الشيطان السعودية والكيان اللقيط إسرائيل، واللذين يصولان ويجولان في جغرافيا الوطن العربي قتلاً ودماراً وتهجيراً. وبخطاب (شامنا) الذي يفهمه جيداً حلف اليهود والنصارى، خاصة إسرائيل، الذين يدركون جيداً مدى خطورة القنبلة النووية اللبنانية التي سيفجرها صاروخ لبناني في حيفا في حاويات غاز الأمونيا، وليتجندل عشرات آلاف الصهاينة المحتلين لفلسطين العربية الإسلامية... قنبلة نووية ستفجر إذا اقترب قرن الشيطان وإخوان الإنجليز تركيا وحلف الناتو، من سوريا التي لن تخضغ أبداً لطواغيت الأرض.
وفي مايو 2016م عندما دعا السيد حسن نصر الله من شامنا المقاومة العربية إلى اليقظة ورفع الجاهزية القتالية لمواجهة تداعيات فشل مفاوضات الكويت وجنيف، أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من يمننا أن شعبنا اليمني العزيز مستمر في عامه الثاني بمواجهة عدوان همجي من قوى الشر من خلفهم جميعاً إسرائيل تسهم بأشكال مختلفة وتشارك فعلياً من قاعدة عصب الإريترية، وتحتفي وتبارك وتدرب وتعلم.
ومن شامنا ما لبث الخطاب أن ينتهي ويطمئن بني صهيون بنقل خزان الأمونيا من حيفا إلى مكان مجهول، بعد خطاب السيد حسن نصر الله، ليتفاجأ الصهاينة بخطاب ما بعد خزانات الأمونيا مفاعل ديمونا النووي.. أما من يمننا ظهر سلاح الردع إلى الرياض وما بعد بعد الرياض.. واستمرت المقاومة بالرصاص والدم، وانهارت أرتال وكشفت مشاريع وتفككت أحلاف، وتحررت الموصل وحلب واستعصت الحديدة وصنعاء، ودنت النيران من مشعليها، واقتربت جحافل التكفير من مشغليها.
معادلة النبوة والقرآن
على وشك التفعيل
وبموازاة اقتراب إعلان حلف الجنازة تصفية القضية الفلسطينية، كانت معادلة النبوة والقرآن تقترب يوماً بعد يوم من التفعيل، وفي يونيو 2017م، ومن شامنا، سطر بالقول سماحة السيد حسن نصر الله: (يجب على العدو أن يعرف أنه إذا شن حرباً إسرائيلية على سوريا أو لبنان، فمن غير المعروف أن تبقى المواجهة محصورة في بلد معين)، وتابع: (أنا لا أقول إن هناك دولاً ستشارك مباشرة في الحرب، لكن الأكيد أن الأجواء ستفتح كي يشارك في هذه المعارك مئات الآلاف من المقاومين من لبنان وفلسطين والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان).. ومن يمننا جاء رد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله: (ينبغي على العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب شعبنا اليمني في أي مواجهة مستجدة له مع حزب الله في لبنان أو مع الفلسطينيين، نحن حاضرون في أي وقت يحتاج منا حزب الله أو يحتاج منا الشعب الفلسطيني، ونتمكن من الوصول إليه، أننا حاضرون لذلك).
أرادوا فأردنا، كانوا فكنا، مكروا فمكر الله والله خير الماكرين، إنها مرحلة من مراحل فناء تحالف قرن النكبات الشيطاني، بولادة تحالف القرن الاستراتيجي برعاية إلهية، تنقل المعركة إلى عقر دار الشياطين، ولن تستطيع أية قوة على وجه الأرض إيقاف هذه المعجزة.
- من شامنا: (اليوم أصبح للمقاومة قوة شعبية سياسية وعسكرية حقيقية وممتحنة وصلبة في اليمن، هي جزء من هذا المحور، ونحن نفتخر أن يكونوا جزءاً من هذا المحور)...
- ومن يمننا: (نحن نؤكد أن رهانك على الشعب اليمني رهانٌ في محله)...
- ومن شامنا: (نحن نفتخر أن يكونوا جزءاً من هذا المحور، وأن ننتمي إليهم)..
- ومن يمننا: (هم إخوتك وبمثل موقف حزب الله تجاه هذ الشعب، موقفكم المسؤول، موقفكم الحر، موقفكم الإنساني والأخلاقي الشريف والعظيم، موقفكم نفسه سيقابل من هذا الشعب بموقف حر ومسؤول في أي مواجهة جديدة لكم مع العدو الإسرائيلي).. يحبهم ويحبونه.. يريدون أن يكونوا من أنصار الله.. ويريدون أن يكونوا من حزب الله.. فكانوا أنصار الله وحزب الله الغالبين.
ويا كُل المسميات العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية، ذلك يعني وبما لا يدع مجالاً للشك، أن معادلة الانتصار، المُعجزة النبوية والإلهية وبالعترة والقرآن، قد تم تفعيلها، وتنتظر ساعة الصفر لإعلانها على الملأ، وبعنوان (تحالف شامنا ويمننا) لاقتلاع قرن الشيطان بني سعود وإسلامهم التكفيري، واجتثاث الكيان الصهيوني، وليكن وبعون الله سبحانه وتعالى، صيف 2017م ساخناً بالتحدي والاختبار لهذا الحلف الإلهي.
بالأمس، نعم بالأمس كانت إرادة الاستعمار والتكفير والصهيونية.. واليوم أصبحت إرادة (شامنا ويمننا) دعوة رسول الرحمة للعالمين.. بالأمس كانت إسرائيل الصغرى... واليوم سيُطلق تحالف شامنا ويمننا الصرخة والإنذار الأول بـ(كش ملك) يا إسرائيل الصهيونية... وستكون فلسطين محررة، والشام الكبرى واليمن حرة.. وبقدرة قادر كريم مشاريع القرن الشيطاني إلى مذكرات ضباط المخابرات الغربية والساسة الكبار، وبنو سعود ومن لف حولهم للخيبة والبؤس التاريخي، وبنو صهيون تحت رحمة بنادق شامنا ويمننا... والخزي والعار قليل -جد قليل- على العملاء والمرتزقة، وإذا كان لابد من بد، فانظروا أيها العملاء والمتسولين على أعتاب الفنادق في أسواق بيع الأوطان، مشاريع الغرب والصهاينة عملاقة تصل إلى الخيال والأسطورة، ولكنهم كذلك يفعلون بوجود أمثالكم أصحاب المشاريع الصغيرة المناطقية والطائفية، تحرير بنغازي، تحرير دمشق، تحرير عدن، تحرير تعز، تحرير جبل حبشي... فعلاً الضرب في الميت حرام، وإلى مزابل التاريخ مخلدين أبداً... اللهم بارك في شامنا ويمننا، وما شاء الله تبارك وتعالى.
المصدر جميل أنعم العبسي / لا