بالرغم من الجراح والمآسي البالغة التي شهدتها محافظة صعدة منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي، والذي أقدم على إعلانها منطقة عسكرية مستهدفة على مدار الساعة، إلا أن شجاعة وإرادة أبنائها العظام أبت أن تستسلم لكهنة الظلام، فما إن أقدم العدو الجبان على شن غارات الحقد وتدمير كل ما هو جميل في المحافظة، حتى انتفض رجال الرجال من وسط الركام يقاومون الصواريخ والحصار دفعة واحدة، ويمارسون حياتهم الطبيعية، متحدين بذلك أقذر عدو غاشم بكل صمود واقتدار.. صحيفة (لا) زارت مدينة صعدة، الأسبوع الماضي، وتجولت في شوارعها وأحيائها، واطلعت على الحياة العامة للمواطنين، والتي بدت أكثر حيوية وحركة من أية محافظة أخرى، بالرغم من حجم الدمار الهائل الذي خلفته طائرات الحقد السعوأمريكية.. وفي زيارتها الاستطلاعية لجامع الإمام الهادي الذي تعرض لأضرار بالغة جراء الغارات السعودية، التقت صحيفة (لا) بمحافظ صعدة الأخ محمد جابر الرازحي، وطرحت عليه بعض الأسئلة التي يجيب عليها في الحوار التالي:
انخفاض موارد المحافظة
 ما وضع السلطة المحلية لمحافظة صعدة في ظل العدوان؟
السلطة المحلية غابت منذ بداية العدوان إلى الآن، ووضعهم مأساوي، وقد جعل العدوان المحافظة منطقة عسكرية، ما تسبب بانخفاض موارد المحافظة لمستوى متدنٍّ جداً.

العدوان استهدف
كل المنشآت الحيوية
 ماذا لو تحدثنا عن النزوح في محافظة صعدة؟
العدوان استهدف عاصمة المحافظة استهدافاً كبيراً في الأشهر الأولى من العدوان، ما تسبب في نزوح كبير، ولكن أغلب النزوح داخلي من مديرية إلى مديرية أخرى، وقد لاحظتم أن العدوان استهدف كل المنشآت الحيوية، البنوك ومبنى المالية والهجرة والجوازات والبريد ومحطة الغاز والكهرباء والإصلاحية، كل ما يمس حياة المواطن بصفة يومية استهدفه العدوان.

200 ألف نازح
 كم تقدر عدد النازحين خارج محافظة صعدة؟
عدد النازحين خارج حدود محافظة صعدة يقدر بحوالي 200 ألف نازح.

800 سائح يومي
 الآن عادت الحياة إلى المحافظة بشكل مستغرب، ما هي الأسباب التي جعلت الحياة تنتعش في المحافظة من جديد رغم استمرار العدوان وتصنيفها منطقة عسكرية؟
الناس امتصوا الصدمة منذ الشهر الثاني للعدوان، وعادت الأمور إلى طبيعتها بل وأكثر مما كانت عليه قبل العدوان، وهناك توافد للسياح بشكل يومي إلى المحافظة بمعدل 800 سائح يومياً يأتون من مختلف مديريات المحافظة إلى عاصمتها، لا سيما من المديريات الحدودية مثل مديرية منبه ومديرية قطابر، وقد تحول سوق الملاحيظ في حرض إلى داخل عاصمة المحافظة.

 هل هناك منظمات خارجية تشارك في ترميم جامع الإمام الهادي؟
كل المنظمات التي تهتم بترميم جامع الإمام الهادي محلية وليست خارجية.

 هل تتوقعون أن يتم قصف جامع الإمام الهادي مرة أخرى؟ وهل قدمت المنظمات الدولية ضمانات لحماية الأماكن الأثرية؟
كل شيء متوقع من العدو السعودي، والمنظمات لا تستطيع أن تضمن نفسها، وقد استهدف العدوان السعودي الكثير منها مثل منظمة أطباء بلا حدود.

دعم محلي لترميم جامع الهادي
لاحظنا ترميمات جديدة في جامع الهادي، وسمعنا أن تكاليف الترميمات على حساب أوقاف الجامع والمتبرعين، هل تشارك المحافظة في ترميم الجامع؟
كل الدعم تقدمه المحافظة سواء الأوقاف أو النذر، والتبرعات التي تجمع للجامع كلها جهود تتبع السلطة المحلية لمحافظة صعدة، وليس هناك دعم حتى من وزارة الأوقاف.

(الصرخة) أعادت الحياة
ما تعليقكم على التظاهرة الكبيرة في ذكرى الصرخة؟
كانت التظاهرة بمثابة إعادة شريان الحياة إلى أبناء محافظة صعدة، فقد كانوا يشعرون بأنهم فقدوا جزءاً كبيراً من حياتهم، خصوصاً بعد توقف المظاهرات منذ أكثر من عامين ونصف. وبالرغم من أن الإعلان عن التظاهر تم قبل يوم من انطلاقها وبدون ترتيب مسبق، إلا أنها شهدت حضوراً كبيراً.

صعدة وتعز تتشاركان نفس المعاناة
 كيف تعلقون أيضاً على الصباحية الشعرية (هنا تعز.. من صعدة)، والتي تعتبر ثاني فعالية جماهيرية بعد تظاهرة ذكرى الصرخة؟
نحن نعتبر صعدة هي تعز وتعز هي صعدة، لأنها نفس المعاناة، ونفس سيناريو العدوان الذي ينفذ في صعدة ينفذ في تعز.. هاتان المحافظتان الأساسيتان تعتبران القلب النابض للثورة اليمنية، وإذا نجح العدوان في هاتين المحافظتين سوف تسقط بقية المحافظات بسهولة، ولكن إذا كانتا عصيتين على العدوان فلن يستطيع العدوان أن يحقق أي انتصار في اليمن.

تشرفت صعدة بزيارتكم
 ماذا تحب أن تضيف في آخر اللقاء؟
لا أضيف إلا أن أرحب بكم في محافظة صعدة، وأشكركم على الزيارة وعلى الصباحية الشعرية التي قدمتموها، وشرف كبير لمحافظة صعدة أن يزورها الشاعران الكبيران المتألقان صلاح الدكاك ومعاذ الجنيد، ومن برفقتهما. كما نشكر الأخ ضيف الله سلمان الذي يمثل وجه صعدة المشرق خارج المحافظة، ونأمل أن تبقوا هنا مدة أطول لتطلعوا عن كثب على ما أصاب محافظة صعدة جراء العدوان الهمجي.