في حوار مع "الأهرام العربي" قال الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إنه نصح الحوثيين بإنشاء حزب وبما أنهم لم ينزلوا عند نصحه فقد تطورت التداعيات السياسية لتصل لما هي عليه اليوم.... الناصح نفسه كان على رأس حزب حاكم فما المعضلة التي أدت إلى منعطف يناير 86 الدامي وقذفت به آلى شمال اليمن ثم إلى سوريا ومصر كلاجئ لا يملك تأشيرة عودة....لم يفكر علي ناصر أن يسدي نصيحته الثمينة إلى الحراك الجنوبي حاثاً إياه على تكوين حزب ، و بذات المنطق فإن عليه أن يفسر تدهور بناء الحراك الغض والمخترق ووقوعه في مزاد الاحتلال متعدد الأقنعة وتفريطه في الجنوب بكون الحراك لم يتحول إلى حزب وهذا مجافٍ لكل منطق.
وقال ناصر إنه حذر الحوثيين باكراً عقب سيطرتهم على صنعاء من أربعة إمور:"عدم الاقتراب من الحد السعودي، عدم الاقتراب من باب المندب، عدم الاقتراب من عدن والجنوب، وعدم المساس بشرعية هادي"...إلا أنهم تجاوزا كل تلك المحاذير لذا فإن "العدوان على اليمن- لايسميه عدوانا" كان نتاجاً طبيعياً لصلافة الحوثيين و ردة فعل طبيعية وهو منطق عبراني يماثل تحميل "حواء" المسئولية في التغرير بآدم وإخراجه من الجنة ويعفي آدم من جريرة الوقوع في الإثم ثم إن ناصر بمحاذيره يهدر حقائق موضوعية من قبيل أن الحرب على اليمن لم تكن دفاعاً عن حدود جغرافية سعودية انتهكها الحوثيون وإنما باشر التحالف عدوانه لتمرير مشروع الأقاليم الستة الذي أسقطته ثورة 21 أيلول و يناهضه ناصر بقوة في ذلت الحوار مطالباً بإقليمين في حدود 1990..
مآخذ كثيرة وتناقضات جمة حفلت بها إجابات علي ناصر ننشرها ضمن قراءة شاملة في عدد "لا"المقبل....لاسيما وأن خروج ناصر من شرنقة بياته السياسي ومواقفه الرمادية إلى واجهة المشهد والتخندق ضمن رؤية له دلالاته في هذا المنعطف..نحن نعتقد لعدة أسباب أن التفاوضات القادمة في الملف اليمني ستشهد تعدد المنصات و أن ناصر سيشغل خلالها المنصة الروسية انطلاقاً من مصر....