في حين تسفك دماء اليمنيين ظلماً بلا حساب
أزمة دم تهدد حياة آلاف المرضى في اليمن

ما أكثر الدم الذي يسفكه العدوان ظلماً على شعب اليمن، وما أكثر المرضى الذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر بسبب نقص الدم، المفارقة بين الدم المسفوك والدم المطلوب خلقت مشكلة دفعت المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه إلى إطلاق نداء استغاثة لجمهور المتبرعين من أجل إنقاذ الموقف بعد ارتفاع الطلب وانخفاض المخزون..
خدمات مجانية للجميع
خلال شهر نوفمبر الماضي استفادت 6616 حالة من خدمات المركز التي توزعت على 51 منشأة صحية في أمانة العاصمة، حيث تتنوع خدمات المركز المجانية بين صرف الدم الكامل، إضافة إلى صرف الخلايا الحمراء المركزة، إلى جانب صرف البلازما الطازجة المجمدة، وأيضاً صرف الصفائح.
شريحة واسعة من المرضى المعدمين يستفيدون من الخدمات المجانية التي يقدمها المركز، مثل مرضى الدم الوراثي (ثلاسيميا)، ومرضى سرطان الدم، والمصابين بأمراض تكسرات الدم، إضافة إلى أمراض فقر الدم، إلى جانب الجرحى والمرضى المحتاجين لنقل الدم مع العمليات الجراحية، علاوة على أنواع متعددة من الأمراض التي يصاحبها احتياجات للدم ومشتقاته.

توقف جريان الدم
لكن هذه الفئة الواسعة من المرضى المعتمدين على خدمات المركز، تواجه خطر توقف المركز عن تقديم خدماته.
قيس راشد، أحد المستفيدين من خدمات المركز، أوضح في حديثه مع صحيفة (لا) أنه كان يحصل من المركز على 1500 سيسي من الدم أسبوعياً، دون أي عناء، من أجل أخيه المصاب بسرطان البروستات، إلا أن الأحوال تبدلت منذ مدة، فقد أصبح قيس يعاني كثيراً من أجل توفير الدم لأخيه المريض، حيث يقول إنه أصبح عليه الآن إيجاد المتبرعين، وهي مسألة صعبة بالنسبة لشخص وافد من محافظة إب، ولا يعرف أحداً، خصوصاً أنه شخص فقير، حيث يتطلب علاج أخيه جرعاً كيميائية بقيمة 166 ألف ريال شهرياً، إضافة إلى مصاريف أخرى، كان مركز نقل الدم ومشتقاته يوفر عليه جزءاً كبيراً من المعاناة عبر توفير الدم المطلوب لأخيه المريض دون أي جهد يذكر.

الاحتياج لتدفق الدماء
صحيفة (لا) التقت الدكتور أيمن الشهاري، مدير عام المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، والذي تحدث عن التحديات التي بات المركز يواجهها، والتي قد تؤدي إلى توقفه، حيث أفاد الدكتور أيمن أن المركز بات بحاجة ملحة لتبرعات المواطنين بالدم من أجل تعزيز المخزون، نظراً لأن هناك صرفاً كبيراً لقِرب الدم ومشتقاته، فقد ازداد الطلب على المخزون بسبب توقف معظم بنوك الدم في المستشفيات.
وحذر الشهاري من إمكانية توقف المركز عن تقديم خدماته في حال استمرار الوضع على نفس الوتيرة المتمثلة في زيادة الطلب وتناقص المخزون.

بنك المال يجمد بنك الدم
مشاكل المركز لا تقتصر على نقص المخزون فقط، حيث تمثل مشكلة توقف الموازنات المخصصة للمركز تحدياً آخر تنعكس آثاره السلبية على شريحة واسعة من المرضى الفقراء المعتمدين على المركز، حيث قال مدير عام المركز: نحن نواجه مشكلة في نقص المحاليل والقِرب، بسبب توقف الموازنة الخاصة بالمركز الناجمة عن نقل البنك المركزي، حيث كنا نقوم بشراء احتياجاتنا من السوق، لكن حالياً أصبحنا نعتمد على المنظمات التي يعد دعمها شحيحاً قياساً بالاحتياج.
بلهجة حزينة تنم عن مخاوف إنسانية قد تطال المرضى، اختتم الدكتور أيمن الشهاري حديثه قائلاً: المركز لا يستهدف شريحة معينة من المرضى، وإنما يقدم خدماته مجاناً لجميع المحتاجين من أبناء اليمن.