تشهد المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها مدينة عدن الواقعة تحت سطوة قوات الاحتلال الإماراتي، في الآونة الأخيرة، انتشاراً ملحوظاً لمدمني الحشيش والمخدرات بكل أنواعها.
وسجل انتشار الظاهرة بسرعة فائقة عقب دخول قوات الاحتلال إلى عدن في سبتمبر قبل الماضي، وبحسب آراء المراقبين فإن ذلك لا يبدو من قبيل الصدفة.. وبحسب المعلومات المسجلة فإن مدينة عدن أصبحت مرتعاً لتجار المخدرات وأرضية خصبة لانتشارها، حيث شهدت في الأشهر الماضية موجة كبيرة من انتشار المواد المخدرة في أوساط الشباب، وسط تسهيل مباشر ومتعمد من قوى الاحتلال وما يسمى الحزام الأمني التابع لها. 
إدمان (الأدوية)
وبالنسبة للمواد المخدرة بحسب المعلومات التي حصلت عليها (لا)، فإن الحشيش يأتي في أعلى مرتبة بين المواد المخدرة المنتشرة في عدن، كما يأتي استخدام العقاقير الطبية مثل (الدينكسيت) تالياً، ويعد كل من (الكبتاغون) و(الأوبرفال) و(البالتان) أكثر العقاقير انتشاراً بين المدمنين. وقد انتعشت عمليات التهريب هذه الأيام في المحافظات الجنوبية، والتي يسهلها العدوان لإدخال المخدّرات.

أمر شائع 
ويؤكد محمد، أحد الساكنين في منطقة الشيخ عثمان، أن تعاطي الحشيش والعقاقير المخدّرة بات شائعاً في الأوساط الشبابية في عدن، باعتباره رمزاً للتمرّد والانفصال عن القيم التقليدية للمجتمع، إذ بات الحشيش طقساً للخروج من الوضع المأساوي الذي تعيشه عدن في ظل سطوة الاحتلال. 
يباع جهاراً 
ويرجع الناشط عبدالرحمن سلطان، من جهته، بأن نشاط عصابات بيع وترويج المخدرات بدأ في التوسع حتى تحول إلى ظاهرة مع بداية دخول العدوان إلى عدن، مؤكداً أن المواد المخدرة اصبحت تباع جهاراً نهاراً في نوادٍ معروفة بعدن، وبعلم أجهزة الشرطة والأمن.

المرتزقة في طليعة 
متعاطي المواد المخدرة
من خلال المعلومات التي حصلت عليها (لا)، فإن نسبة كبيرة من مدمني الحشيش والمخدرات في عدن معظمهم من عناصر المرتزقة، ويبدو أن انتشار المخدّرات بين فصائل العدوان المختلفة، هو الطريقة الأنسب بالنسبة للعدو لاستمرار الحرب والدفع بهم إلى محارق الموت، إذ بات تعاطي العقاقير المخدرة أمراً مألوفاً في معسكرات المرتزقة، وقد عثرت قوات الجيش واللجان الشعبية، العام الماضي، على عقاقير مخدرة في أحد معسكرات العدو التي تمت مداهمتها شمال المخا، في يناير الماضي. 

انتشار الجريمة
ويساعد انتشار إدمان المخدرات في أوساط الشباب على انتشار الجريمة، وهو ما تشهده مدينة عدن مؤخراً، حيث ازدادت تحت تأثير المخدرات حالات الاغتصاب والجريمة. ويضيف أحد المصادر الخاصة لصحيفة (لا) أن بعض مرتكبي المجازر والأعمال الوحشية في عدن، خصوصاً أولئك الذين يقومون بعمليات الذبح والسلخ، قاموا بأفعالهم تحت تأثير المخدرات، وعادةً ما يستغلّ قادة الاحتلال انتشار المخدرات بين صفوف مرتزقتهم للسيطرة عليهم بشكلٍ تامٍّ، وضمان طاعتهم لكل الأوامر مهما كانت صعبةً أو وحشية.

فتوى الجماعات الإرهابية 
من جهة أخرى، فإن تجارة وبيع وتعاطي المخدرات هي صفة معروفة وملازمة للجماعات الإرهابية، بل إن هذه الجماعات المتطرفة تعترف بتجارتها للمخدرات باعتبارها حلالاً، وقد أصدرت جماعة القاعدة الإرهابية فتوى في تسعينيات القرن الماضي، تبيح زراعة المواد المخدرة وبيعها، وحصل ذلك في أفغانستان والشيشان آنذاك. 

يد العدوان 
تسهم قوى تحالف العدوان الأمريكي في انتشار ظاهرة تعاطي المخدّرات في اليمن، بل إنها كثيراً ما تعمل على الاتجار بها وإدارتها بشكل مباشر. 
مراقبون كثيرون أكدوا لصحيفة (لا) أن ظاهرة انتشار المخدرات في المحافظات الجنوبية، وفي عدن على وجه الخصوص، هي إحدى المؤامرات القذرة التي يسعى العدو من خلالها لخراب المجتمع، مشيرين إلى أن ذلك يدل على عجز العدو عن تحقيق أي انتصار في معارك الأرض والسياسة.
بينما يعلل آخرون أن نشر دول العدوان للمواد المخدرة في اليمن يكسبهم عائدات مالية ضخمة، خاصة وأنها تتم تحت إشراف شخصيات كبيرة بينها أمراء في دول الخليج يعملون مع شبكة مافيا عالمية تديرها (سي آي إيه). 

أمراء الحشيش 
تقارير لصحيفة (الجارديان) البريطانية نشرتها العام قبل الماضي، أكدت فيها أن أمراء من العائلة المالكة السعودية يديرون أكبر شبكة تهريب للمخدرات في الشرق الأوسط. وعلاوة على فإن الأجهزة الأمنية اللبنانية ألقت القبض على أحد أمراء آل سعود أمس الأول في مطار بيروت بتهمة حيازته للمخدرات. 
يذكر أنه في أكتوبر 2015 أوقف الأمن اللبناني في مطار بيروت الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود بعدما تم ضبطه وهو يحاول نقل 3 مليون حبة كبتاغون مخدرة عبر طائرة خاصة إلى السعودية.
التجارة بأرواح الناس هي إحدى الصفات التي يعرف بها أمراء بني سعود، وتجارتهم للمواد المخدرة بكل أنواعها لا تختلف كثيراً عن تجارتهم بدماء الشعوب.

إحدى أوراق العدوان القذرة 
يعتبر نشر المواد المخدرة في اليمن إحدى الأوراق القذرة التي يمررها العدوان لتشتيت نسيج المجتمع اليمني أينما كان في شماله وجنوبه.
ولذلك فقد حاول العدوان استهداف المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة القوى الوطنية، عبر تهريب المواد المخدرة أكثر من مرة، إلا أن الأجهزة الأمنية اليقظة كانت بالمرصاد للدفاع عن الوطن من كل مشروع عدواني قذر، وخلال العامين الماضيين ألقت الأجهزة الأمنية على كميات كبيرة من الحشيش والمواد المخدرة في صنعاء وبقية المحافظات.. ففي الشهر الماضي ضبطت الأجهزة الأمنية واللجان الشعيبة، مجموعة من أخطر تجار المخدرات والخمور، في أمانة العاصمة صنعاء.
وأوضح مصدر أمني أنه وبعد عملية رصد ومتابعة، تم ضبط المدعوة (سعاد بنيت فيتاهو)، إثيوبية الجنسية، وتعمل زعيمة عصابة مكونة من 13 شخصاً، بينهم امرأة، وجميعهم يحملون الجنسية الإثيوبية، في مديرية معين.. وأفاد المصدر بأن جميع أفراد العصابة يقيمون في منزل زعيمة العصابة، المدعوة (سعاد)، الواقع في منطقة الدائري بمديرية معين، وقد تم ضبطهم وبحوزتهم 32 كيلوجراماً من مادة الحشيش، وكميات من الخمور، يقومون ببيعها وترويجها، بالإضافة إلى تورط المدعوة في جرائم دعارة.
مصدر أمني أشار إلى أن زعيمة العصابة تتلقى دعماً مباشراً من دول تحالف العدوان. 
وأكد المصدر أن جميع أفراد العصابة لا يحملون وثائق قانونية، تثبت شرعية إقامتهم، مشيراً إلى أنهم دخلوا صنعاء خلال فترة العدوان على البلد.