بشرى الغيلي/ لا ميديا

لم تتوقع سارة (ربة بيت) أنها طيلة أيام إجازة العيد ستضطر لشراء مياه معلبة باهظة الثمن، حيث إن القارورة سعة 75 ملليغرام التي تباع بــ120 ريالاً، بإمكانها أن تملأ بدلاً عنها (دبة) كبيرة سعة 20 لتراً من مياه (الكوثر)، بـ100 ريال فقط، ولأن المحطة مغلقة بسبب إجازة العيد، اضطرها الأمر أن تخضع لذلك الإجراء حتى لا تموت هي وعائلتها عطشاً..

عيدٌ بلا خدمات
عبر الكثير من سكان العاصمة صنعاء عن امتعاضهم من أن الإجازة كانت فيها المدينة شبه خالية من الخدمات، في حين يقطنها ما يقارب 5 ملايين نسمة، خاصة مع تزايد أعداد النازحين إليها جراء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وذلك لأن معظم الخدمات تعطلت بسبب سفر من يقطنونها إلى الأرياف لقضاء إجازة عيد الأضحى، وعلى إثر ذلك أغلقت معظم الصيدليات، والمخابز، ومحطات تعبئة مياه الشرب، وبقالات مواد التموين الغذائي للاحتياجات اليومية، والمواصلات العامة، مما أربك انسيابية الحياة، بل تحولت الإجازة لدى البعض إلى منغصات.

لم أجد مهدئاً لطفلي
كاد أن يفقد طفله الرضيع في صبيحة يوم العيد، وهو يبحث عن مهدئ للمغص.. عبدالله محمد (35 عاماً) يقول لـ(لا): تفاجأت أن معظم الصيدليات في شارعنا كانت مغلقة يوم العيد، وعندما سألت ما سبب إغلاقها في لحظةٍ واحدة، فقيل لي إنهم جميعاً سافروا لقضاء إجازة العيد في الريف، ولن يعودوا إلا مع بداية الدوام. يضيف عبدالله: فاستأجرت (تاكسي) لأبحث عن مهدئ في مكانٍ آخر، وبعد أن تمكن مني اليأس وجدت صيدلية مفتوحة في نهاية زقاقٍ ليس على الشارع العام، ولكن الحمد لله وجدت ما أبحث عنه، وعدت مسرعاً إلى منزلي قبل أن أفقد طفلي.

 نذهب لبقالة الحارة المجاورة
أحمد (40 عاماً) رب أسرة وأب لـ5 أطفال، يقول: لم أتوقع أنني سأذهب لشراء حاجيات أسرتي الأساسية البسيطة كالزبادي، والخبز، ومياه الشرب، من بقالة الحارة المجاورة، بسبب أن بقالات الحارة أغلقت تماماً من يوم العيد حتى نهاية الإجازة، بل أحياناً يستمرون لأسبوعين في الإغلاق. يضيف: وفي مثل هكذا ظروف يكون صعباً علينا نحن سكان العاصمة إيجاد بدائل في ظل غياب الاهتمام من قبل الجهات المختصة، وعدم إلزام مالكي تلك المحال والصيدليات بعملية المناوبة، حتى لا يحصل إرباك ومعاناة للسكان. 

أين أمانة العاصمة والجهات المختصة؟
وأثناء التقاء صحيفة (لا) بالمواطنين وحديثهم عما واجهوه نتيجة إغلاق المحال التموينية، والصيدليات، ومحطات المياه، تساءلت معهم: أين دور أمانة العاصمة والجهات المختصة في إلزامهم بعملية المناوبة؟ وإعلان ذلك في وسائل الإعلام للمواطنين، وتوجيههم من أين يأخذون احتياجاتهم الضرورية من دواء، ومياه الشرب، وخبز، خاصة أن يوم العيد تحدث حالات طارئة، وتكون بأمس الحاجة لقطرة دواء تنقذ حياة إنسانٍ قد يفارق الحياة لا سمح الله، كذلك انعدام مياه الشرب، والمواد الغذائية وغيرها من الأشياء الضرورية، خاصة أن العاصمة ذات كثافة سكانية كبيرة مع تزايد النزوح إليها من معظم المحافظات، وليس جميعهم يغادرون العاصمة إلى الريف.

منعطف..
تظل إجازة العيد في عشوائية كبيرة في عاصمةٍ رسمية كصنعاء تجمع كل اليمنيين من كل المحافظات، حتى تُعيد الجهات المختصة النظر في كيفية التخطيط لمواجهة هذا الوضع فيها أثناء الإجازات الرسمية والأعياد، وخاصة عيد الأضحى الذي تتحول خلاله العاصمة إلى مدينة أشباح يبحث فيها قاطنوها عن كبسولة دواء، وقطرة ماء.