علي نعمان المقطري / لا ميديا


مفاجآت جديدة
تمتلك قوات الجيش واللجان الشعبية في جعبتها العديد من المفاجآت الجديدة في مواجهة العدو الغازي، منها:
1. شن هجمات كاسحة على النقاط الضعيفة للعدو في الساحل في حيس والخوخة والحيمة ويختل والجبلية والفازة والجاح والنخيلة، وإبقاؤها مشتعلة لإجبار العدو على التراجع والانخذال، وتثبيت قواته في منحصراتها.
2. تفعيل نشاط البحرية لقطع الطريق على بوارج العدو ومنعها من التقدم نحو الساحل مهما كلف ذلك من تضحيات.
3. قطع الطريق الرئيسي الساحلي البري والبحري في محور حيس ـ الخوخة ـ الحيمة ـ الجبلية ـ الفازة. 
4. دك مقرات قيادات العدوان البحرية والبرية والجوية بحزمة من الصواريخ دون توقف.
5. مكاتب ميدانية لمكافحة التخريب والتجسس والعبث المالي والتمويني الاقتصادي.
6. إلزام الحكومة بتحمل مسؤولياتها.
7. تنظيم حملة تقشف واسعة لتوفير الموارد المالية اللازمة للمعركة.
8. قطع كل يد تخون الوطن وتستلم من العدوان وتبيع أمنه وقضيته، فالحزم ضروري ومطلوب الآن أكثر من أي وقت، وعبر الأساليب المقننة والشرعية المنظمة.

أهداف العدو لم تتحقق رغم مجازره المستمرة
استهدف العدو في بداية الاختراق الأخير احتلال مدن الساحل الرئيسية جنوب الحديدة، بدءاً من زبيد والجراحي، مروراً ببيت الفقيه والحسينية، وصولاً إلى الزعفرانة والكيلو 16 والمطار وميناء الحديدة، وتطويق المدينة من كل الاتجاهات، ثم اقتحامها من الخارج والداخل، بعد فترة من القصف الجوي والبحري المكثف لإجبار أغلب السكان على المغادرة والاستسلام تجنباً للوقوع في مستنقع صراع حرب مدن ضارية طويلة المدى تستنزف العدوان وتأتي عليه من الأساس.
 
اختيار المكان الحاسم للمعركة
يعد اختيار الموقع المناسب للمعركة من أهم العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في تحقيق النصر، وسنورد هنا بعض الأمثلة التاريخية التي تؤكد أهمية اختيار المكان المناسب للمعركة لتحقيق الحسم:
• اختار السوفييت في معارك الحرب العالمية المواجهة الحاسمة أمام أبواب موسكو العاصمة على بعد 30 كيلومتراً فقط منها، لماذا؟ وهل العدو هو الذي فرض عليهم هذا البعد وحده؟
بالطبع لا، إنما هو اختيار معلل للقيادة العسكرية العليا، حيث وفر ذلك الاختيار 3 عوامل هي الأهم في الحرب تضاعف من تأثير القوى الميدانية وتؤمنها من الحصار والالتفاف عليها وتربطها عن قرب باحتياطاتها البشرية والعسكرية وقواعدها وقياداتها، وبهذا يمكنها إعادة بناء جيوش جديدة بديلة بالسرعة المطلوبة إن دارت الدائرة عليها وخسرت المعركة، بينما تبعد العدو آلاف الأميال عن احتياطاته العسكرية وقواعده، ولا يستطيع الحصول على إمداداته إلا بعد مرور وقت ثمين جداً، فقد تم اختيار نقاط جبلية مرتفعة للتمركز فيها ومناطق غابية كثيفة الأحراش والمياه والمستنقعات والانكسارات والأودية لا تسمح لقوى العدو بالالتفاف على الجيش الوطني لحصاره أو قطع خطوطه، وهذا يحرر الجيش الوطني من نشر قوات كثيرة لحراسة الطرقات والجنبات، ما يساعد على تركيز قوات الجيش الوطني لأن يهاجم بكل الجيش المحارب على نقاط العدو الضعيفة. ونلاحظ أن الروس اختاروا الموقع نفسه في معركتين منفصلتين وهو بالقرب من موسكو العاصمة، وعلى بعد أميال فقط منها، في الأولى كانوا يقاتلون الغزو الفرنسي، وفي الثانية كانوا يقاتلون الغزو الألماني، وهذا معناه استراتيجياً أن العدو صار على بعد آلاف الأميال من قواعد إمداده، وأصبح معرضاً للتطويق من الجنبات والمؤخرة، وأكثر عرضة لإنقاص قواته العددية نتيجة اضطراره إلى توزيع الكثير منها على جنبات الطرق لحراستها في مواجهة التطويقات المحتملة والقطع، ويزيد ذلك الاحتمال كلما تقدم نحو الداخل أكثر فأكثر.
2. اختيار الروس في بداية الحرب للمكان غير المناسب للمعركة الطويلة مع العدو كان سبب هزيمتهم التي كلفتهم 4 ملايين قتيل وأسير وجريح و10 آلاف دبابة وطائرة ومدفع، واحتلال أراض واسعة، وكادت تقضي عليهم بشكل كامل، وقبل أن يكمل العدو سيطرته تراجع من بقي من الجيش الروسي إلى الداخل عبر الغابات. 
3. اختار الفيتناميون المكان الملائم لمعركة ديان بيان فو شمال فيتنام ضد القوات الفرنسية الغازية في العام 53م، وكان ذلك من أهم أسباب نجاحهم ونصرهم.

اختيار المكان الملائم للمعركة الكبيرة المطلوبة
ليس مناسباً ولا ملائماً للجيوش الوطنية المقاومة أن تدخل في معارك طويلة المدى على أطراف السواحل والسهول المكشوفة وبأعداد كبيرة، تجنباً لتفوق الطيران المعادي، ومنعاً لاحتمال إنزال العدو لقواته خلفها أو على الطرق الاستراتيجية، لذلك فإنها تختار أماكن المواجهة الكبيرة على سفوح المرتفعات الصديقة بالقرب من الجبال والتباب والأحراش والمدن الكبرى التي تلائم شروطها وظروفها، ولا تلائم العدو الغريب الغازي. والتجارب الراسخة والعلم والتاريخ العسكريان والمنطق والضرورات تؤكد وتحض على ذلك كقاعدة إجبارية.
 وعلى المستوى الاستراتيجي والفكري التخطيطي، يحاول كل طرف أن يفرض المكان غير الملائم لخصمه بطريق مباشرة أو غير مباشرة حين تضيق الخيارات عليه، وإذا فرض المكان غير المناسب فلا بد من قطع الاشتباك الجاري في الوقت الملائم، ولو أدى إلى التخلي عن أرض كانت تحت السيطرة مؤقتاً، فهدف الطرف المدافع هو الحفاظ على قواته أولاً، لذلك يتبع أسلوب الحركية الدائمة لإجبار العدو على نشر قواته على مساحات كبيرة متباعدة، وإطالة خطوط إمدادات العدو، حتى يفقد تركيز وزخم قواته، ويصبح مكشوفاً أمام القوات الوطنية المدافعة.