طلال سفيان/ لا ميديا

واجهوا التصعيد بالتصعيد والنار بالنار، ورفعوا شعار تحقيق النصر الشامل والكامل وتحرير كافة تراب الوطن 
من الغزاة والمرتزقة، وفاجؤوا الأعداء بردود تفوق كل حساباتهم، وأثبتوا أن كلمتهم هي الأقوى والأكبر، خاصة بعد أن تقدموا كثيراً في تطوير قدراتهم التسليحية التي غيرت المعادلة جذرياً وأوصلت رسالتهم إلى أبعد مدى.

عام باليستي بامتياز
منذ الأيام الأولى لعام 2018, ظهرت مفاجآت لم تكن تخطر ببال تحالف العدوان، فمع إزاحة القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية الستار عن منظومة صواريخ باليستية جديدة محلية الصنع توسع بنك الأهداف في العمق السعودي, لتتوالى عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية مركِّزة ضرباتها على رأس حربة العدوان وبشكل أكد المعادلة التي أطلقها الشهيد الرئيس صالح الصماد بأن العام الرابع من العدوان سيكون عاماً باليستياً بامتياز.
ومع التطور المطرد في قدرات القوة الصاروخية، عاودت الصواريخ اليمنية زياراتها للعاصمة السعودية الرياض بقصف مطار الملك خالد في 30 يناير بصاروخ (بركان H2) للمرة الثانية، وتكرر ذلك في أكثر من مناسبة على مدى العام، لتبدأ بعدها عملية التحول التكتيكي للقوة الصاروخية من حالة الإطلاق الفردية إلى إطلاق صليات في شكل دفعات دشنت في الـ11 من أبريل بضربات باليستية واسعة نفذت على وزارة الدفاع السعودية وأهداف اقتصادية أخرى بصواريخ (بركان H2) تزامناً مع دخول العدوان عامه الرابع. 
وتضاعف زخم الكشف عن منصات تحت أرضية لإطلاقها (في 3 يوليو). ومع الإعلان عن امتلاك تقنية الصواريخ الذكية, تجاوزت الضربات في تأثيرها كل الحدود وتركزت على القواعد العسكرية (آخرها مرابض الأباتشي في نجران، وتم استهدافها بدفعة من صواريخ بدر1-p في 28 نوفمبر) والمنشآت الحيوية في كل من الرياض وجدة وينبع ونجران وعسير وجيزان، بالإضافة إلى معسكرات ومراكز القيادة والسيطرة للغزاة والمرتزقة في جبهات الداخل، ومن أبرز هذه العمليات استهداف معسكر خاص بالجنود السودانيين في الساحل الغربي بصاروخ (بدر p-1) في الـ27 من أكتوبر، وذلك بعد يوم واحد من إعلان ناطق القوات المسلحة قيام التصنيع الحربي اليمني بإنتاج صاروخ باليستي ذكي.



وليمة لضفادع الماء
استطاعت القوة البحرية والدفاع الساحلي أن تكلل دورها المحوري في إجهاض الحملات العسكرية ومحاولات العدو للسيطرة على ساحل اليمن الغربي، بعمليات نوعية شلت حركة العدو وخلطت أوراقه.

13 يونيو
استهداف سفينة حربية اماراتية بصاروخين بحريين امام سواحل الحديدة.

22 يوليو
 استهداف رصيف ميناء المخا.

24 يوليو
واستهداف الفرقاطة (الدمام) السعودية امام سواحل الحديدة.

25 يوليو
 استهداف زورق حربي اماراتي  امام ساحل الدريهمي.

29 سبتمبر
 استهداف رصيف زوارق حرس الحدود بميناء جيزان.

9 اكتوبر
واستهداف زورق حربي امام ساحل ميدي أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل خمسة مرتزقه كانو على متنه.



تغيير الموازين
شهد العام 2018 إعلان القوات الجوية والدفاع الجوي إدخال منظومة صواريخ (أرض ـ جو) إلى ميدان المعركة، وهي الصواريخ المطورة محليا وبخبرات وكفاءات وطنية، وكان هذا الإعلان بالنسبة لتحالف العدوان تطوراً خطيراً نظراً لتوالي الضربات:
ففي 6 يناير أسقطت طائرة تورنيدو في صعدة, وبعدها بيوم تم إصابة (إف 15) في أجواء العاصمة صنعاء, وفي 23 ديسمبر أسقطت مقاتلة صينية الصنع بلا طيار من نوع (CH-4) بصاروخ (أرض ـ جو) في صعدة في ثاني عملية تسقط فيها طائرة من هذا النوع خلال العام 2018، حيث سبق وأن أسقطت طائرة (CH-4) في البقع يوم 30 أغسطس, بالإضافة إلى إسقاط عدد كبير من الطائرات التجسسية باختلاف أنواعها, وإصابة عدة طائرات حربية حديثة وإجبار العديد من طائرات الـعدوان على مغادرة الأجواء اليمنية لأكثر من مرة.
ومع حلول العام 2018 أثبت سلاح الجو المسير فاعليته بنجاح منقطع النظير في ضرب الأهداف والمنشآت الحيوية داخلياً وخارجياً، وهو ما كشف عن تطور الصناعات العسكرية بما يعزز عوامل القوة والإنتاج الحربي في ظل الحصار الجائر المفروض على البلد.
وفي ظل العمليات النوعية التي نفذتها "الطائرات المسيرة" في جبهات الداخل والعمق السعودي وبمسافة لا تتجاوز 150 كيلومترا كأطول مدى ومن أهمها: استهداف منظومة "باتريوت باك 3" الإماراتية في المخا في الـ10 من فبراير ومركز القيادة والسيطرة للغزاة في مارب في 23 من ذات الشهر بطائرة (قاصف 1) في عملية مشتركة مع القوة الصاروخية.
ودخلت الطائرات المسيرة التي حملت اسم الشهيد الصماد بجيليها الثاني والثالث خط المواجهة بمديات أبعد وفاعلية أقوى، متجاوزة الألف كيلومتر، مخترقة أنظمة الرصد والاستشعار الأمريكية.
في 18 يوليو كشف سلاح الجو التابع للجيش واللجان الشعبية عن طائرة مسيرة بعيدة المدى من طراز (صماد 2)، في خبر ورد بالتزامن مع إعلان استهداف مصفاة شركة أرامكو في الرياض.
وفي 26 أغسطس باشر سلاح الجو المسير أولى مهامه بقصف مطار أبوظبي بطائرة مسيرة من طراز (صماد 3) في تصعيد كان مفاجئاً وصادماً للإماراتيين.
وفي 30 سبتمبر قصفت (صماد 3) مطار دبي الدولي، أحد أكبر المطارات في العالم، نهاية أغسطس, ليعزز سلاح الجو المسير حضوره كرقم صعب في معادلة الردع الاستراتيجية، واضعاً جميع قواعد ومنشآت السعودية والإمارات الحيوية في دائرة الاستهدف من قبل الطائرات المسيرة وقبلها 
الصواريخ الباليستية.

تقطيع أوصال الأعداء
مع نهاية عام 2018م والاستعداد لدخول العام الجديد، انتهت أحلام الغزاة وأدواتهم، وتلاشت أوهامهم بالوصول إلى مدينة الحديدة واحتلال مينائها الرئيسي، رغم التجهيز والتحضير لتحالف العدوان وداعميه الدوليين ومنفذيه الإقليميين وأدواتهم المحلية لحسم هذه المعركة وإحداث تغيير يعتد به في خارطة السيطرة والنفوذ الجيوسياسية لصالح المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.
وباستثناء بعض الاختراقات على طول الشريط الساحلي فشلت كل الهجمات العسكرية على الحديدة وتهاوت جحافل الغزاة والمرتزقة على تخوم المدينة متكبدة خسائر لا نظير لها في صفوف العدو، إذ تشير التقديرات إلى تدمير وإعطاب المئات من المدرعات والآليات ومصرع وجرح الآلاف من المعتدين.
وبموازاة الصواريخ الباليستية والطيران المسير وما حققته من إنجازات في ميادين العزة والصمود، كان السباق محموماً بين وحدات البر (هندسة ودروع وقناصة) في حصد أرواح الأعداء وتمزيق أوصالهم.
فعلى مستوى جبهات الداخل, عزز أبطال الجيش واللجان الشعبية حضورهم باستعادة أجزاء واسعة ومناطق استراتيجية في صرواح مارب وفي الجوف والبيضاء والضالع (قعطبة) رغم سلسلة الحملات العسكرية لإسقاطهن, وكسروا العشرات من زحوفات مليشيا الإخوان في جبال نهم ودمت, وحافظوا على سيطرتهم شبه الكاملة في عدد من المحاور، فيما لم تأت الرياح بما تشتهيه السفن السعودية في حدودها التي تعج بالآلاف من المرتزقة اليمنيين والجنود السودانيين المدافعين عن جيشها المثقل بالخسائر, حيث أشعل مجاهدو الكرامة والسيادة الأرض تحت أقدام العدو بانتصارات مجيدة في جبهات نجران خلال الأيام الأخيرة للعام 2018.


Talal.sofyan@gmail.com