حلمي الكمالي/ لا ميديا

أصبح معظم الفلكيين والمتنبئين يركزون في توقعاتهم بشكل كبير على الأمور السياسية في السنوات الأخيرة. وتتضمن معظم توقعاتهم التي يطلون علينا بها مع نهاية كل عام ميلادي أحاديث عن مستقبل سياسة البلدان والأنظمة الحاكمة، كالتنبؤ باغتيال زعيم وصعود آخر..  وبغض النظر عن دقة وصدق تلك التوقعات من عدمه، فإن الأمر قد أصبح بالنسبة لبعض الأنظمة اعتياداً تتبنى فيه فلكيين مختصين بتلميع مستقبلها السياسي والاقتصادي وكسب ود الشارع.. في هذا الصدد نستعرض أبرز التوقعات التي صرح بها فلكيون مشهورون بشأن اليمن وسوريا ولبنان وكذا السعودية للعام 2019.

تطورات اقتصادية في اليمن
قالت الفلكية اللبنانية الشهيرة ماغي فرح إن اليمن ستشهد تحسناً كبيراً في الأوضاع في عام 2019، حيث يبدأ الاستقرار بالعودة إلى البلاد، كما تتطور الحياة الاجتماعية وتبدأ خطوات إعادة إعمار اليمن من جديد. كما تشير ماغي فرح إلى تطورات اقتصادية ملحوظة ستشهدها اليمن هذا العام.

توسع نفوذ (الحوثيين) 
وتتوقع ماغي فرح أن يتزايد نفوذ وسيطرة أنصار الله على محافظات وأجزاء كبيرة من اليمن خلال العام 2019. وأشارت إلى أن نفوذ أنصار الله سيمتد إلى صناعة القرار والتأثير في الأوضاع السياسية بالبلد.

محاولة اغتيال الفار هادي
وتحذر ماغي فرح في توقعاتها من محاولات اغتيال متكررة ستستهدف الفار عبد ربه منصور هادي، وقالت إن إحدى هذه المحاولات قد تفلح في الإيقاع به.

تراجع لقوى التحالف
توقعات ماغي فرح لم تختلف كثيراً عن توقعات فلكيين آخرين، حيث يقول الفلكي أحمد شاهين في توقعاته بشأن اليمن لهذا العام إن (نفوذ الحوثيين سيتوسع وسيتحكمون بمعظم المرافق الحكومية في البلد. في المقابل سيكون هناك تراجع لقوى التحالف بقيادة السعودية).
ويضيف أحمد شاهين أن (سوء الأوضاع في اليمن سينعكس على استقرار وثبات الدول العربية، حيث يقوم الحوثيون بعدد من العمليات التي ستستهدف عواصم بعض الدول العربية).

تغلب (الحوثيين) على التحالف
توقعات أحمد شاهين تتفق بشكل كبير مع توقعات العالم الفلكي مايك فغالي بشأن اليمن، والذي يتوقع أن (الأوضاع السياسية في اليمن ستشهد تأثراً كبيراً بعد نجاح الحوثيين في التغلب على قوى التحالف العربي وبسط نفوذها على معظم المدن الهامة باليمن).
ويتوقع مايك فغالي تنفيذ العديد من العمليات التخريبية التي تستهدف المرافق والمراكز الهامة باليمن خلال العام 2019 مما يهدد استقرار المواطنين اليمنيين.

توقعات سابقة لم تتحقق
من جانبها تشير الفلكية ليلى عبد اللطيف إلى أن الحياة الاقتصادية في اليمن ستشهد تطوراً ملحوظاً خلال العام 2019. وتضيف أن رئيس الوزراء السابق محمد سالم باسندوة سيصبح رئيساً لليمن هذا العام. وكانت الفلكية المصرية قد توقعت صعود باسندوة للحكم خلال العامين الماضيين إلا أن ذلك لم يتحقق.

هرولة الخليجيين إلى سوريا
في سياق متصل حضرت سوريا بشكل كبير في توقعات الفلكيين للعام الميلادي الجديد 2019 وأجمعت على انتصار ونهوض الدولة السورية في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية. 
حيث ذكر الفلكي اللبناني مايك فغالي في توقعاته المثيرة عن سوريا، خلال لقاء له على قناة (سما) الفضائية السورية الأسبوع الماضي، أن الجيش السوري سيحرر محافظة إدلب هذا العام، مضيفاً أن الجيش السوري سيكون خارج حدوده للدفاع عن بلد عربي آخر.
وقال أيضاً إن العام 2019 سيكون من أهم السنوات للاقتصاد السوري، حيث سيشهد استقطاباً للاستثمارات العربية والعالمية بما فيها الدول الخليجية التي ستأتي مهرولة إلى سوريا، وكذا عودة نحو 90% من نازحي سوريا.

عضو دائم في مجلس الأمن
وقد أثار أحد توقعات مايك فغالي موجة كبيرة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إن سوريا ستصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن، ويتوقع أن يحدث ذلك خلال الفترة 2019 ـ 2023.

مخاطرة السيد نصر الله
أما بشأن لبنان فإن توقعات الكثير من الفلكيين تتحدث عن حزب الله وعن تغيرات سياسية في الحكم، حيث يتوقع العالم الفلكي ميشال حايك أن السيد حسن نصر الله سوف يخاطر بحياته خدمة لقضية محورية هذا العام.

امرأة في سدة الحكم
ويشير ميشال حايك في لقاء له على شاشة (mtv) اللبنانية إلى أن امرأة سوف تزيح رجالاً عن سدة الحكم وتمسك زمام القيادة في لبنان، بالإضافة إلى ظهور موجة من التعري في بعض شوارع لبنان.

توقعات متفرقة 
إلى ذلك شملت توقعات الفلكيين لهذا العام حديثاً عن أحداث عالمية، حيث تنبأ بعضهم بنشوب حرب كبيرة ستبدأ من فرنسا وتعاني منها كل الدول الأوروبية، فيما تنبأ آخرون بحرب أهلية في كوريا الشمالية وحروب متعددة في تركيا، بينما توقع البعض الآخر حدوث مجاعة في الكوكب خلال الثلاث السنوات القادمة.

سر اهتمام الفلكيين بالسياسة
بغض النظر عما سبق فإن اهتمام الفلكيين بأمور السياسة، خصوصا في الفترة الأخيرة، يثير تساؤلات حول اهتمامهم الزائد بها دونا عن الأمور الأخرى، إذ أصبحوا محللين سياسيين أكثر منهم فلكيين. وبحسب مراقبين فإن هذا الاهتمام يدل على شراء بعض الأنظمة لبعض هؤلاء الفلكيين وذلك لتحقيق مكاسب سياسية متعددة وتلميع صورتها في الشارع المحلي والإقليمي.

انقلاب المعادلة
على سبيل المثال فإن 95% من توقعات الفلكيين بشأن السعودية للعام 2019 بحسب إحصائيات خاصة نتحدث عن تراجع السعودية وانحسار دورها في عدة ملفات إقليمية.

كما أن الكثير من الفلكيين توقعوا حدوث اضطرابات سياسية داخلية في السعودية، حيث يقول الفلكي ميشال حايك في توقعاته بشأن السعودية هذا العام إنه سيكون هناك محاولة لدك تحصينات الملك سلمان وولي عهده في الحكم.
ويشير حايك إلى أن المعادلة ستنقلب في السعودية وسيشهد العام عودة أحد الأمراء المستبعدين إلى الحكم من جديد، وكذا ستحدث محاولة اغتيال أحد أفراد العائلة الحاكمة.

خلافاً للواقع
وخلافاً لكل توقعات الفلكيين بشأن السعودية، تؤكد الفلكية المصرية ليلى عبداللطيف في توقعاتها لهذا العام أن السعودية مقبلة على الكثير من التطورات والتغييرات الإيجابية.
ويرى البعض أنها جانبت الصواب وهي تتحدث عن بلد يعيش حالياً مآزق سياسية واقتصادية كثيرة بحكم الواقع لا بحكم التوقعات.