استطلاع/ مُضاد البعداني / لا ميديا -

عاد منتخبنا خالي الوفاض من مشاركته في نهائيات آسيا التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة، مطلع يناير المنصرم. 
وخرج منتخبنا منكوس الرأس مقطب الجبين، بسبب المستوى السيئ جداً الذي خلف غضباً عارماً في الشارع الرياضي. 
(لا الرياضي) أخذ انطباعات من بعض الفنيين،  عن هذا الخروج المدوي والأداء 
الذي كان خجولاً ومخزياً، وكانت هذه هي الحصيلة: 
الفشل إداري
البداية كانت مع رمانة المنتخب سابقاً الدولي الأنيق فضل العرومي الذي أكد أن السبب في هذا الخروج وبهذه الطريقة هو إداري بحت... وتندرج بقية الأسباب تحت هذا العنوان الأبرز، والذي لولاه لما أخفقت بقية الأمور. مشيراً إلى أن السبب الإداري هو الأهم، والذي ألقى بظلاله على الأمور الفنية والنفسية وغيرها كاملة، حد وصفه...
وختم: هذا باختصار شديد هو سبب تراجع الكرة اليمنية.

تراكمات 
ويشاطره زميله في المنتخب النجم وهداف العرب سابقاً شرف محفوظ، في أن الفشل كان إدارياً خالصاً، وأن هذه تراكمات كانت نتائجها هذا الفشل الذريع. أعضاء مشغولون بأنفسهم، واتحاد يديره أشخاص همهم مصالحهم الشخصية... البداية من مدرب هش جاء قبيل البطولة بشهرين، ومعسكر هزيل في ماليزيا لا يتواءم مع أجواء الإمارات. بالمختصر لن نتطور مادام الاتحاد يُدار بمثل هكذا عقليات.

مصدر ألم 
لاعب المنتخب الوطني سابقاً محمد سالم الزريقي يرى بأن خروج منتخبنا من نهائيات آسيا بدون نقاط أو أهداف أو أداء، كان مصدر ألم وحزن لكل اليمنيين، وأما عن أسباب هذا الخروج فهناك أسباب كثيرة منها الإعداد المتأخر والاختيار المتأخر والحسرة. 
ويضيف: كل ذلك لأسباب ظروف البلد الأمنية والمالية وغيرها، ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان إذا تم تثبيت جهاز فني متمكن بعد استبعاد الجهاز الفني الذي أسهم في التأهل للنهائيات، ويفضل أن يكون الجهاز الفني ملماً بفكر اللاعب اليمني وظروفه، وأيضاً لديه القدرة على العمل تحت ضغوط ظروف البلد، وهذه المواصفات قد تتوفر في مدربينا الوطنيين أو مدرب عربي من دول تعيش ظروفاً مشابهة مثل سوريا أو العراق، وأيضاً مصر. ومع احتراف لاعبينا في دوريات خليجية كان بالإمكان العمل على تنسيق عدد جيد من المباريات الودية في المنطقة العربية، ومن خلالها نستطيع الوقوف على جاهزية المنتخب للنهائيات، وخلال النهائيات كان بالإمكان العمل على اختيار العناصر التي تخدم النهج الدفاعي واختيار طريقة لعب نستطيع من خلالها تضييق المساحات والدفاع كفريق، مع إمكانية التحول وعمل الهجمات المرتدة السريعة، وهذه من الاتجاهات التكتيكية الحديثة في اللعب، والتي لاحظناها في عديد من منتخبات وأندية العالم.
ويشير الزريقي إلى أن المشاركة الأخيرة دقت ناقوس الخطر الذي تعيشه كرة القدم اليمنية، ومدى تأثير الوضع الذي يعيشه الوطن من حروب وانقسامات على نواحي الحياة العامة وكرة القدم بشكل خاص، حيث إن توقف النشاط الكروي والمسابقات المنتظمة كان له الدور الأبرز في انخفاض مستوى اللاعبين، وحصر قاعدة اختيار اللاعبين وجعلها ضيقة على الأجهزة الفنية. العمل بخطة طويلة المدى هو الأساس في تحقيق الإنجازات، لقد فزنا على قطر في الناشئين 6/0، ولكن لاحظ ماذا عملت قطر للوصول إلى الإنجاز على مستوى الكبار، وعلى المدى الطويل، بغض النظر عن فارق الإمكانيات، فإمكانيات صغار قطر أكبر من إمكانيات صغارنا، ولكن العبرة في النهاية أن من يعمل بخطة يحصد إنجازاً وفق أساس قوي.

هذه الأسباب 
أما محمد زهرة نجم المنتخب وشعب صنعاء سابقا فقد تحدث قائلاً: الشارع الرياضي متألم لنتائج منتخبنا المتوقعة من وجهة نظري، والتي سأحاول إيجازها في الأسباب التالية: أولاً: عشوائية العمل الإداري في منظومة اتحاد الكرة، ثانياً: عدم وجود أي نشاط أو دوري محلي منذ حوالي 4 مواسم، جعل خيارات أي مدرب قليلة في اختيار مواهب جديدة، ثالثاً: الاعتماد على اللاعبين المحترفين الجاهزين من وجهة نظر الاتحاد، بينما كان أغلبهم يفتقدون حساسية المباريات لتواجد الأغلبية في دكة الاحتياط مع أنديتهم، رابعاً: اختيار معسكر المنتخب في أماكن بعيدة كل البعد من ناحية الأجواء ونوعية الفرق التي تلعب معها، والتي تختلف ولا تشبه أجواء المدينة المستضيفة لمبارياتك والفرق التي ستقابلها، خامساً: قلة المباريات التجريبية وقصر الفترة التي تم جلب المدرب فيها، والذي لم يستطع فهم لاعبيه، وكان هذا واضحاً من خلال اختياراته لنوعية اللاعبين وطريقة وأسلوب لعبه.

مشاركة مُخزية 
الاعلامي حسين الغرابي أعرب عن أسفه لهذه المشاركة التي وصفها بالمخزية والمؤسفة، مؤكداً أن منتخبنا كان لقمة سائغة، مشيراً إلى أن منتخبنا ظهر خائر القوى مكسور الجناح فاقداً الروح ونزعة المحاربين، وهو منتخب للنسيان، فقد كان هناك 30 مليون يمني يؤملون بأداء محترم ومشرف، ولكن ذهبت كل الآمال أدراج الرياح. 
ولفت الغرابي إلى أن أداء لاعبينا كان متواضعاً ولا يرقى إلى مستوى محترفين ولاعبي منتخب، مضيفاً أن الإعداد كان هشاً، والمعسكرات كانت غير موفقة، فضلاً عن المدرب الذي جاء في وقت طارئ، ولم يقدم أية إضافة فنية، ولم يحسن قراءة الخصوم بطريقة ذكية.
وأتم: المشاركة كانت للاحتكاك وليس المنافسة، وإذا كان هذا إعداد منتخباتنا فاقرأوا أم الكتاب وكبروا عليها أربعاً.. ولا نامت أعين اتحاد الندم والحسرة.