
صلاح الدكاك / لا ميديا
كتبت هذه المادة في مايو 2004
الآن صار بوسعنا أن نشاهد سقطرى ـ ليس كلها بالطبع ـ هذه جبال موري، وهناك على مستوى النظر تلوح سلسلة جبال حجهر الممتدة بطول 24 كم...
تستغرق الرحلة حوالي الساعة من الطيران على ارتفاع 27ـ28 ألف قدم بدءاً من لحظة الإقلاع في مطار الريان بمكلا حضرموت التي يفصلها عن الجزيرة 480كم.
ساعة من الغوص في عماء توشيه فجوات زرقاء هي مقدار ما تسمح الغيوم الكثيفة برؤيته من صفحة البحر العربي، وخلال ذلك تشعر كأنك تجتاز الكرة الأرضية نحو طرفها الآخر القصي، حيث مثلث الغموض «برامودا»، ثم سرعان ما توقظك هبات خفيفة وكاوية من نسائم أبريل الذي تبدأ فيه درجات الحرارة بالارتفاع لتصل إلى 37 درجة مئوية، وتجد نفسك أمام حروف خضراء بارزة وكبيرة تؤكد أنك على مطار سقطرى، في حديبو عاصمة الجزيرة وإحدى مديريتيها، إلى جانب «قلنسية» العاصمة الثانية، كما يروق للسلطة المحلية أن تطلق عليها.
عام 99م استقبل المطار أول طائرة على مدارجه إيذاناً ببدء العمل فيه، وظهر الرئيس علي عبدالله صالح وهو يقص شريط الافتتاح، على شاشات التلفزة المحلية. وخلافاً لمطارات أخرى في مدن رئيسية، بدا مطار سقطرى فخماً وأنيقاً بما فيه الكفاية ليلتقطه المرجفون كدليل على أن وجوداً عسكرياً أمريكياً على الجزيرة بات مؤكداً، إلا أن 5 سنوات مضت من حينه سلبت هذا الحدس دليله، ليبقى مجرد حدس، وظل المطار دليلاً ـ فقط ـ على توجه رسمي "متأخر نسبياً" لتنمية جزر هذا الأرخبيل "سقطرى، سمحة، درسة، عبدالكوري"، وتدعيم السيطرة عليه مستفيداً من درس حنيش المر.
إن جزيرة بمساحة تتراوح بين 3500 و4500 كيلومتر مربع، وبتنوع حيوي لا مثيل له في بقاع أخرى من العالم، وتجدف على حدود قاتلة يصنعها التقاء البحر العربي بالمحيط الهندي، متاخمة أكثر للقارة الأفريقية، هي جزيرة مثيرة للطمع بالفعل، بيد أن هذا الطمع الذي ظل ـ لعقود طويلة ـ مصدراً لقلق وخوف اليمنيين حيال مستقبل جزيرتهم، لم يعد كذلك اليوم، وأصبح ـ على العكس تماماً ـ مبعثاً لطمأنتهم، أو أنه يصبح كذلك يوماً عن يوم مع تنامي الاهتمام الدولي بالحياة البيئية على الجزيرة، وارتفاع الأصوات المنادية بصونها وتوفير الحماية لها، ما أسفر ـ خلال سنوات وجيزة ـ عن إعلان 4 مناطق في سقطرى كمحميات طبيعية تحظى بدعم ورعاية محلية ودولية، علاوة على أن الجزيرة في طريقها ـ قريباً ـ لأن تصبح "موقع تراث عالمي، ومحمية الإنسان بالمحيط الحيوي ـ ضمن برنامج اليونسكو"، لذا فإن الحاجة إلى "جنود مظلات" تتضاءل اليوم أمام الحاجة إلى "شرطة سياحة ومظلات شماسي".
ويرابط ـ حالياً ـ في الأرخبيل لواء من مشاة البحرية انخرط معظم أفراده في الحياة المدنية ـ بدافع السأم ـ مشتغلين بمهن مختلفة، وتطوع كثيرون لتدريس أبناء الجزيرة.. وبطبيعة الحال فإن "استراحة المحارب" التي يعيشونها بعد مضي قرابة 4 سنوات على معركة خاطفة خاضها اللواء ضد فصيل من الضفادع البشرية الصومالية واستمرت ساعة، هي استراحة فضل عليها الأفراد خوض معركة البناء.
إن سقطرى مدينة لهم بحجر ثقيلة ألقوها في بركة ركودها اليومي، باعثين نشاطاً نسبياً لم تكن تتمتع به من قبل، جنباً إلى جنب مع مجاميع العمالة الوافدة من الشمال وبعض مناطق الجنوب، إنهم مستثمرون صغار حملوا أنوية طموحات متواضعة ليزرعوها في جزيرة الأحلام، فتتفتح عن محلات تجارية ومطاعم ومخابز متواضعة ومهمة أهمية أن تجوع فتحصل على طعام جيد كان الحصول عليه مستحيلاً حتى وقت قريب من عمر المكان. ويشير السقطريون ـ بإكبار ـ إلى ذلك الرجل الذي يملك الآن 3 محلات للبيع بالجملة والتجزئة، إلى جانب منزل وسيارة فخمة، بعد أن بدأ بصندوق سجائر معلق على رقبته يتسكع به في أزقة حديبو تحت شمسها اللافحة.
إننا نتحدث عن حديبو ـ فحسب ـ حين نتحدث عن مستوى خدمي متقدم نسبياً.. ففي هذه المدينة "تجاوزاً" يمكنك المفاضلة بين فنادق للمبيت نظير 3000 إلى 4000 ريال لغرفة فردية بمروحة وسرير وحمام و.. موظف استقبال يبتسم في وجهك عند الـ12 ظهراً، ويذكرك بأن عليك أن تدفع إذا ما رغبت في استمرار الحجز لليلة أخرى، والفنادق الـ3 مبنية من دورين، وغير مصنفة، وأغلب قاصديها من السياح الأثرياء ـ بالطبع ـ وهناك نزلان أو 3 نزل شعبية تختلط فيها رائحة الأجساد المتفصدة عرقاً برائحة التبغ الرخيص بروائح أخرى.
وفي حديبو تستطيع الاتصال بصديق أو صديقة لعوب من 4 مراكز اتصالات حديثة النشأة، شرط أن تبقى عيناك مفتوحتين على عداد القيمة، وأن تدخر الكثير من الكلام لحين عودتك، فالكلام هناك "من ذهب"، والهواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.. يمكنك العثور على قلم الـ"ستتلر" الذي تعتقد أن الكتابة مستحيلة بغيره.
وهناك ـ إلى ذلك ـ شبكة كهرباء تغطي مساحة كيلومتر تعمل من الـ5 مساءً وحتى الـ5 فجراً، وطريق مسفلتة وحيدة تشق المدينة بلا منافس.
إنها مباهج لا تنعم بها في غير حديبو، وعليك أن تتذكر أن هذه الأخيرة ليست سوى نقطة الانطلاق إلى سقطرى الحقيقية، حيث ينبغي أن تتحول إلى سلحفاة وجمل وحمار ـ معاً ـ فتحمل مبيتك وماءك وطعامك والمزيد من الصبر، أو تعتمد في كل ذلك على فائض كرم الإنسان السقطري.. ولن يعفيك ذلك من أن تستقل سيارة خاصة، وتنقد سائقها 10 آلاف ريال مقابل أن يذهب بك في رحلة تستغرق 15 ساعة تقريباً.. وتذكر أن 5 أضعاف هذا الزمن هو ما تحتاجه لتمشيط أطراف الجزيرة، حيث مراكز الجذب، وإلا فاكتفِ بتمشيط شعرك في حديبو، ولا تزعم أن سقطرى أصبحت في "جيبك".
قطرة دم
من الصعب جداً أن تحصل على معلومات قاطعة عن الجزيرة، حتى عندما يتعلق الأمر بالجانب الجيولوجي لها، ففي الوقت الذي يعتقد بعض الجيولوجيين أن الجزيرة نشأت قبل 6 ملايين عام، إثر انفصالها عن "رأس جفار دافوي" في القارة الأفريقية، يذهب البعض الآخر للقول بأنها انفصلت عن الساحل العربي ضمن مجموعة انكسارات خليج عدن. إن أقرب نقطة برية إلى الجزيرة هي رأس جفار دافوي الأفريقي، وتبعد عنها قرابة 200 ميل، في حين أن أقرب نقطة برية من جهة الساحل العربي تبعد عنها 300 ميل، وتتمثل في "رأس فرتك" من محافظة المهرة. أما مساحة الجزيرة فتقدر بـ4500كم2، بينما يذهب آخرون إلى أن مساحتها 3662كم2.
وترد "سقطرى" في الكتابات القديمة بأسماء متعددة، فهي في السنسكريتية جزيرة المتعة والسرور "ديفبا سوخاتر"، وعند الفراعنة "بلاد بونت أو بانش"، وتتحدث النقوش الفرعونية عن رحلة لأسطول بحري قصد سوقطرى على عهد الملكة "حتشبوت"، وعاد محملاً باللبان والمر والبخور، وفي المصادر اليونانية ترد الجزيرة باسم "ديوسكورايدا"، أما الأوروبيون فأطلقوا عليها في العصور الوسطى اسم "تمارا أو تمارندا"، وهي عند آخرين جزيرة "التنين والعنقاء" و.. "جزيرة الضباب"، ويرد اسم الجزيرة بين قائمة البلدان التي فتحها الامبراطور الفارسي داريوس، حسب بعض المراجع.
أما اسمها الحالي فهو مؤلف من كلمتين "سوق" و"قطرة"، كما يؤكد السكان المحليون. وتشير هذه التسمية إلى سوق كان يتوافد عليه التجار لشراء قطرة دم الأخوين.
إن موقع الجزيرة على طرق الملاحة القديمة والجديدة قد حفظ لها مكانتها إلى اليوم، ولعله يفسر ذلك النزوع المبكر ـ المحلي والدولي ـ للسيطرة على الجزيرة، فعلى المستوى المحلي بسط الكثيريون نفوذهم على الجزيرة في النصف الأول من القرن الخامس عشر، ثم أخضعها الطاهريون لنفوذهم عام 1482م، وفي العام 1507م وقعت الجزيرة تحت السيطرة البرتغالية، ليستردها المهريون منهم عام 1511م، وتبقى ضمن سلطنتهم حتى العام 1967م عام الاستقلال. وخلال هذه التواريخ حاول البريطانيون شراء الجزيرة، وقوبلوا بالرفض، كما استخدموها كمحطة لتخزين الفحم المستخدم لوقود السفن بناء على اتفاقية إيجار بينهم وبين السلطنة المهرية، ويحتفظ متحف "لشبونة" إلى اليوم بلوحة فنية تحمل اسم "اقتحام سقطرى"، تخليداً لذكرى احتلال البرتغاليين للجزيرة.
إن ناقلات عملاقة تعبر اليوم على مقربة من الشواطئ السقطرية، تحمل نفط الخليج صوب أفريقيا وأوروبا وأمريكا وأصقاع مختلفة من العالم المعاصر، فحتى ـ مع كل هذه الطفرات التكنولوجية المتسارعة ـ لا تزال "الجزيرة" محطة وصل بالغة الأهمية، وليس في الوسع تجاوزها على طريقة السندباد البحري الذي غادر سقطرى متشبثاً بذؤابة عرف العنقاء بعد أن تحطم مركبه، وقذف به الموج على شواطئها، كما تحكي الأسطورة.. على الأقل عندما يتعلق الأمر بنقل النفط.
سرطان في الجبل
من نافذة الغرفة ـ التي خصصها عميد كلية التربية لإقامتي في مبنى الكلية نفسها ـ أشاهد صباح سقطرى الأول تبزغ شمسه دفعة واحدة وبلا مقدمات، فتجبرك على الاستيقاظ باكراً ـ خلافاً لعادتك.. أستيقظ بجسد تحولت مساماته إلى نوافير تضخ العرق بغزارة.. كان يمكن أن أنام لساعة أخرى لو أن المروحة ـ أعلاه ـ لم تتوقف عن هفهفة الهواء عند الساعة الـ5 فجراً، التوقيت اليومي المعتاد لقطع التيار عن جميع حديبو، والذي يستأنف مع الـ5 مساء، وخلال ذلك تعتمد المدينة على مولدات صغيرة خاصة.. أشاهد طائر "السوعيدو ـ الرخمة المصرية"، وهو يقوم بتحليقات بهلوانية، ثم يتوقف على أحد الأعمدة أو السطوح، ليراقب المكان بعيون فاحصة بحثاً عن وجبة إفطار.. يطلق عليه الأهالي هنا لقب "البلدية ـ أو عامل النظافة"، فهو يعتاش بأكل الميتة والرمميات وفضلات البشر والحيوانات وغيرها من قاذورات.. وإنه من فصائل الطيور المستوطنة التي تتمتع الآن بالجنسية السقطرية، ويشبه النسر في حجمه، حيث يزن 2000جم، بينما يبلغ طول جناحيه 160سم، ويقدر عدد الطيور في الجزيرة بـ180 نوعاً، 7 أنواع منها لا وجود لها في غير سقطرى، و41 نوعاً متوالداً ومتوطناً، بينما تدخل الأنواع الأخرى ضمن الطيور المهاجرة التي تنظم رحلات زيارة سنوية موسمية للجزيرة. إن التنوع النباتي هو ما جعل من سقطرى قبلة لهذه الوفرة من الطيور على اختلافها.. ويبدو أن وجود أنواع نادرة من النباتات فيها له علاقة بوجود أنواع نادرة من الطيور أيضاً، خذ مثلاً الشهلي السقطري الذي يتغذى على شجرة دم الأخوين، وكلاهما ـ الطائر والشجرة ـ من البصمات المميزة لهذا الحيز الحيوي من العالم. وفي سقطرى ـ عموماً ـ 900 نوع نباتي، 300 نوع منها تستأثر به الجزيرة دون غيرها من بقاع الأرض.. ويعمل مشروع التنوع الحيوي ـ الممول من مرفق البيئة العالمي (GEF)، وبإشراف مجلس حماية البيئة- على حماية هذا التنوع في سقطرى اليوم، وتعد اليمن إحدى الدول الموقعة على اتفاقية حماية التنوع الحيوي العالمي.
إن سقطرى لم تخيب تصوراتي المسبقة عنها.. إن الرحلة إليها أشبه بـ"عودة مستحيلة" إلى رحم الطبيعة الأم أو إلى أقاص سحيقة في ذاكرة الأرض، حيث المطالعة هي تقليب في أرشيف حيوات منسية، وحيث ينتابك إحساس لعله يشبه إحساس آدم حيال الأشياء لحظة هبوطه على الأرض.
إن القاعدة الشعبية اليمنية التي تحصر المتعة في ثلاثية "الماء والخضرة والوجه الحسن"، تصبح بلا معنى أمام متعة اكتشاف أشياء، غير جميلة بمقاييسنا، لكنها مدهشة وموحية وتشاهدها للمرة الأولى، وهنا في هذا المكان فحسب، والآن ها أنا أزور سقطرى في أبريل مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 37 درجة مئوية، الحياة قاتمة من حولي، لا خضرة سوى سعف النخيل المنتشر بأعداد كبيرة ـ يقدرها البعض بمليون نخلة ـ ولا ماء عدا ينابيع جبلية شحيحة تتسرب منها خيوط ماء رفيعة لا تبل صدى الحلوق والشفاه الجافة المتشققة، وعدا مياه البحر.. إنها أجواء غير محببة، بل قاسية بالنسبة لغالبيتكم ـ على حد ظني ـ لذا فإن سقطرى تقدم بدائل ملائمة لهذا الصنف المتذمر من السياح: فليؤجلوا زيارتهم إلى موسم هطول المطر الذي يبدأ في أكتوبر ويستمر حوالي 4 أشهر، وحينها سيكون في وسعهم أن يلعبوا "الاستغماية وغاب القمر.." وسط أدغال كثيفة يتوه فيها حتى "طرزان" نفسه.
إن مفارقات سقطرى لا حدود لها، فحتى عندما ترتفع درجة الحرارة إلى حد مخيف ويهرب البشر إلى السطوح، ويتسمرون تحت المراوح الهفهافة، في مناطق معينة من الجزيرة، يكون هناك من يضطر لإشعال حطب التدفئة في مناطق أخرى تنخفض درجة الحرارة فيها إلى الواحدة فوق الصفر، على الجزيرة نفسها، وفي ذات الوقت.
وبما أن جميعكم يعتقد بأن "السرطان" هو كائن بحري يعيش بالقرب من الشواطئ، فإن مفارقة سقطرية أخرى ستبرهن على خطأ اعتقادكم هذا، لا سيما وأنتم تشاهدون سرطاناً جبلياً تفصله عن البحر عشرات الكيلومترات، لقد حظيت بمشاهدته في محمية "حومهل" على ارتفاع 700 متر عن مستوى سطح البحر.. إنه أحد نوعين من السرطانات التي تعيش في المياه العذبة، ويندر تواجدها في أماكن أخرى عدا سقطرى، كما ذكر عبدالرقيب الصلوي، المسؤول في إدارة المحميات.
إن معرفة مسبقة ببعض مفارقات المكان ستجنبكم الوقوع في مواقف محرجة وباهظة الكلفة كتلك التي وقع فيها ذلك العريس الصنعاني المسكين الذي حمل عروسه إلى الجزيرة، ممنياً نفسه بقضاء شهر عسل سقطري يكون عيداً لأول ولآخر أحفاده من بعده.. لقد اضطر المسكين إلى العودة ـ بعروسه ـ على متن الطائرة نفسها، وقبل أن يخطو خطوة واحدة خارج المطار، إذ فوجئ بجزيرة أخرى تختلف ـ كلياً ـ عن تلك التي خلبت لبه في "ريبورتاجات التلفزيون".. جزيرة تضربها العواصف بعنف يستحيل معه قضاء ساعة عسل عوضاً عن شهر بكامله.
يبدأ هبوب العواصف على معظم أرجاء الجزيرة، لا سيما القريبة من السواحل، مع دخول شهر يونيو، ويستمر قرابة 4 أشهر، أثناء ذلك ينقطع الشريان البحري، وتتوقف الرحلات المعتادة للمراكب من وإلى الجزيرة، لذا فإن الأهالي يقومون بتخزين ما يسد حاجتهم من أغذية وسلع ضرورية أخرى، طيلة هذا البيات السنوي القسري، في وقت سابق لزمجرة وعواء الطبيعة، كما تغلق المدارس ـ وأغلب المصالح الحكومية ـ والمحلات أبوابها، ويغادر الموظفون والعاملون من غير سقطرى، الجزيرة، ويقضي القلة الميسورون من الأهالي إجازتهم في الخليج، تاركين الجزيرة تغرق في حالة حداد عام.. بيد أن هذه الظروف المناخية الطاردة نفسها تمثل ـ في الاتجاه المعاكس ـ عامل جذب لأولئك الذين تستهويهم سياحة المغامرة، لا سيما ركوب الأمواج، إذ يطرح وثوب الأمواج الهائجة إلى ارتفاع جنوني فرصة ثمينة أمام أبطال رياضة التزحلق على الماء، فيحملون الأطواف إلى سواحل الجزيرة، يدفعهم الهوس لتسجيل أرقام قياسية في ارتقاء ومصارعة الأمواج الشاهقة. وتشهد سقطرى في هذا التوقيت من السنة حضور أسماء شهيرة في هذا النوع من رياضة المغامرة.. إنها مفارقة أخرى من مفارقات المكان.
المصدر صلاح الدكاك / لا ميديا