الإعلامية المتميزة داليا دائل: أحلم أن أكون سياسية لأخدم بلدي بكل اتزان ومصداقية
- تم النشر بواسطة يسرية محمد/ لا ميديا

أتنفس إعلاماً ونزعت النقاب من أجله
حوار: يسرية محمد / لا ميديا-
من بين ثنايا الوطن الجميل يخلق الإبداع بصور متعددة، ولكل صورة جمال فريد ورونق لا يتكرر.
وقد يولد الإبداع والتميز في صورة إنسان يأتي إلى الحياة كأنه كان بها مسبقاً، يعرف الكثير والكثير عما يدور حوله. كان لنا لحظات مميزة في لقائنا الخاص لهذا اليوم مع الإعلامية الشابة والمبدعة والمميزة في مجالها الأستاذة داليا دائل، من محافظة إب الخضراء، عاشت وترعرعت في مدينة تعز الحالمة، لذا تجد لها طابعاً خاصاً في كل ما قدمت، ولحسن الحظ أنها بعد أن أنهت دراستها الجامعية في مدينة تعز تخصص إدارة الأعمال، قررت أن تتبع أحلامها وتحترف الإعلام، وكان لها أثر وصدى بين كل متابعيها ومحبيها، ولنا معها اليوم لحظات جميلة لنتعرف عليها أكثر.
أستاذة داليا مرحباً بك في هذا اللقاء، لو تحدثيننا بداية عن دافعك الأساسي لخوض غمار العمل الإعلامي؟
كان دافعي الأساسي لخوض غمار العمل الإعلامي هو رغبتي في نشر رسائل توعوية للمجتمع اليمني، وخاصة شريحة المرأة، حيث إني متخصصة في هذا الجانب، وقدمت العديد من البرامج الخاصة بقضايا المرأة من أجل توعية المرأة بحقوقها، وتوعية المجتمع اليمني بأهمية مشاركة المرأة في تنمية المجتمع.
انبهار منذ الصغر
لماذا الإعلام بالذات؟ وأين كانت البداية؟
أثناء فترة طفولتي كنت أرى وأسمع التقارير التي يقدمها الإعلاميون والمراسلون في القنوات الفضائية، وكان أكثر ما يشدني إليهم عندما يقولون الإعلامي الفلاني من قلب الحدث، وكيف يقدمون رسائل إعلامية حقيقية من الميدان مباشرة، ربما أحببت ما يعيشه هؤلاء المراسلون الإعلاميون من إثارة ومغامرات من أجل إيصال الرسالة الإعلامية، ومن هنا كانت رغبتي في العمل الإعلامي.
أما عن بدايتي فقد كانت بسيطة مع الإذاعات المدرسية، ومن خلال المشاركات الداخلية والخارجية، ولكني كنت دائماً في انتظار الفرصة، وعندما أتت هذه الفرصة قلت لنفسي: هذه هي الفرصة التي تنتظرينها، ويجب أن تتمسكي بها، وفعلاً بدأت العمل الإعلامي، ولم يستطع أي شيء أن يمنعني عنه.
أمي أكثر من شجعني
هل وجدت تشجيعاً ودعماً من الأهل في بداية توجهك للعمل الإعلامي؟
نعم وجدت كل الدعم والتشجيع من الأهل، بالرغم من معارضة كثيرين لفكرة أن أكون إعلامية، وخصوصاً أنني كنت أرتدي النقاب قبل أن أبدأ العمل في الإعلام.
وأستطيع القول إن والدتي (رحمة الله عليها)، كانت هي المشجع الأول لي، فقد وقفت إلى جانبي، وكانت بكل المقاييس سندي الأول، طبعاً لا أنسى والدي العزيز (ربنا يحفظه) الذي شجعني أيضاً، وإن كان بصورة أقل، بحكم أنه كان مغترباً، فنظراً لبعده عنا "شوية" كان تشجيعه أقل، ولكن في الأخير أمي وأبي هما قدوتي، وأكثر اثنين شجعوني في حياتي.
عوائق مجتمعية
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في بداية عملك؟
يمكن أن أقسم الصعوبات والتحديات التي واجهتني إلى قسمين؛ أسرية ومجتمعية.
وأبرز الصعوبات الأسرية تمثلت في أن بعض الأهل قاطعوني، لأنهم اعتبروا أن العمل الإعلامي "حاجة مش كويسة" بحكم أنني فتاة، وأيضاً كما قلت سابقاً بأني كنت أرتدي النقاب، فكانوا يتساءلون باستغراب كيف سأقوم بالتخلص من النقاب، وكيف ممكن أسافر لوحدي! فباعتقادهم أن الإعلامي طوال الوقت مسافر، كما وجهت لي انتقادات كثيرة، مثل: كيف سأكون إعلامية بينما وزني كبير ووجهي صغير! وأيضاً كيف أستطيع أن أكون إعلامية وأنا مازلت في سنة أولى جامعة!
أما الصعوبات المجتمعية، فأنا هنا أتحدث عن بدايتي في العمل الإعلامي قبل 12 سنة، ففي ذلك الوقت كان لدى المجتمع نظرة قاصرة وفكر ضيق بخصوص عمل المرأة في المجال الإعلامي، على عكس ما هو حاصل الآن، حيث الناس بدأت تتقبل الفكرة.
أتنفس إعلاماً
تحدثت سابقاً كيف أنك تحديت كثيراً من العادات المجتمعية من أجل العمل في مجال الإعلام.. فماذا يعني لك الإعلام لتتحدي من أجله كل هذه الظروف؟
أنا مؤمنة جداً بالعبارة التي تقول "أنا أتنفس إعلاماً"، بمعنى أنني أشعر بأن الإعلام رفيق دائم في حياتي الأسرية والمهنية والخاصة، لذلك أحببت أن أقدم كل ما عندي في هذا المجال، حتى ولو
لم تخدمني الظروف أو القنوات.
صحيح أن ظروف البلد أثرت بشكل كبير على الإعلاميين، لأن بعضهم قد يشعر بالتعب والملل، أو قد يتعرضون حتى لانتهاكات أو مشاكل، مما يضطرهم إلى أن يعيشوا حياة عادية بعيداً عن كل الأجواء الحالية وعن الأضواء والشهرة، لكن حبي وشغفي للإعلام جعلني أتعلم أكثر وأبذل أكثر.
الوطن همنا الأكبر
كيف تنظر الأستاذة داليا للإعلام والرسالة التي يقدمها؟
سوف أقول لك شيئاً، لو تكلمت عن نفسي، فمع كل المتغيرات أردت أن أتخذ لي جانباً أو خطاً معيناً، بحيث تظل الرسالة الإعلامية المتوازنة التي أقدمها من خلال الإعلام، سواء من خلال قناة اليمن اليوم، أو من خلال أي منبر إعلامي آخر، أو أي مكان أو دائرة إعلامية، هي نفس الرسالة التي أحب أن أقدمها بالرغم من كل الظروف، لأنه بالأول والأخير الإعلامي يجب أن يكون لديه قناعات لا تتغير مهما تغيرت الظروف من حوله، لكن يظل الوطن هو الهم الأكبر تحت أي ظرف أو أية مشكلة. صحيح أنني واجهت الكثير من المشاكل، لكني حاولت قدر المستطاع من خلال برنامجي الاجتماعي البسيط القريب من الناس والمجتمع، أن أظل محتفظة بتوازن الرسالة الإعلامية كما يفترض بها أن تكون.
روح المبادرة
برأيك ما هي أهم مميزات الإعلامي الناجح؟ وما هو الواجب الذي يقع على كاهله؟
الواجب الأساسي الذي يقع على عاتق أي إعلامي تحت أي ظرف أو مشكلة، هو أنه مطلوب منه أن يقدم رسالة إعلامية متوازنة مهما كانت الرسالة، لأنها راجعة لميثاق الشرف الإعلامي.
أما المقومات فهي أشياء مترابطة: الكاريزما، الأداء، الثقافة والمخزون الثقافي، قي الحقيقة هذه المقومات هي توليفة متكاملة من الشكل والمضمون، إلا أن أهم صفة يجب أن تتوفر في الإعلامي، ففي رأيي الشخصي، هي أن يكون "مبادراً.. مبادراً.. مبادراً".
الـ"سوشيال ميديا" هي الأقوى
مع تعدد الوسائل الاتصال في الوقت الراهن، برأيك ما هي أهم وأسهل الوسائل للوصول للشهرة؟
يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي، أي الـ"سوشيال ميديا" دخلت بقوة، وأصبحت مساحة مفتوحة للتعبير عن الرأي، ففي أوقات كثيرة تصبح هذه الوسائط متنفساً للإعلاميين والإعلاميات، وفيها يستطيع أن يقول ما لا يستطيع قوله في القنوات التلفزيونية والإذاعات والصحف.
لكن، في النهاية، كله يعتمد على ميول الإعلامي بحسب الرسالة ممكن يحدد الوسيلة الإعلامية الأفضل التي ممكن يبدع فيها وتساعده في إيصال أفكاره.
شغف الكتابة الصحفية
هل كانت لديك تجارب في الكتابة الصحفية؟
الكتابة في الحقيقة هي حب وشغف، ومن خلالها يستطيع الإعلامي أن يبدع، وقد كانت بداياتي مع الكتابة الصحفية في صحيفة الجمهورية، حيث كان لدي عمود ثابت في الصحيفة أكتب فيه بشكل مستمر، بالإضافة إلى أنه كانت لي بعض التجارب في الكتابات الشعرية من وقت إلى آخر، وكان لدي ديوان تحت الطبع بعنوان "نشبت للفراغ"، لكن للأسف لم تسعفني الظروف ولا الوقت في أن أنتهي منه، وأتمكن من طباعته ونشره.
أحلام مؤجلة
هل أنت راضية عما حققته حتى الآن في حياتك، أم أنه لايزال لديك أحلام مؤجلة تتمنين تحققيها؟
الحمد لله أنا راضية عن نفسي وعن عملي، لأني أقوم بعملي على أكمل وجه، ولدي هدف محدد في الإعلام منذ البداية.
فقد حققت الكثير من طموحاتي في الحياة، وأولها أنني أصبحت إعلامية، وثانيها أنني أصبحت أماً، وأنا أعتبره إنجازاً ومن أكبر الطموحات بحياتي.
أما أحلامي التي لم تتحقق بعد فهي كثيرة منها أن أكون سياسية لأخدم بلدي بكل اتزان ومصداقية، كما أني أحلم بالسفر واستكمال الدراسة، هذه الأحلام المؤجلة أتمنى أن تتحقق، وتحصل في حياتي، وكلي أمل بأن الغد سيكون أجمل.
ضغوط متعددة
هل من ضغوط تواجهينها في حياتك العملية والأسرية في ظل الظروف الراهنة؟
على الصعيد الشخصي في الوضع الحالي أحس بزيادة مسؤولية كوني أصبحت أماً، حيث أضطر إلى ترك طفلي عند أحد الأقارب، وهنا أشكر زوجي وأقاربي الذين دائماً يقفون إلى جانبي، ويخففون من الحمل الذي على كاهلي.
أما على الصعيد العملي، فإن كل المتغيرات التي حصلت في الفترة الأخيرة جعلتنا ندرك معنى الوطن، ومدى قدرتنا على أن ندافع عن وطننا الحبيب ولو بالكلمة الصادقة الحرة، فهذه الفترة تحديداً خلقت لي تحدياً حقيقياً وحمدت الله أني كنت حاضرة في الداخل الوطني، حتى أتمكن من أن أقدم رسالتي الإعلامية، وأفيد بما أستطيع أكبر قدر من الناس، وأثبت مدى حبي وعشقي لوطني الغالي الذي أقبل ترابه.
وبالإمكان هنا أن نتحدث أيضاً عن الضغوط في المجال نفسه، وأهم عائق نواجهه هو الانتقادات غير البناءة، وتحقيق الذات الإعلامية، ومعرفة ما الذي يمكن أن يتميز به الإعلامي، ولكن رغم كل ذلك، فأنا مقتنعة تماماً بالعمل الإعلامي، وحقيقة حتى لو عاد بي الزمن إلى الوراء كنت سأختار الإعلام.
نصيحة للإعلاميين الشباب
ما هي النصيحة التي تقدمينها لمن يريد العمل في المجال الإعلامي؟
أهم نصيحة أقدمها للشبان والشابات الراغبين في دخول المجال الإعلامي، أقول لهم لا تتسرعوا، اصعدوا السلم خطوة خطوة، وأكيد ستصلون إلى كل ما تتمنونه، الصبر والثقافة أهم شيء للوصول للهدف، ولا تعتمدوا على أي شخص أو أي شيء، وحاولوا تطوير أنفسكم بأنفسكم. كما أقدم نصيحة هامة للفتيات وهي ألا يعتمدن على الشكل فقط، بل يجب عليهن أن يركزن أيضاً على الجوهر والمضمون، وإن شاء الله كل واحد يقدر ينجح بحياته.
محبة الجمهور
كيف تشعرين بمحبة جمهورك ومتابعيك؟
أشعر بمحبة جمهوري عندما ألتقي بهم أحياناً في مكان عام، حيث يسارعون إلى الترحيب بي أو تذكيري بموضوع معين أو موقف ما، أو يشيدون بأدائي في تقديم برنامجي، حتى عندما يوجه البعض إلي أحياناً انتقادات، فإني أتقبلها برحابة صدر، لأنها تساعدني لكي أتحسن وأتطور في الأداء.
هؤلاء سبب استمراري
ماذا تقولين لهم في ختام هذا الحوار؟
شكراً لهم لأنهم يتابعونني ولأنهم يتحملوني، كما أقول للجميع أنه ليس لدي أي حساب في أية وسيلة تواصل اجتماعي سواء "فيسبوك" أو "تويتر" أو "يوتيوب" أو حتى "واتساب"، وإذا وجد حساب هنا أو هناك باسمي، فلا علاقة لي به، وأكرر لمحبي داليا، بأني لا أستخدم أياً من وسائل التواصل الاجتماعي، والوسيلة الوحيدة التي أتواصل بها مع الناس هي شاشة قناة "اليمن اليوم" فقط.
وختاماً، أقول لجمهوري الحبيب ومتابعي بأنهم فعلاً سبب استمراري، وأتمنى أن يظلوا يحبونني، لأن محبتهم هي الطاقة التي تساعدني على الاستمرار.
المصدر يسرية محمد/ لا ميديا