كما يحق للتاريخ السياسي والثقافي والإنساني أن يحتضن صُنّاعه في قائمة المشاهير، يحق للشهير محلياً وعربياً الكابتن يحيى فارع أن يصبح عضواً في أسرة المشاهير، خصوصاً أن اسمه لايزال خلف التاريخ الرياضي اليمني واقفاً باعتباره لاعباً مختلفاً خاض تجربة مختلفة تماماً عن أبناء جيله.
اللاعب والإنسان يحيى فارع سلام، المولود في 25 نوفمبر 1952 بقرية شرف شرجب ـ الشمايتين ـ الحجرية – محافظة تعز، تخرج في دار المعلمين بمدينة عدن عام 1971م.
وكلاعب سحري باشر نجم الكرة اليمنية في كل العصور ركل المدورة في فرق حواري المعلا بمدينة بعدن، التي كانت محطته الهامة والتي تميز فيها كروياً في المدرستين الابتدائية والمتوسطة.
سطع نجمه على الساحة الرياضية في العام 1965 عبر نادي الوحش - درجة ثانية في المعلا، قبل عمليتي الدمج الأولى والثانية حين أن كانت أندية محافظة عدن تتجاوز الـ60 نادياً.
وفي العام 1969 التحق بنادي شباب الجزيرة الرياضي (شمسان) درجة أولى، في مدينة عدن. وفي الفترة التي مثل فيها يحيى فارع نادي الجزيرة, انتقل النجم العملاق من خط الدفاع إلى المقدمة، حيث أبلى بلاء حسناً في مركزه الجديد كمهاجم فذ تملك القلوب والعقول بإبداعاته المتنوعة ومهاراته العالية واختراقاته المذهلة للمدافعين، إضافة إلى تسديداته القوية والمحكمة بالرأس وبكلتا القدمين.
التحق بعد ذلك بأهلي تعز - درجة أولى عام 1975, ليسهم بخبراته ومهاراته الفائقة في حصد أهم البطولات والإنجازات للقلعة الحمراء بالتعاون مع باقي زملائه وأبرزهم: القاضي، العسولي، المجيدي، الحمامي... وغيرهم.
بعد الزيارة التي قام بها النادي الأهلي بتعز للمملكة العربية السعودية في صيف عام 1975 وخوضه مباريات مع أندية الشباب، القادسية، الهلال، الاتحاد، نادي الوحدة، جاءت ثمار الأداء الجيد الذي قدمه الكابتن يحيى فارع في المباريات وتسجيله 6 أهداف خلال هذه المباريات، بانتزاع الفرصة للاحتراف في السعودية ليصبح يحيى فارع أول لاعب يمني عرف الاحتراف في ملاعب المملكة، بل وكان أول لاعب يدخل سجلات الاتحاد السعودي بصفة اللاعب الأجنبي عندما لعب في خط وسط نادي الشباب السعودي خلال الفترة 76 - 78م, وجعلت قدمه الذهبية اليمنيين في المهجر آنذاك يفاخرون بلاعبهم الذي جعل من الكرة لغة تتحدث عن اليمن بطريقة مختلفة.
خلال فترة احترافه مع الشباب السعودي، كان أهلي تعز بأمس الحاجة لمشاركته في مباريات العودة إلى دوري الأضواء، فجاء به من الرياض ليحقق بمجهوداته وأهدافه الحاسمة هدف الصعود ثم العودة لمواصلة مسيرته الاحترافية المتألقة في الدوري السعودي.
أسلوبه في اللعب جعل المؤسسات الرياضية الوطنية تلجأ إلى ضمه للعب في صفوف الفرق التي تمثلها، منها: نادي التربية والتعليم في عدن عام 1971، ونادي القوات المسلحة (منتخب الجيش) عام 1974 في عدن.
لعب الكابتن يحيى للمنتخب الوطني الأول وكان مصدر فخر كل اليمنيين قبل وحدة الشطرين، وكان ضمن لاعبي منتخب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ العام 1972 وحتى يونيو 1975.
الأعوام 1985، 1986، 1987م وضعت يحيى فارع مدرباً لفريق الجالية اليمنية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. وخلال فترة التسعينيات عمل ضمن إدارة نادي أهلي تعز.