23 عدد الناجين من النزلاء الـ170...حكومة المرتزقة التزمت الصمت وصنعاء غضبت للجريمة
- تم النشر بواسطة شايف العين / لا ميديا

الأسرى المستهدفون كانوا ضمن صفقة تبادل أفشلها الإصلاح قبل عيد الأضحى بأمر سعودي
المرتضى: السجن لم يكن مخفياً وزاره الصليب الأحمر الدولي عدة مرات
185 قتيلاً وجريحاً بـ7 غارات للعدوان على سجن معلوم للمنظمات الدولية والتحالف
روما تحت أنقاض ذمار
شايف العين / لا ميديا
ارتكب طيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي، أمس الأحد، مجزرة بشعة بحق أسرى مرتزقة، وحراسة سجن في كلية المجتمع بمدينة ذمار.
وشن طيران العدوان، فجر أمس، 7 غارات على مبنى كلية المجتمع بجامعة ذمار، والذي كان يؤوي 170 أسيراً من المرتزقة بعد الاتفاق مع "الصليب الأحمر" على تحويله إلى سجن للأسرى. مرتكباً بذلك مجزرة انتهكت كافة القوانين الدولية والإنسانية، خصوصاً معاهدة روما بعد الحرب العالمية الثانية التي جرمت استهداف الأسرى.
وبحسب وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ، فقد نجم عن غارات العدوان على كلية المجتمع سقوط 185 بين قتيل وجريح.
رئيس اللجنة الوطنية للأسرى، عبدالقادر المرتضى، كشف أن السجن الذي قصفه طيران العدوان في مدينة ذمار لم يكن مخفياً، وأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر زارته عدة مرات.
وقال المرتضى، في تصريحات له، إن السجن كان يضم ١٧٠ أسيرا، نصفهم كانوا على وشك الخروج في صفقة تبادل بجهود محلية.
وأكد رئيس اللجنة الوطنية للأسرى أن العدوان تعمد استهداف الأسرى في ذمار لإفشال جهود لجان محلية كانت على وشك إنجاز صفقة تبادل، مشيراً إلى أن المشاهد والصور التي وثقت المجزرة كشفت مزاعم العدوان عن قصف أهداف عسكرية.
وأوضح المرتضى أن الأسرى الذين تم استهدافهم كانوا يقاتلون في جبهات شبوة وتعز والضالع والحدود وجبهات أخرى.
وبينت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى أنها حاولت التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي لاستلام جثث الضحايا الذين قتلوا في استهداف سجن الأسرى بهدف تسليمها لأسرهم، لكن الصليب الأحمر لم يرد على ذلك.
ودعت اللجنة أهالي الأسرى والمعتقلين الذين كانوا في السجن المستهدف للحضور الى مستشفى ذمار للتعرف على جثث أبنائهم واستلامها، مشيرة إلى أن دعوتها تشمل جميع أسر الأسرى سواء كانوا في مناطق المجلس السياسي الأعلى أو في المناطق المحتلة، وللتواصل بها خصصت الرقم التالي (733776388).
من جهته، علق رئيس الوفد الوطني، محمد عبدالسلام، على المجزرة بقوله إن العدوان الأمريكي السعودي يدشن العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة، مستهدفاً أحد السجون المخصصة للأسرى في محافظة ذمار.
وأكد عبدالسلام، في تغريدة له على "تويتر"، أن "مجزرة العدوان بحق الأسرى تثبت مجددا وحشيته وإجرامه الذي اتسم به طيلة عدوانه الظالم، وتبعث رسالة لكل اليمنيين بأن دماءكم رخيصة في أي اتجاه كنتم".
إلى ذلك، اعترف تحالف العدوان الأمريكي السعودي باستهداف الأسرى، زاعما على لسان الناطق باسم قواته، العقيد تركي المالكي، أن غارات طيرانهم استهدفت موقعا عسكريا مشروعا في ذمار.
وقال ناطق العدوان في تصريحات لقناة "العربية الحدث" إن قواتهم المشتركة استهدفت، فجر أمس، أحد المواقع العسكرية في ذمار، معتبرا إياه هدفاً عسكرياً مشروعاً، ومضيفا أنه إذا كان هناك سجن فعلى الحوثيين الإعلان عنه.
ودحضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مزاعم تحالف العدوان، في تصريحات لها، أكدت أنها كانت تقوم بزيارة مركز احتجاز الأسرى المستهدف في ذمار بشكل منتظم.
وفي السياق، كشف عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي، أن السجن المستهدف في ذمار يحوي أسرى ومعتقلين كانوا معدين للتبادل وفق كشوف اتفاقية ستوكهولم قبل عيد الأضحى.
وأكد عضو المكتب السياسي أنه لم ينجُ من مجزرة أمس سوى 23 جريحاً، من أصل 170 أسيراً ومعتقلاً على ذمة جرائم رفع إحداثيات لتحالف العدوان.
ولقيت المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان في ذمار إدانات محلية ودولية استنكرت الجريمة، والغائب الوحيد هو حكومة مرتزقة الخائن هادي وحزب الإصلاح.
ودانت حكومة الإنقاذ الوطني المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق الأسرى في سجن بمدينة ذمار وراح ضحيتها العشرات.
وقال ناطق الإنقاذ، ضيف الله الشامي، إن الأسرى المستهدفين في ذمار هم ضمن كشوفات تبادل الأسرى في إطار اتفاق استوكهولم، مضيفا أن إصرار تحالف العدوان على أن مكان الأسرى في ذمار موقع عسكري يأتي في إطار كذب وتضليل دول العدوان ووسائل إعلامها.
ودعا وزير الإعلام في الإنقاذ الحكومات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى إدانة جريمة تحالف العدوان بحق الأسرى في ذمار.
من جانبه أصدر مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية بيانا دان فيه استهداف تحالف العدوان للأسرى من مرتزقته، واصفا المجزرة بالجريمة الشنعاء التي ارتكبت في مكان معلوم لـ"الصليب الأحمر" الدولي، وقام بزيارة أسرى مرتزقة العدو فيه عدة مرات.
وقال المركز في بيانه إن تحالف العدوان بقيادة السعودية مستمر في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة التي تعتبر من الجرائم الأشد خطورة وفقاً لقواعد وأحكام القانون الدولي.
من جهته أدان مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان (مقره عدن المحتلة) مجزرة تحالف العدوان بحق الأسرى في سجن بمدينة ذمار، واصفا إياها بجريمة حرب.
وقال رئيس المركز، محمد قاسم نعمان، في تصريحات له، إن الهدف الذي قصفه التحالف كانت تتواجد فيه فئات يحرم استهدافها، ويمنحهما القانون الدولي الإنساني الحماية، وهي "سجناء، معتقلين، أسرى"، بتأكيدات منظمة الصليب الأحمر.
وفيما يخص ردود الفعل الدولية، دانت الخارجية الإيرانية المجزرة، وقالت في بيان لها إن قصف سجن للأسرى هو أحدث الجرائم الحربية التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، وصفحة أخرى تضاف إلى جرائم المعتدين.
وأكدت إيران شراكة أمريكا وبعض الدول الغربية في هذه الجرائم بحق اليمنيين، كونها ترتكب بأسلحتها، وبالتالي فهي مسؤولة عنها.
وفي الوقت الذي أبدت فيه صنعاء غضبها للمجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق أسرى مرتزقة في سجن بذمار، لم تُبدِ حكومة الخائن هادي وحزب الإصلاح موقفا تجاهها، على خلاف موقفهم من استهداف مجاميعهم في أبين وعدن الأسبوع الماضي من قبل طيران الاحتلال الإماراتي.
مراقبون أرجعوا سبب صمت حكومة المرتزقة وحزب الإصلاح تجاه المجزرة بحق أسرى تابعين لهم، إلى تبني تحالف العدوان على لسان ناطق قواته، السعودي تركي المالكي، عملية القصف، بينما تبنت أبوظبي استهداف مجاميعها الأسبوع الماضي، والغضب تجاهها كان نتيجة سحب امتيازات من مرتزقة الإصلاح والخائن هادي ومنحها لمرتزقة الانتقالي.
وأكد المراقبون أن صمت هادي والإصلاح على قصف تحالف العدوان لسجن ذمار يدل على تواطؤهم مع التحالف في قصف الأسرى واستخدامهم كورقة ضغط على القوى الوطنية.
وكان مرتزقة حزب الإصلاح أفشلوا في 2 أغسطس المنصرم صفقة تبادل بينهم وبين اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى تمت بجهود محلية وقبلت فيها صنعاء شروط المرتزقة التي كانت تهدف إلى إفشالها، ونقلت 130 أسيرا إلى تعز لتنفيذ الصفقة التي أفشلها الإصلاح بأمر سعودي، حينها نُقِل الأسرى إلى السجن الذي قصفه تحالف العدوان في ذمار بعلم من الصليب الأحمر.
وأكدت حينها القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وممثلته في مؤتمر الحوار الوطني ألفت الدبعي، أن ممثل مرتزقة العدوان في تعز أفشل صفقة تبادل الأسرى مع قوات الجيش واللجان.
وقالت الدبعي، في منشور على صحفتها بـ"فيس بوك"، إن أنصار الله كانوا أكثر حرصاً على إخراج أسراهم من سجون حكومة المرتزقة في محافظة تعز، مشيرة إلى أن ممثل المرتزقة في لجنة تبادل الأسرى استطاع في اللحظات الأخيرة العمل على إفشال الصفقة بشكل متعنت ومبررات وأعذار واهية تدل على عدم امتلاكهم استقلالية في القرار.
وليست هذه المرة الأولى التي يقصف فيها طيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي سجنا للأسرى؛ فقد استهدف في 12 ديسمبر 2017 سجنا للأسرى تابعاً للبحث الجنائي في منطقة شعوب بالعاصمة صنعاء بـ7 غارات، وهو العدد نفسه الذي استهدف به سجن ذمار فجر أمس، وخلف مجزرة سقط فيها 76 قتيلاً، بينهم 45 لم يتم التعرف على جثثهم، كونها تحولت إلى أشلاء، و32 جريحاً.
وقبلها، استهدف طيران التحالف في الشهور الأولى لعدوانه سجناً في ذمار، مخلفاً مجزرة راح ضحيتها 45 معتقلاً على ذمة جرائم رفع إحداثيات وتخابر مع العدوان.
المصدر شايف العين / لا ميديا