أحمد الظامري / لا ميديا -

هو واحد من الناس، إنسان بسيط يعاني، مثلما يعاني غيره من اليمنيين، هم بلده وما يحدث له من تدمير وتمزيق.
يتناول فطوره كل يوم ليذهب إلى عمله كما يفعل بقية أقرانه من موظفي وزارة الزراعة. يحب مباريات كرة القدم، خاصة فريق برشلونة، كغيره من محبي كرة القدم، يتعاطى القات مثل كثر، حيث لا تأتي سويعات العصر إلّا وقد أخذ مقعده في ديوانه. ومحب لوسائل التواصل الاجتماعي مثل غيره.
إذن ما المختلف في واصل رحمة الله تغشاه، حتى يصدم رحيله السريع والذي كان يتوقعه هو وكأنه يدرك أن قلبه الحساس لا يقوى على تحمل كل أحزان اليمن وحتى يحصل على كل هذه الدعوات بالرحمة والمغفرة؟!
المختلف أنه كان محباً للحياة ومحباً لغيره من الناس، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، موهوباً تخطى بموهبته كل قواعد الإعلام بالعمل في المؤسسات الصحفية، فكان يكتب مقالات أبدع ما يكون من بعض زملاء الحرف. امتلك قدرة على التأثير من خلال صفحته في الفيس التي كانت كملحق رياضي صغير أو ملحق أدبي. لذا سيترك فراغاً كبيراً عند متابعيه. تعرفت عليه على المستوى الشخصي من خلال تقديمه لحفل نادي العروبة إثر تتويجه ببطولة كروية، فوجدت فيه مارد شاعر محبوساً في فانوس الظروف والبيئة الطاردة للمواهب. كنَّى نفسه بـ"منسي اليمن"، لكنه أثبت أنه بصم في حافظة قلوب محبيه، فظهر هذا التدافع في الفيس" غير مصدقين لرحيل من ظل على تواصل معهم، فلا يخلو حساب من تعليقاته ومنشوراته، فكان بحق نجماً من نجوم الفيسبوك.
صدمت كما صدم غيري برحيله، لكنا مقتنعون أن الطيبين يختارهم الله إلى جواره.
دمعة حزن أختم بها هذه الخاطرة لهذا الرحيل المؤلم. (إنا لله وإنا إليه راجعون).