حاوره: طارق الأسلمي / لا ميديا -

وكيل اللاعبين مهنة ربما لا نسمع عنها إلا قليلا، ولم يسلط عليها الإعلام اليمني الضوء رغم أهميتها الكبيرة في عالم كرة القدم.
ففي حين أن اهتمامنا المحلي شبه منعدم نجد أن هذه المهنة تتحكم في سير بطولات عالمية كبرى، إذ يعتبر وكلاء اللاعبين الدينامو المحرك لسوق الانتقالات وحلقة الوصل بين اللاعبين والأندية.
قد يبدو لنا أنها مهمة سهلة، لكن في حقيقتها هي في غاية المشقة وتستلزم المعرفة والاطلاع الواسع ومعرفة اللوائح والقوانين وامتلاك الدبلوماسية العالية والقدرة على الإقناع وتسيير المفاوضات والتي لا تختلف كثيرا عن المفاوضات السياسية.
طارق شريف وكيل أعمال ناجح استطاع ترك بصمته في حركات تنقلات اللاعبين محققاً إنجازات وصفقات مهمة جعلت منه نجما وركيزة من ركائز هذا المجال في الوسط الكروي السوري والعربي. 
صحيفة «لا» التقت به وأجرت معه هذا الحوار الذي يزيح الستار عن بعض خفايا هذه المهنة.
 أهلا وسهلا بك كابتن طارق ضيفا على صحيفة "لا"!
- أهلا بكم وأتشرف بأن أكون ضيفاً على صحيفتكم المميزة وعلى الجمهور اليمني.
 ممكن تطلع القراء على سيرتك الشخصية؟
- طارق نعمان شريف، سوري الجنسية، أعمل وكيل أعمال لاعبين منذ عام 2008 والآن أنا مقيم في جمهورية مولدوفا.
 ما هي طبيعة عمل وكيل اللاعبين؟
- وكيل اللاعبين هو أحد أركان لعبة كرة القدم ويلعب دورا مهما في انتقالات اللاعبين من ناد لآخر، من خلال القيام بدور الوسيط لإنجاح أهداف الأندية واللاعبين كل على حدة. يقوم الوكيل بدور مهم في تسويق اللاعبين والوصول لاتفاقات مع الأندية، كما ينبغي أن يملك خبرة جيدة بشأن احتياجات كل ناد من اللاعبين في المراكز المختلفة ويقوم بترشيح اللاعب المناسب.

تسويق اللاعبين السوريين
 كيف اخترت هذه المهنة؟
- أولاً أنا كنت رياضياً وأعتبر هذه المهنة جزءاً من عالم كرة القدم، ولتسهيل مهمة الأندية في البحث عن لاعب مميز متى ما أحتاج النادي لذلك. ومن خلال زياراتي إلى جمهورية مولدوفا والتعرف على بعض الوكلاء هناك, وعملت على نقل الفكرة إلى سوريا وبدأت التعامل مع الأندية السورية. والحمد لله نجحت في هذا الأمر, وحين بدأت الحرب في سوريا عدت أدراجي إلى مولدوفا وبدأت تسويق اللاعبين السوريين هناك. 
 هل هذا يعني أن أي شخص بإمكانه أن يكون وكيلا للاعبين؟
- يستطيع الشخص أن يكون وكيلاً من خلال بناء علاقات مع الأندية وعرض لاعبين مميزين وأيضا التسجيل بالاتحاد المحلي لكي يصبح وسيطاً معتمداً بشكل رسمي, لأنه في عام 2015 تم إيقاف تراخيص الوكلاء واستبدالها بتسمية وسيط.

دخلاء كثر
 ما هي المهارات التي يجب أن تتوفر في وكيل اللاعبين وعوامل نجاحه في هذه المهنة؟
- من أهم الأشياء الصدق مع الأندية واللاعبين الذين يتعامل معهم, ومن خلال تعامل الأندية مع الوكيل تبقى الثقة به هي أهم أسباب النجاح في ظل وجود دخلاء كثر على هذه المهنة.

 كيف تختار لاعبيك؟
- أختار اللاعبين عن طريق متابعتهم بالدوريات وآخذ بعين الاعتبار إحصائيات آخر موسمين للاعبين في الدوريات من أجل اختيار لاعب ناجح وجاهز من كل النواحي, ونجاح اللاعب هو نجاح لوكيله.
 كيف تكون العلاقة بين الوكلاء واللاعبين؟
- أولاً مهنة الوكيل مهنة نبيلة، والعلاقة بين اللاعب والوكيل هي علاقة أب وابن، لأن الوكيل لديه مسؤولية تسيير حياة اللاعب اجتماعيا ورياضيا.

الأندية العربية غير متفهمة
 هل هناك تفهم من الاتحادات والأندية والرياضيين العرب لدور الوكيل؟
- للأسف حتى الآن لم أجد تفهماً في هذا الشأن في المنطقة العربية, فبعض المسيرين للأندية لا يريدون التعامل مع الوكيل، وهذا أحد أسباب تعاقد الأندية مع لاعبين دون الطموح وظهورهم بمستويات متدنية, وفي أكثر الأندية يكون التعاقد من خلال الصداقات مع اللاعبين. 
 أحيانا يكون هناك الكثير من العروض على اللاعبين, هل لديك صفقات فشلت؟! ومن المسؤول عن ذلك؟
- سؤال جميل، بالفعل تحدث معنا كثير من هذه المواقف. بالنسبة لي أعتبر الموضوع موضوع قناعة, وهناك لاعبون يدخل الطمع والغرور إلى نفوسهم وتبدأ الطلبات تتزايد، وهذا ما يعرض الصفقة للفشل.

الأفريقي لاعب قوي
 هل تقوم بجلب لاعبين أجانب للاحتراف في الدوريات العربية أم تكتفي باللاعب العربي؟
- أنا وكيل لاعبين وعلاقتي ممتازة في المنطقة العربية وفي أوروبا وآسيا وأفريقيا, ومتى كان النادي يريد لاعباً مميزاً يجب أن يلتزم النادي بتوفير لوازم الاحتراف للاعب من جميع النواحي. أستطيع جلب اللاعبين الأفارقة، واللاعب الأفريقي قوي وجيد، وقد قمت بإرسال لاعبين أفارقة إلى البحرين وعمان والهند ودول أوروبا الشرقية.

دينامو الكرة
 متى تكون ذروة موسم الانتقالات؟
- الميركاتو الصيفي أو سوق الانتقالات الصيفية هو الفرصة الكبيرة الأهم لكل الأندية من أجل تدعيم فرقها بالشكل المطلوب مع وجود وقت طويل، فمعظم أندية العالم تبدأ نشاطها في التعاقدات بنهاية مايو حتى بداية سبتمبر، وهو ما لا يكون متاحا في الشتاء.
أما الميركاتو الشتوي فهو قصير جداً لحركة التنقلات والتعاقدات، حيث يبدأ مطلع يناير من كل عام وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه.
 تتفق أو تختلف مع جملة أن الوكلاء هم من يحركون عالم كرة القدم؟
- نعم أعتقد أنهم الدينامو في عالم كرة القدم، وخاصة في أوروبا، لأن دور الوكيل هام وأساسي.

جودة اللاعب اليمني
 هل تعاملت مع لاعبين يمنيين وحاولت تسويقهم للاحتراف خارجيا؟
- نعم، سبق أن تعاملت مع لاعبين يمنيين, فقد سوقت النجم أيمن الهاجري للاحتراف في الدوري الهندي، وحالياً لدي اتصالات مع العديد من اللاعبين اليمنيين.
 كيف وجدت طبيعة تفكير اللاعب اليمني؟
- من خلال تعاملي مع العديد من اللاعبين اليمنيين وجدت اللاعب اليمني متعاوناً جدا، ولو توفرت فرص التفرغ باليمن وعودة الدوري سنشاهد مواهب كثيرة من اليمن، وأكبر مثال اللاعب عموري، الذي استفادت منه الإمارات، ويوجد أيضا لاعبون في البحرين من أصول يمنية.
 هل اللاعب اليمني مؤهل للاحتراف في دوريات أقوى؟
- بالطبع، اللاعب اليمني مؤهل للاحتراف الخارجي، وشاهدنا أحمد السروري الذي احترف في البرازيل، وهذا أكبر مثال على جودة اللاعب اليمني وقوة الإمكانيات التي يملكها.

أغلى صفقة في حياتي
 ما هي النسبة التي يحصل عليها الوكيل من اللاعب أثناء توقيع العقود؟
- النسبة المتعارف عليها هي 10% من قيمة العقد، وأحيانا تكون أقل من ذلك، حسب قيمة العقد والاتفاق بين الطرفين.
 وهل يتقبل اللاعب هذه النسبة؟
- يتقبل اللاعب، لأنه موضوع متعارف عليه، وهكذا يتعامل اللاعبون المحترفون.
 أهم صفقة أبرمتها في حياتك؟
- أعتبر أهم وأغلى صفقة هي التوقيع مع المدرب البوسني كمال اليزبيتش مع نادي الاتحاد السوري، وتتويجه معهم بلقب كاس الاتحاد الآسيوي. تلك الصفقة هي الأغلى، وذلك لمحبتي لنادي الاتحاد وجماهيره.

أكاديمية رياضية
 ما هي مشاريعك المستقبلية في هذا المجال؟
- الفترة القادمة أفكر بفتح أكاديمية للاعبي كرة القدم بجمهورية مولدوفا.
 من الطبيعي جدا في الحياة أن يواجه كل عمل عراقيل وصعوبات! فهل واجهتك مشاكل معينة في مشوارك الرياضي؟
- بالتأكيد واجهت الكثير من العراقيل في بداية العمل، لكن وبعون الله ونتيجة للصبر والاجتهاد بالعمل تمكنت من تحقيق الهدف واستطعت أن أقوم بعمل جيد وأكسب سمعة جيدة.

عدم قبولك لا يعني فشلك
 هل لديك نصيحة تقدمها للاعبين المبتدئين؟
- عندما تقوم بتجارب واختبارات في فريق معين ولم يتم قبولك هذا لا يعني أنك لاعب فاشل. هناك معطيات يعتمد عليها المدرب وربما هي غير أخلاقية يتصف بها المدرب أو أشياء صغيرة، من بينها التمركز وتحركات اللاعب حسب المنصب، فلكل مدرب طريقته لتقييم اللاعب، وهناك العديد من اللاعبين لم يتم قبولهم في فرق متواضعة لكنهم عندما أجروا تجارب في فرق أعلى مستوى تم قبولهم، وهذا راجع إلى الثقة بالنفس عند اللاعبين. فلا تقطع الأمل، وثق في نفسك، فكل لاعب يعرف مستواه، واصنع لنفسك اسماً، فلا شيء يأتي بسهولة.
 كثيرون يطمحون إلى أن يكونوا وكلاء لاعبين. ماذا تقول لهم؟
- كثير من يرغب أن يعمل بهذا المجال، وللأسف بعضهم تفكيره فقط مادي، ولا يعرف صعوبة عمل الوسيط، ويفشل سريعاً.
 بماذا تختم الحوار كابتن طارق؟
- أتوجه بشكري العميق لصحيفة "لا" المميزة والتي اطلعت على صور منها, وأتمنى أن يعم السلام اليمن ويعود الدوري اليمني، ومنه يمكن تسويق المواهب الكروية اليمنية.