خاص / مرافئ -

من أهم وأجمل الأصوات في تاريخ إذاعة صنعاء. أداؤه الخرافي ورنة صوته الباذخة يأخذان المستمع إلى عوالم ضوء ملموسة لا يريد مغادرتها.
ولد الإعلامي والإذاعي الكبير عبدالوهاب محمد يحيي علي الذاري عام 1954 بمدينة تعز، حيث كان والده يعمل هناك.  
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة النجاح حتى 1962، ثم انتقل إلى قريتهم (الذاري) في رضمة إب. هناك تولى والده ومدرسو القرية تعليمه قراءة القرآن وتجويده، والنحو والصرف والفقه والسيرة والأحاديث النبوية، وذلك حتى 1966. 
في 1976 التحق بالعمل في إذاعة صنعاء في إدارة التنسيق والمكتبات، ثم تدرج في العمل هناك مذيعاً فقارئ نشرات فمقدماً للبرامج. صوته المتميز جعله يحظى بتسابق البرامج إليه، فكان من بينها «أحداث في ذاكرة التاريخ» و«المجلة الرمضانية» مع فاتن اليوسفي، و«أرض وتاريخ» مع محمد المحبشي، و«أغاني ومعاني» و«في رحاب الإيمان»، وكذلك إعداده وتقديمه لبرامج خاصة عن القضاء وحقوق الإنسان وعن ذكرى مولد النور والهدى.
أما أهم البرامج التي أعدها وقدمها فبرنامج «فتاوى»، الذي ظل يسكن ذاكرة المستمعين طويلاً، وكذلك نقله الحي لصلاة الفجر في شهر رمضان المبارك من الجامع الكبير بتلك النبرة الخاشعة التي تتعشقها المآذن.
شارك أيضاً في تقديم عدد من البرامج المنوعة، كـ«أوراق ملونة» و«هدى الإسلام» و«قضايا وأحداث»، وكذلك البرنامج البردوني الشهير «مجلة الفكر والأدب».
عمل مصححا لغويا للبرامج والمواد الإذاعية، ومدربا للمذيعين في مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني بإذاعة صنعاء، وعضوا في لجنة اختبار المذيعين وتحديد مستوياتهم.
في 1980 حصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة صنعاء.
تم تعيينه رئيسا لقسم المذيعين، ثم رئيسا لدائرة مذيعي إذاعة صنعاء. كما عين مندوبا للإذاعة ووزارة الإعلام في النقل المباشر لفريضة الحج ضمن النقل الإذاعي والتلفزيوني المشترك للدول العربية، ومندوبا إعلاميا ضمن الفريق الإعلامي المرافق لرئيس الجمهورية في الزيارات والمحافل العربية.
تم ترشيحه للدراسة في المركز العربي للتدريب والتأهيل الإذاعي والتلفزيوني بجمهورية سوريا الشقيقة وحصل على امتياز.
حصل على العديد من شهادات التكريم لدوره الإذاعي البارز ومشاركاته الفاعلة والمتميزة، وتغطيته لانتخابات المجالس المحلية والنيابية والرئاسية. 
قضى جل عمره متفانيا ومخلصا في تأدية عمله وخدمة الوطن والمجتمع، وتأدية رسالته الإعلامية، تاركا لإذاعة صنعاء أرشيفاً غنياً من المواد الإعلامية والبرامجية ذات الرسالة الهادفة التي تحمل هم الوطن والمواطن.
بالإضافة إلى كل ذلك، كان مثالا للنبل والخلق الحميد مع جميع من عرفه، مشهودا له بالصدق والإخلاص والأمانة، متمسكاً بمبادئه ورسالته الإعلامية حتى وافاه الأجل في أكتوبر 2011.