خاص / مرافئ -

من أكثر الأصوات الإذاعية تألقاً وتميزاً وعطاءً، وصاحب البرامج الثقافية والأدبية والمنوعة الفريدة التي شكلت ثروة هامة لإذاعة صنعاء، جائلاً في شتى أرجاء الوطن يتنسم عبق كل منطقة وارفة ويبثه عبر أثير الإذاعة مساحات خضراء. 
ولد الإعلامي والمذيع المتميز عبدالباسط محمد عبدالرزاق المبرزي عام 1960 في مديرية القبيطة بالحجرية. انتقل إلى الحديدة، فدرس فيها الابتدائية والإعدادية، وتردد كثيراً على إذاعتها مشغوفاً بالمجال الإذاعي، لينتقل بعد ذلك إلى صنعاء ويدرس في ثانوية عبدالناصر. أما شهادة البكالوريوس فحصل عليها عام 1986 من جامعة صنعاء (تخصص آداب لغة عربية). 
في 1 يوليو 1979 التحق بالعمل في إذاعة صنعاء، في قسم التنسيق والمكتبة الإذاعية، واجداً فيها مرتعاً خصباً لهواية وموهبة تملكت شغاف قلبه، فراح يستعرض بمتعة كبيرة أغاني التراث اليمني الأصيل والبرامج الثقافية والمنوعات. 
بدأ في قراءة نشرات الأخبار، وسرعان ما تفجرت مواهبه الإذاعية، فراح يعد ويقدم برامج متنوعة ذات علاقة بالأدب والفن، بما في ذلك الفنون الفلكلورية والأساطير، نحو «فنون يمانية»، «حكايات وأساطير يمنية»، «مواطن في أغانينا»، «سياحة في ربوع اليمن»، «منتديات ثقافية»، «الوطن الكبير»، «غناوي في الوجدان»، «قطرة ندى»، «أسمار وأقمار»، بالإضافة إلى إجراء حوارات مع عدد من الشعراء والفنانين، والكثير من البرامج التي ستظل شاهدا على عبقرية وإبداع وتميز. 
أسهم في تدعيم الموروث الشعبي الغنائي ليقيه من الاندثار. وطاف اليمن مدنه وقراه، يبحث عن الفنون الشعبية في مواطنها، كغواص ماهر يبحث عن اللآلئ والجواهر النادرة. اختار جواهر التراث ونظم منها عقودا هي إلى الآن أساس المكتبة الذهبية المزمع إنشاؤها في إذاعة صنعاء. وهذا الجمع دام لسنوات ووثق المئات من الساعات التي أظهرت حجم التراث الشعبي اليمني وتعدد ألوانه.
أما برنامجه «جسر التواصل»، المشترك مع عدد من الإذاعات العربية، فكان همه لم شتات الهوية العربية من خلاله، وصولا إلى تلك الهوية الواحدة والتراث المشترك في التراث العربي الأصيل. بالإضافة إلى المشاركات في برامج المسابقات العربية التي ينظمها اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس ومصر. 
تنقل في عدد من المناصب في إذاعة صنعاء، كمدير للبرامج الثقافية والمنوعات، وعضو لجنة التخطيط البرامجي، وحصل على دورات تدريبية عربية ومحلية، إلى جانب المشاركة في ورش عمل مختلفة تعنى بالجانب الإعلامي.
لم يظفر هذا العملاق بحق التكريم أو جائزة للإبداع كما هو شأن أولئك الباحثين عنها، لكن عزاءه جمهوره وعشاقه من المستمعين، الذين ظلوا مرافقين له حتى توفاه الأجل في 19 ديسمبر 2010.