ياسين أحمد علي الزريقي -

فما جدوى الحياة بدار قوم 
أرى أني أخالفهم كثيرا 
وأحمل في الجوانح ذكر قوم 
مضوا دوني وأنتظر المصيرا
وما أبكي الفراق أسى وحزنا 
ولست على نوائبه صبورا 
ولكن الصحاب مضوا جسوما 
وظلت منهم الأرواح نورا 
يمزق ظلمة النسيان حولي 
ويخترق الحواجز والستورا 
فكيف أكون بينهم وأبكي 
وما سكنوا القبور بل الصدورا 
إذا ما غاب عن عيني حبيب 
جعلت القلب مثواه الأخيرا 
فهل ألقى إذا ما مت مأوى 
بذاكرة ولو زمنا قصيرا 
وهل أحظى بأفئدة تراني 
بإلقاء السلام غدا جديرا 
وهذا العمر سوف يصير ذكرى 
فهل شيدت بينهما الجسورا 
سؤال أترك الأحباب حتما 
تصوغ جوابه بعدي سطورا

* مقطع من قصيدة «الجسور»