استطلاع : دنيا حسين فرحان / لا ميديا -

الرياضة دائما هي الهواية الأجمل لمختلف الشباب للهروب من واقع الحياة الصعب والترفيه عن أنفسهم وتفجير طاقاتهم بممارسة الرياضات المختلفة.
لكن عندما يكون من يمارس هذه الرياضة لديه إعاقة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة يختلف الأمر ويتحول إلى قصة نجاح وتحدٍّ أكبر للحياة من أجل الوصول لهدف معين مهما كانت الظروف المحيطة.
هناك عدد من الشباب والأطفال لديهم إعاقة، ورغم ذلك يمارسون مختلف الرياضات، بل ويحققون بطولات وإنجازات فردية ومشاركات خارجية ورفعوا اسم بلدهم عاليا وأثبتوا أن العقل السليم ليس فقط بالجسم السليم بل بالإرادة والعزيمة القوية.
لكن مع ظروف البلاد الصعبة والأوضاع المحيطة وقصور الجهات المعنية بالرياضة, هناك عدد من النماذج في عالم الرياضة المحلية لديهم مواهب ومشاركات وإنجازات بحاجة لدعم ومساعدة ومعرفة احتياجاتهم لمواصلة مشوار التألق.
ملحق "لا الرياضي" أجرى بعض المقابلات مع شباب من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة الذين يمارسون الرياضة، لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياتهم ورسائلهم للجهات المعنية والمجتمع.

أحلام لا حدود لها
عبد العزيز محمد إبراهيم (18 سنة) يعاني من إعاقة خلقية.
عام 2017 التحق عبدالعزيز بمركز عدن التدريبي للألعاب الفردية للتدرب على الجمباز.
بفرحة شديدة يصف عبدالعزيز مشاركته في الكرنفال الرياضي بمناسبة فعالية التوعية ضد المخدرات بمشاركة مركز عدن للتوعية ضد المخدرات, كما شارك ببطولة المحافظة للجمباز بعام 2018 وتحصل على الميدالية الفضية.
طموحه أن يلعب في ناد رياضي ويصبح عضوا فيه والمشاركة في مختلف البطولات المحلية التي تقام بين الحين والآخر بتنظيم من الاتحاد أو وزارة الشباب والرياضة, وإخراج طاقته وتعويض نفسه بممارسة هوايته لعب الجمباز. 
يقول هذا الشاب المليء بالحماس: "لدي آمل أن أشارك بالبطولات الخارجية وأثبت لكل العالم أن الإعاقة لا تؤثر في قدرات أحد عند وجود العزيمة والإرادة لتحقيق الأهداف". 
ويستطرد: "لمركز عدن الدور الكبير، ومدربي شجعني وحمسني للعبة وصقل مواهبي وساعدني في إخراج كل ما بداخلي من طاقات. إعاقتي ليست عجزي عن تحقيق حلمي الذي رأيته بمركز عدن التدريبي للألعاب الفردية مع مدربي الكابتن فتحي الذي أتمنى له الشفاء العاجل, كما أتمنى من الجهات المسؤولة دعم مركز عدن التدريبي وأي مكان يستقطب الرياضيين، والاهتمام بعمل بطولات لذوي الإعاقات أو الاحتياجات بشكل مستمر".

أمنيات في وجه المدفع
سلام سعيد أحمد دهمس، لاعب كرة القدم الخماسية للصالات شاب أصم, بدأ كأي لاعب من الحارة ثم المدرسة ثم مع أحد الفرق الشعبية بأبين، ثم انتقل إلى عدن وانضم إلى نادي عدن للصم وتم اختياره لتمثيل المنتخب الوطني للصم وضعاف السمع. في البداية يتحدث سلام قائلا: "تم اختيار اللاعبين وأنا من ضمنهم من قبل الاتحاد اليمني لرياضة الصم في صنعاء التابع لوزارة الشباب والرياضة، كونه لا يوجد لدينا اتحاد خاص بالصم والبكم في المحافظات الجنوبية".
ويستكمل: "مركزي قلب دفاع ولاعب خط وسط, وفي أول مشاركة لي مع نادي عدن للصم في بطولة الجمهورية حققنا المركز الثالث، ثم تم اختياري لتمثيل المنتخب وحققنا المركز الثاني في الأردن, كما فزنا بعد ذلك بالمركز الثاني مع نادي عدن للصم ببطولة الجمهورية".
ويتحدث سلام بحسرة: "للأسف نشاط نادي الصم متوقف منذ ٢٠١٧ لكني أمارس التمارين بشكل فردي. أناشد وزارة الشباب والرياضة وكافة الجهات المعنية والمسؤولة الاهتمام بأندية الصم حتى يستمروا بمزاولة أنشطتهم, وأتمنى تشكيل اتحاد خاص بالصم والبكم أسوة بإخوتنا في صنعاء, وأيضا توظيف الشباب الرياضيين من هذه الشريحة أسوة بإخوتنا في المحافظات الشمالية".

عنكبوت بقدم واحدة
مازن فاروق يبلغ من العمر 14 عاما, ويلعب حارس مرمى في أكاديمية المرحلي/ إعاقة.
قبل سنوات تعرض مازن لحادث دهس من سيارة أدى لبتر إحدى رجليه، لكنه اليوم يمارس الرياضة وتحديدا كرة القدم.
يعرف مازن نفسه بالقول: "أنا من أبناء مديرية كريتر منطقة الخساف, طالب في المرحلة الإعدادية، التحقت بأكاديمية المرحلي عام 2017 بعد أن تم اكتشاف موهبتي في حراسة المرمى وإمكانياتي العالية في التصدي لركلات الجزاء والركلات الحرة".
ويضيف: "لم توقفني الإعاقة عن ممارسة كرة القدم والالتزام بالتدريبات والتألق في كل مباراة مع الأكاديمية في أي بطولة أشارك فيها، وتم تكريمي مرتين، وتحصلت كل شهر على جائزة أفضل حارس في الشهر بأكاديمية المرحلي".
يشهد لمازن كل من تابع أداءه, وهو حاليا مستمر في تقديم أفضل ما لديه في حراسة مرماه، ولكن ظروفه المعيشية الصعبة منعته من أن يتحصل على طرف صناعي أو يجد أي جهة تدعمه ليتطور أكثر.
كثيرون هم الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنهم لا يجعلون ذلك عقبة أمام تحقيق أحلامهم أو طموحاتهم. والرياضة كانت إحدى السبل التي جعلت منهم أبطالا أو نماذج يحتذى بها في عالم الرياضة رغم كل الظروف الصعبة.
 لكنهم بحاجة للفتة كريمة أو دعم من قبل مكاتب الرياضة ووزارة الشباب والرياضة والإعلام الرياضي من أجل تسليط الضوء على هذا الفئة وما الذي تحتاجه من أجل أن تتطور وكيف يمكن احتضان هؤلاء المواهب، وتنظيم بطولات أو دوريات خاصة بهم بشكل مستمر وترشيحهم للمشاركات الخارجية من أجل رفع اسم اليمن عاليا وإعطائهم دافعاً كبيراً لأن يقدموا أفضل ما لديهم.