حصلت على جائزة أفضل لاعب يمني وهذا ما قدمته خلال مسيرتي الكروية

حاورته: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
لا أحد يخفى عليه اسم الجوكر علاء الصاصي، أحد اللاعبين المتميزين في الكرة اليمنية وقائد منتخبها الأول وفيلسوفها المتميز بنظرية إرساء الثقافة الكروية.
جاء الاسم والأداء أولاً من داخل قلعة شياطين الحالمة (أهلي تعز)، وفي العام 2003 بزغت نجومية هذا الجوكر مع كتيبة الإمبراطور (أهلي صنعاء) لتشهد بعد الفترة الاحترافية من نادي "النجمة" البحريني، ثم "السيلية" القطري، وإلى "الميناء" العراقي، ونقلة أعقبتها من "هلال" الحديدة قبل أن ترسو به الأمواج مؤخراً على شط عميد أندية اليمن وجزيرة العرب (التلال).
ملحق "لا الرياضي" التقى الكابتن علاء الصاصي، الذي تحدث عن بداياته في كرة القدم واحترافه ورصيده من الجوائز بالإضافة لطرحه حول ما يعتمل في الشارع الكروي اليمني.

  مرحباً كابتن علاء؟
- مرحباً بك وبملحق «لا» الرياضي.
 حدثنا عن بداياتك في كرة القدم!
- بداياتي كانت مثل أي لاعب يمني. بدأت من الحارة والمدرسة، والمدرب المرحوم الكابتن مطهر ثابت، أحد مدربي الفئات العمرية في نادي أهلي تعز، هو من أخذني من الحارة إلى النادي ليتم بعدها تطوير مهاراتي عبر الأندية، ومن هنا يبدأ تدرج اللاعب بالتطور حتى يصل للمنتخبات.

بداية موفقة
 من أهلي تعز إلى أهلي صنعاء. كيف كانت مرحلة الانتقال والوصول للمنتخبات؟!
- بفضل الله ودعوة الوالدين والاجتهاد، تم اختياري في صفوف نادي أهلي تعز في المراحل العمرية، ثم كان انتقالي لأهلي صنعاء في سن مبكرة، حيث كان عمري حينها 16 سنة، وذلك عبر المدرب عبدالله العماد، الذي اكتشفني في إحدى مباريات الفئات العمرية. وفي أول موسم من مشاركتي مع نادي أهلي صنعاء في الدوري اليمني التحقت مباشرة بعدها بمنتخب الأمل لفئات الشباب وشاركت في التصفيات النهائية لكأس آسيا في ماليزيا والحمد لله كانت بداية موفقة لي.

نخبة مدربين وطنيين
 من المدرب الذي أثر في شخصيتك؟!
- مدربون كثر قاموا بتدريبي في المنتخب والأندية، وكل مدرب أفضل من الآخر وذو كفاءة عالية واستفدت منهم كثيراً، ومن الصعوبة أن أحكم على مدرب، لكن الكل بصراحة كان يحب الوطن ويتمنى أن يحقق شيئاً لليمن. حقيقة هم لم يتوفقوا بل كانت هناك سباب أخرى تجاوزت عملهم، وجميعهم كانوا معلمين وآباء لنا.
المدرب الأول الذي أخذني للمنتخبات هو الكابتن أمين السنيني، الذي أوجه له عبر صحيفة "لا" كل الاحترام والتقدير.

أكثر لاعب مثل المنتخب
 هناك مباريات لها ذكرى خاصة لك مع المنتخب اليمني...؟
- مباريات كثيرة جداً لها تأثير خاص مع المنتخب حالياً. أنا أكثر لاعب مثَّل المنتخب اليمني حسب الكشف الأخير الذي أرسل عن طريق الاتحاد الآسيوي. البداية كانت مباريات كثيرة. أول مباراة مع المنتخب أحرزت فيها هدفاً كانت بداية الخير لي في المنتخب، وهناك مباريات كانت تسبب لنا ضغوطات نفسية، منها مباراة ضد المنتخب الباكستاني والتي كانت مفصلية لي ولزملائي إما أن نواصل مشوارنا الرياضي وإما انتهاء مشوارنا، لكن الحمد لله تجاوزناها وتوفقنا فيها.

نشاطات خجولة
 كيف تقيم الوضع الحالي للكرة اليمنية؟!
- حالياً توجد نشاطات تقام على استحياء وهي لا تسمن ولا تغني من جوع الرياضيين والأندية. الجمهور يذهب إلى الملاعب لمشاهدة أي مباراة، كما شاهدنا البطولة التنشيطية في سيئون كان الملعب ممتلئاً، أيضاً الملاعب في صنعاء ممتلئة وفي عدن، عند افتتاح ملعب الحبيشي بعد سنوات من إغلاقه أقيمت مباراة بين التلال والوحدة حضرها جمهور كبير، حتى أن الكثير من الجماهير لم تتمكن من إيجاد مقاعد لها.
6 سنوات لم تشهد أي دوري رسمي، وهذه واحدة من أهم المشاكل التي تعانيها الرياضة بشكل عام. فترة التوقف ستؤثر كثيراً على المنتخبات وعلى الكرة اليمنية بشكل عام. كرة القدم اليوم علم وثقافة وممارسة. إذا كنا في عز تألقنا يصعب علينا مجاراة منتخبات دول الجوار ونحن لدينا دوري، فكيف الحال بنا اليوم والدوري متوقف؟! فمن الصعب أن ننافس تلك المنتخبات.
ما تحقق في الفترات الأخيرة هو من مخرجات اللاعبين الذين شاركوا في آخر الدوريات 2014/2015، وآخر جيل تأهل لنهائيات كأس آسيا. أما حالياً من المستحيل أن أطالب لاعب كرة قدم لعب مع المنتخب مباريات رسمية ولم يلعب أي مباراة في الدوري المحلي بالحضور والإنجاز، فكل لاعب يقدم الذي عليه وهذا اجتهاد ويحسب لهم، وهذه النقطة يجب أن توضع على طاولة القائمين على كرة القدم اليمنية.

مشكلة غياب الدوري
 عودة الدوري للواجهة، هل ستغير مجرى الكرة اليمنية عموماً؟!
- لا بد من عودة الدوري، أولاً أعتبر مسابقة الدوري كدراسة أو مدرسة. هل يعقل أن أبقى في المنزل 5 أو 6 سنوات ثم أذهب للامتحانات مباشرة؟! إذا كان لدينا دوري، سيكون النشاط مستمراً حتى لو كان أقل كفاءة، فاللاعبون سيحصلون على مباريات ومنافسات واحتكاكات وتمارين يستفيدون منها. للأسف لا يوجد دوري، ومن المستحيل أن تحكم على لاعب، فعدم الاستمرارية وعدم التمارين يؤدي إلى تراجع المستوى. هذه مشكلة نعاني منها كلاعبين بشكل كبير.

الفارق بيننا وبينهم
 احترفت خارجياً مع عدد من الأندية العربية. كيف وجدت الفارق بين الكرتين المحلية والخارجية؟!
- الحمد لله، كنت محترفاً في أكثر من ناد عربي، منها في دول الخليج والعراق، ووجدت هناك فرقاً كبيراً، فنحن نلعب في أنديتنا المحلية كهواة وعندما نخرج إلى أندية عربية نعرف معنى الاحتراف ونشعر بالفارق بيننا وبينهم من حيث المستويات الاحترافية، ولكن الحمد لله كانت البداية موفقة وفرحنا كثيراً عندما شاهدنا لاعبين يمنيين احترفوا في الخارج واستفادوا فنياً ومالياً.

مواهب مهملة
  ما الذي أضافته لك تجربة الاحتراف؟
- أضافت لي الشيء الكثير، وأهمه أنني اكتشفت أثناء الاحتراف الخارجي أن تأسيس اللاعب اليمني خاطئ ولا يوجد تأسيس سليم للاعب اليمني، وإنما الموهبة موجودة وهي التي تذهب للعب وتقدم المستوى الذي عليها، وفي الأخير كرة القدم علم ودراسة وتطوير.
وللمقارنة هناك حادثة حصلت بين منتخبنا ومنتخب دولة شقيقة، منتخبنا تغلب عليهم في الفئات العمرية 6/1، بعدها بعامين لعب المنتخبان نفسه معاً واستطاع المنتخب الشقيق الفوز على منتخبنا 1/0، بعدها بـ3 سنوات لعب منتخبنا العمري نفسه كمنتخب أولمبي وخسر 3-صفر، التطور يبدأ من عند النادي. عندما تأتي لتسأل أقرانك في المنتخبات الخارجية يخبرونك أنهم تدربوا أكثر من 800 تمرين، أنا كلاعب يمني تمرنت 90 يوماً في عام، هناك فوارق كبيرة بيننا وبينهم. أيضا الدعم المادي والمعنوي وفن العمل الإداري.
الرياضة هي حب وشغف، ونحن لا نمتلك مؤهلات القيادة الرياضية، وبالذات من الدولة نفسها؛ لعدم اهتمامها بكرة القدم! عندما نأتي لنسأل أي مواطن: من هو رئيس الأرجنتين؟ بالتأكيد سيقول لك: لا أعرف! لكن أسأله عن مارادونا، فسيجيبك عليه الكثير والكثير من المعلومات. فاللاعبين هم سفراء بلدهم، فعندما يلعب برشلونة أو ريال مدريد الكثير من اليمنيين هنا يتابع المباريات، وهذه الأشياء تدل على أن لديك شعباً وجمهوراً شغوفاً بكرة القدم، لكنه لم يجد من يقوده إلى الفرح وإلى الفخر والاعتزاز بمنتخب بلاده.

أرخص لاعب في العالم
 ماذا ينقص اللاعب اليمني ليقدم مستوى أفضل مع المنتخب؟!
- الأندية هي المحاسبة والمسؤولة الأولى عن كل اللاعبين. أيضاً عندما تكون للأندية إدارة متحكمة متسلطة وكأن النادي ملك خاص لهم تكون الكارثة. مثلاً هناك إداري لا يفهم أو يقدر أن يميز بين اللاعب المهاري واللاعب بالفطرة، فيدخل الإداري بمشاكل مع اللاعب وقد يتسبب في ترك اللاعب للنادي أو يترك الرياضة، وهنا يتسبب في قتل موهبة كانت ستفيد المنتخب والبلد. الإداري يقول بأنه فرض كلمته على هذا اللاعب الذي لم يستمع لكلامه، وهذا يعود لسوء الإدارة وعدم وجود مدربين أكفاء من أجل تعليم اللاعبين أساسيات كرة القدم.
أما من الناحية المالية، فأعتقد أن اللاعب اليمني هو أرخص لاعب في العالم من حيث المدخول. نحن نخجل أن نقول إننا لاعبو منتخب، لأنه لا توجد لدينا أساسيات كرة القدم من السابق، لذلك أن نتحدث عن المردود، عندما يكون الاهتمام موجوداً من حيث المدربين والفكر الإداري موجود أيضاً ودقة اختيار اللاعبين، هنا تصبح الكرة متطورة ويسعد الجمهور في الأخير.

سلبية إعلامية
 هل أنصف الإعلام اللاعب اليمني؟!
- هناك سلبيات وهناك إيجابيات للإعلام اليمني. الإيجابيات في السابق كانت كبيرة عندما نتذكر الزمن الجميل، نتذكر أن هناك إعلاماً قوياً جداً أظهر لنا صورة مشرفة. أما حالياً الإعلام أصبح سلبياً أكثر من كونه إيجابياً، كما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع، وأي شخص يقوم بنشر ما يريد باعتبار أنه إعلامي وصحفي وناقد رياضي من غير أي دورات أو أي علم بهذه الأمور التي أصبحت سلبية حتى على اللاعبين أنفسهم، يأتي أي شخص وينتقد لاعباً وهو لا يعلم ما الذي قدمه وما التكتيك الذي أخذه من المدرب، فتحدث حساسية بين اللاعبين والإعلاميين بشكل عام، ولكن في الأول والأخير نحن لا نحكم عليهم، لأن هذا هو وضعنا.

إصابة أوقفتني 8 أشهر
 كابتن، البعض يصف اندفاعك القوي في اللعب بأنه خشونة، بالإضافة إلى الإصابات التي لاحقتك كثيراً...؟
- الحمد لله، خلال جميع مبارياتي مع المنتخب لم أتجاوز الـ4 بطاقات صفراء فقط، ولم أتحصل على أي بطاقة حمراء، وبحكم مركزي في الفريق أنا من اللاعبين الذين لا يحبون اللعب الخشن. أما بالنسبة للإصابات فهي ضريبة كل لاعب، وبفضل الله لم أتحصل على إصابات كبيرة سوى إصابة عندما كنت محترفاً في نادي الميناء العراقي، وكانت إصابة بالغة بسبب تشخيص طبي سيئ، مما أدى لحدوث مضاعفات وتوقفت عن ممارسة الرياضة لمدة 8 أشهر.

الانتقاء شيء طبيعي
 كقائد للمنتخب، تعرضت للكثير من الانتقاد من قبل الجماهير، كيف تعاملت معها؟!
- عندما لا توجد ثقافة لدى اللاعب اليمني بشكل عام كنا نتأثر، وعندما تكتسب الثقافة تعرف أن كرة القدم فوز وخسارة ونجد أن الانتقاد شيء طبيعي وعادي. وأود أن أوجه نصيحة للاعبين: عندما ينتقدك شخص له وزن وثقل اعرف أنه على حق وأنك تسير في الطريق الخطأ، أما عندما يأتيك الانتقاد من شخص عادي خذ منه ما تراه مناسباً. بشكل عام الناس لا يدركون أن المنتخب بحاجة لشغل كبير من أجل أن يصبح مؤهلاً، وعندما احترفنا وجدنا هذا الفرق الكبير.

شعب رياضي
 ما الذي تود قوله للجماهير اليمنية التي كانت دائماً مؤازرة للمنتخب اليمني؟!
- نحن كشعب يمني دائماً متعطشون للرياضة، وأثبتنا أننا شعب رياضي وشعب يحب كرة القدم، وأكبر دليل ما رأينا مشاركاتنا في بطولة خليجي 22 في الرياض خارج بلدنا، فقد كان جمهورنا هو الأكبر وكان ملح البطولة.
ولا ننسى بطولة خليجي 20 التي أقيمت في اليمن، كانت الأفضل في تاريخ البطولة؛ من حيث الجماهير في جميع المباريات، كانت الملاعب ممتلئة، وهذا يدل على أن الكرة اليمنية وجمهورها متعطش لمثل هذه الفعاليات الرياضية.
لكن للأسف لا توجد لدينا إدارة احترافية في كسب هذه الجماهير وإعطائهم الحق الذي يستحقونه، فكل ما يحدث هو اجتهاد شخصي من اللاعبين من أجل إسعاد الجماهير، ولكن من الصعب الاستمرار أن يقدم اللاعب كل ما يسعد الجمهور، فالجمهور يحتاج تدخل الدولة بشكل كبير من أجل أن تتطور الرياضة.

عشقت الماس وجمال حمدي لا يتكرر
 لاعب يمني تأثرت به وكنت تتمنى أن تصل لمستواه؟
- لاعبون كثر كنت أتمنى أن ألحق بهم. كنت أتابع فيديوهات للاعبي الزمن الجميل، وكان أداؤهم عالياً، أبرزهم أبوبكر الماس، الذي أنا معجب جداً بطريقة لعبه، أيضاً وجدان الشاذلي، أحد اللاعبين المهاريين الممتعين، وعمر البارك، لاعب مايسترو، والكابتن شرف محفوظ الهدَّاف، أيضاً الكابتن جمال حمدي، أحد أساطير الكرة اليمنية فوجئت به رجل بعمر الستين سنة ويركض كأنه شاب عشريني، وهذا ما جعلني أقول إن هذا الشخص يعتبر قدوة لنا كلاعبي كرة قدم. في زمنهم كانت السلبيات قليلة والموهبة أكبر، والآن في زمننا السلبيات كثيرة والموهبة أقل.

ألقاب محلية وعربية
 جوائز فردية أو جماعية تحصلت عليها خلال مسيرتك...؟
- موسم 2007 و2008 و2009 حصلت على جائزة أفضل لاعب في اليمن عبر استفتاء رعاه "كاك بنك". كان شرف لي كبداية ممتازة. أيضا في خليجي 20 كان اسمي ضمن التشكيلة الموجودة لمنتخب خليجي وكنت ضمن أفضل 5 لاعبين في البطولة وكانت هذا دافعاً كبيراً لي. أيضا خليجي 22 في الرياض كنت من أفضل 3 لاعبين في البطولة ومن ضمن المرشحين لجائزة الأفضل، ولولا خروج المنتخب من التصفيات المبكرة لكانت هناك تغيرات كبيرة. أيضاً في الاحتراف حصلت على المركز الثاني مع نادي النجم البحريني وجائزة عمو بابا في الدوري العراقي كأفضل محترف. أيضا بطولتي دوري يمني وبطولتي كأس الرئيس وبطولتي سوبر مع أهلي صنعاء.

لا تكرروا أخطاء من سبقوكم
 نصيحة توجهها للاعب الذي يلعب في مركزك؟!
- أولاً عليهم بالصبر، فصانع الألعاب في الفريق لا يتحصل على الكرات الكثيرة. طريقة لعبنا تعتمد على النهج الدفاعي والمرتدات، وبالتالي فإن مركز صانع الألعاب صعب. ونصيحة لكل اللاعبين اليمنيين من يجد في نفسه الموهبة عليه الاهتمام بنفسه، لأنه وبحسب وضعنا الحالي من الصعب أن يجد من سيهتم به.
أتمنى من كل لاعب أن ينمي موهبته ويلتحق بصالات اللعب، وألا يكرر الأخطاء التي وقع فيها الجيل الرياضي السابق، وأن يستمر في الرياضة، فكرة القدم علم واستمرارية ومثابرة واجتهاد وأتمنى لهم التوفيق.