طاهر علوان الزريقي / مرافىء -

الأفلام الأمريكية العنصرية والدموية لم يعد إنتاجها مقتصراً على المهمات الخارجية والترويج للعنصرية وتبرير القتل الجماعي وأعمال التخريب والهيمنة الاستعمارية والنفسية والابتزاز الاقتصادي والتفرقة والإثارة الطائفية والقبلية والإقليمية، وإنما قامت بجهود كبيرة على صعيد الأزمات الداخلية الأمريكية.
إن ماكنة الحقد الأمريكية التي تسعى إلى رسم صورة بشعة للعرب المسلمين والزنوج فإن كلاً من المسلم العربي والمسلم الزنجي يتلقى جرعة مضاعفة من نشاط صناعة الحقد والموت والتمييز العنصري، وتحمل الأفلام التي تنتجها هوليوود عن الإسلام عناوين مثل «القنبلة الإسلامية المؤقتة»، «الإسلام الملتهب»، «خنجر الإسلام»، وإظهار صورة مجسمة لأعراب يعبرون على الجمال باتجاه المشاهد مع التعليق «المسلمون قادمون، المسلمون قادمون».
حتى الأطفال لم يسلموا من الماكنة الحاقدة والعنصرية داخل أمريكا، فقد أنتجت مؤسسات إنتاج أفلام الأطفال «والت ديزني» أفلاماً عدة عن علاء الدين، منها فيلماً استغرق إعداده ثلاث سنوات بتكلفة 36 مليون دولار، وقد لاقى الفيلم إقبالاً كبيراً وفي مقدمته أغنية تقول: «أتيت من أرض، من مكان بعيد، تجوبه الجمال، ويقطعون أذنيك إن لم يرق لهم وجهك، هو مكان همجي، لكنه وطن».
أما شخصية الفيلم فتجسد مظاهر العنف والبلادة والتخلف حيث تقطع يد الأميرة «ياسمين» لأنها سرقت تفاحة وأعطتها لطفل جائع.
تلك العنصرية انتقلت حتى إلى المدارس الابتدائية، حيث الأطفال يتعلمون الفزع من اللون الأسود والمحبة للون الأبيض، الأول شرير مخيف، والثاني ملائكي طيب، ولم يكن هذا كافياً فإن العنصرية ونفحاتها اللاهبة انتقلت أيضاً إلى عالم الأغنية، فواحدة من أغاني الروك الحديثة تهاجم العبيد والمهاجرين وإيران بقولها: «عودوا من حيث أتيتم.. لا نريدكم هنا.. لا نريد عبيداً (Niggers) أو خمينيين بيننا».