تحقيق : طلال سفيان / لا ميديا -

6 أعوام من العدوان واليمنيون يذهلون العالم بصمودهم الأسطوري، وينكلون بالعدو في كل الجبهات، ويمرغون أنفه في تراب الخزي والعار.
بين الملعب والجبهة، أبطالٌ رفعوا كؤوساً، وأبطال اقتحموا الخطوط وسطروا ملحمة نصر اليمن التاريخية.
وفي ذكرى سامية ترتفع أنوار الشهيد مضيئة في مساحة كبيرة من احتفاء تتفاخر بهم الأجيال وتتناقل مآثرهم البطولية.
في البداية يتحدث أمين الضياني، مدير عام الخدمات بوزارة الشباب والرياضة، قائلاً إن "الوزارة تضع أمر توثيق والاحتفاء بالشهداء في أولويات اهتماماتها؛ لأن الشهداء هم النبلاء الأكرمون ذوو العطاء السامي والتضحيات العظام ولا يضاهيهم أحد في حجم عطائهم ونبل أهدافهم وسمو غاياتهم، افتدوا الوطن بأغلى ما يملكون؛ ليظل شامخًا حرًّا مستقلًّا كامل السيادة، وواجهوا الغزاة المعتدين ولقنوهم دروسًا لم تكن في حسبانهم ولن ينسوها، مدافعين عن الأرض والعرض والكرامة حتى لقوا الله شهداء أبراراً. أليس من حقهم علينا بل من أوجب واجباتنا أن نكرّمَهم ونجلَّهم ونحتفيَ بذكراهم العطرة ونقيم المعارض ونحيي الفعاليات...؟! ومهما عملنا لن نفيَهم حتى جزءاً من حقهم علينا تجاه عطائهم وتضحياتهم".
ويضيف: "الشباب والرياضيون هم شريحة مهمة وواسعة من أبناء هذا الشعب الحر الأبي، وكل يمني شريف حر يجد نفسه في مقدمة المبادرين للقيام بواجب الدفاع عن سيادة وكرامة وطنه. وهذا ما لمسناه من شبابنا ورياضيينا منذ بدء العدوان السعودي الإماراتي الصهيوأمريكي، فقد بادر عدد كبير منهم بالتوافد إلى جبهات العزة والكرامة مع كل أحرار الوطن وشرفائه باذلين أرواحهم فداءً له، سواء من الموظفين في وزارة الشباب أم من شريحة الرياضيين الواسعة عبر مختلف الأطر والهيئات".

رياضة وثقافة برسم الشهيد
وبدوره، يقول محمد أبو عسكر، نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، إن الذكرى السنوية للشهيد تأتي في عام حافل بالانتصارات تخليدا لدور الشهداء وتضحياتهم في معركة الدفاع عن الوطن، وأن ما قام به مكتب الشباب والرياضة هو "الاجتماع مع المديريات لوضع خطة على إثرها نظمنا فعاليات رياضية للبراعم والشباب والكبار، واختتمت بعض البطولات بمناسبة ذكرى الشهيد في بعض المديريات كمعين والوحدة وبني الحارث، وستختتم بقية المديريات فعاليتها هذا الأسبوع".
ويضيف: "طبعا الفعاليات كانت بالأساس رياضية، كبطولات كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية، يتخللها النشاط الثقافي المصاحب الذي يجري فيه التعريف بما تعني الذكرى السنوية للشهيد ومن هم الشهداء وما دورهم وأنه لولا دور الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل أمن وأمان البلاد لما استطاع الشباب أن يمارسوا أنشطتهم الرياضية بالشكل الاعتيادي ولأصبحت الأندية ثكنات عسكرية وليست كيانات يمارس فيها النشاط الرياضي بأمن وروح رياضية. والنشاط الثقافي يهدف بالمجمل إلى توعية الشباب بدور الشهداء العظيم والفعال في النصر والعزة والكرامة التي يعيشها اليوم الشعب اليمني".
وبالإشارة إلى الأنشطة الرياضية الثقافية بمناسبة ذكرى الشهيد التي نظمها مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، يضيف أبو عسكر صورة معبرة عن روحية هذه المناسبة من داخل الملعب الرياضي قائلاً: "ضمن الأنشطة والفعاليات التي يشرف عليها مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة والتي يدعمها صندوق رعاية النشء والشباب، قمنا بزيارة الى محافظة الحديدة لعب فيها منتخب الأمانة هناك مباراتين على كأس ذكرى الشهيد للعام 1442 هجرية، وكانت زيارة ناجحة بكل المقاييس، والهدف منها عودة النشاط الكروي بين المحافظات ودمج الشباب الرياضي في العاصمة مع بقية المحافظات، وإحياء ذكرى الشهيد على مستوى المحافظات. خسرنا مباراة في مدينة الحديدة وكسبنا أخرى على منتخب مديرية الضحي وأهديناهم كأس الشهيد. وطبعاً المباراة التي لعبنا فيها في مديرية الضحي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً جدا مثل حالة التفاعل المجتمعي مع هذه المناسبة العظيمة وتعطشهم للفعاليات الرياضية. ونحن طلبناهم لإقامة مباراة في أمانة العاصمة وستقام قريبا بإشراف قطاع الرياضة بوزارة الشباب ودعم من صندوق النشء".
بدوره يقول حُميد حنيش، مدير مكتب الشباب والرياضة بمديرية التحرير بالأمانة: "شاركنا بمنتخب مديرية التحرير في العديد من الفعاليات، كبطولة الشهيد الرئيس صالح الصماد وكأس الشهيد حسن زيد بمدينة دمت محافظة الضالع بفئتي البراعم والأشبال، وشاركنا في فئة الكبار في الحديدة، وشاركنا في ذكرى الشهيد بمحافظة عمران، كما شاركنا في دوري نظم بملعب الظرافي جمع 16 فريقاً من الكبار و16 من فئة الناشئين، ووجدنا التفاعل الكبير من الشباب، حيث جاء البعض لتمثيل شهيد سواء كان من أقاربه أم من أصدقائه. وطبعا كل هذه المشاركات لمنتخب المديرية تمت بدعم شخصي ومن جيوبنا".

شهداؤنا من الملعب
بخصوص الأنشطة، يشير علي سنين إلى أن التنظيم لهذه المناسبة العظيمة من قبل مكتب الشباب والرياضة شمل مشاركة 120 فريقا من مختلف مديريات أمانة العاصمة.
وحول عملية توثيق أسماء الشهداء من أبناء الحركة الرياضية، يؤكد مدير عمليات ملعب الظرافي أنهم في مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة قاموا بالتواصل مع مدراء المديريات والأندية والاتحادات لرفع أسماء الشهداء الرياضيين، بالإضافة إلى تجميع المكتب لصور وأسماء رياضيين استشهدوا في جبهات العزة والشرف أو بالغارات، وذلك حسب المعلومات والتجميع للأسماء بحسب معرفته الشخصية. 
"هؤلاء شُّبّان تَجري في عُروقِهم دِماء الكَرامة والعِزَّة الوطنيّة، فازوا ببطولة عمرهم بعد أن سطروا ملحمة الصمود والنصر لليمن". بهذه الجملة يتذكر اللاعب السابق لفريق شباب شعب صنعاء طه الصبري صديقه الشهيد عبدالجبار الإدريسي، لاعب نادي شعب صنعاء، كمثال لنجم كروي كان يخطو في بداية مشوار نجومية ضرب بها عرض الحائط وأختار الالتحاق بمعركة الدفاع عن الوطن في وجه هجمة العدوان الأمريكي السعودي، واستشهده في جبهة الساحل الغربي مطلع أبريل 2018.
أما الكابتن نجيب الشرعبي، لاعب أهلي تعز في الزمن الجميل، فيتمنى أن تكون هذه الذكرى تثمينا لدماء الشهداء العظيمة، ومنهم الرياضيون كابنه وسام (أبو عدي) لاعب فريق ناشئي أهلي تعز ومنتخب اليمن للبراعم، الذي استشهد في 22 نوفمبر 2018 بجبهة القبيطة، وغيره الرياضيين الذين مازالوا في طور النسيان من قبل الجهات المختصة ومنها الرياضية.