أعلن الحراك الجنوبي سحب اعترافه بما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" كمكون جنوبي حامل للقضية الجنوبية إلى جانب بقية المكونات السياسية الأخرى.
وقال عضو اللجنة السياسية لمجلس الحراك عوض البهيشي، ردا على إعلان المرتزق عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، الاستعداد للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إن تطبيع الانتقالي باعتباره يمثل شعب الجنوب مع "إسرائيل" كما يصرح إعلامه نوع من الغرور السياسي الهزيل والكذب، معلناً أن الانتقالي ليس بدولة ولا يمثل شعب الجنوب.
وأضاف البهيشي أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني هو عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية الممثل الشرعي لشعب فلسطين.
وأكد أن القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية ولا يمكن التفريط فيها تحت أي ظرف أو مصلحة، وأن شعب الجنوب ظل وسيبقى حليفاً للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير ونضالها العادل والمشروع لطرد الاحتلال الصهيوني.
في المقابل، علق الباحث الصهيوني في الشؤون الشرق أوسطية والعلاقات الدولية روني شالوم على تصريح الزبيدي قائلا: مع كل الاحترام لكم ولكن نحن نريد علاقات نستفيد منها أي علاقات مع دول متقدمة.
وتساءل شالوم في تغريدة له على "تويتر" قائلا: ماذا نستفيد منكم؟
وأثارت تصريحات الزبيدي التي رحب فيها بالتطبيع موجة غضب عارمة واستياء شعبياً واسعاً في أوساط الإعلاميين والناشطين اليمنيين والشارع اليمني.
في السياق، وصف رئيس تجمع القوى الجنوبية عبدالكريم السعدي، تلويح المجلس الانتقالي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بـ”الكارثي”. 
ودعا السعدي المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات بـ”تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع”.
ومضى قائلا: “يجب أولا التطبيع بين الفصائل الجنوبية المتصارعة باليمن، لاستعادة الجنوب كدولة مستقلة، قبل طرح مقترح التطبيع الذي يقرره أو يرفضه الشعب”.
بدوره، استنكر القيادي البارز في الحراك الجنوبي، العميد علي السعدي، حديث رئيس المجلس الانتقالي باسم شعب الجنوب، منتقدا تبعية المجلس للإمارات.
وقال السعدي: “يجب أن يدعو رئيس المجلس الانتقالي أولًا إلى التطبيع مع أبناء جلدته من المحافظات الجنوبية”.
فيما اعتبر الكاتب السياسي الجنوبي صلاح السقلدي، أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل في هذا الظرف القاهر لجنوب اليمن “أنانية مفرطة وخذلان صريح”.
وقال السقلدي، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": “مهما كانت المبررات والمكاسب، فالسياسة ليست خساسة وغلاً وانسلاخاً عن الأخلاق والمبادئ كما يعتقد البعض، بل هي قيم تحكم الساسة، أو هكذا يجب أن تكون”.
من جانبه، رأى ‌‌‏أمين عام حزب جبهة التحرير ورئيس لجنة الوفاق الجنوبي، علي المصعبي، استحالة نجاح القضية الجنوبية العادلة على حساب القضية الفلسطينية.
كما قال القيادي في الحراك الجنوبي، عبدالكريم قاسم، إن “الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة أجندة الإمارات في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي”.
وأوضح قاسم عبر حسابه على "فيسبوك": “نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء، ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى”.
ودعا “مناصري المجلس الانتقالي للعودة إلى رشدهم وإيقاظ ضمائرهم، والأخذ بجادة الصواب، بعيدا عن الارتهان للخارج”.
أما الكاتب والناشط السياسي فهمي السقاف، فقال إن “المجلس الانتقالي يريد أن يتسلط ويتصدر المشهد رغم أنه لا يملك من جغرافيا الجنوب شيئا”.
وأوضح السقاف: “هم مستعدون أن يكونوا شهود زور ويمثلوا دور الحكام وهم مجرد أدوات مرتهنة للإمارات (...) أدعوهم إلى التطبيع أولًا مع الداخل اليمني عموما والجنوبي بشكل خاص”.

قبائل يافع تطالب الزبيدي بالاعتذار
من جهتها، عبرت قبائل يافع كبرى القبائل في محافظة لحج المحتلة، عن رفضها واستنكارها لتصريحات عيدروس الزبيدي.
وقالت قبائل يافع في بيان صادر عنها أمس الأول، إن "قبائل يافع التي خاضت حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني البغيض وقدمت خيرة رجالها وشبابها في سبيل تحرير الجنوب وظلت لعقود ترفع شعار القدس كقضية تهم الأمة العربية والإسلامية، لن تكون مطية لكل من يدعي الوصاية على أبناء الجنوب ليبيعهم في مزاد النخاسة والمتاجرة بقضايا الأمة”.
 وطالب البيان الزبيدي بتقديم الاعتذار لكافة أبناء الجنوب خاصة وللشعبين اليمني والفلسطيني عامة، ما لم فإن قبائل يافع سيكون لها موقف تجاه رئيس المجلس وكل القيادات التي ستسير على ذات المنوال.
وكان المرتزق عيدروس الزبيدي قال الثلاثاء الماضي في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" إن المجلس الانتقالي على استعداد للتطبيع مع "إسرائيل" بشكل كامل بعد قيام دولة الجنوب، حسب تعبيره.