حاوره: طارق الأسلمي / لا ميديا -

يُعد من أبرز الكوادر التدريبية في الأردن لما يمتلك من مؤهل وخبرات كبيرة في هذا المجال، كما يمتلك سجلاً حافلاً من الإنجازات، طموحه يعانق السحاب ويعمل بجد واجتهاد، نتحدث عن المدرب الأردني القدير ماهر إسماعيل الذي سبق أن خاض تجارب احترافية في اليمن كلاعب ومدرب.
صحيفة "لا" اصطادت الأردني إسماعيل في حوار مطول للحديث عن مشواره التدريبي وواقع الكرة الأردنية واليمنية.
 كابتن ماهر أهلاً بك في هذا اللقاء على صحيفة "لا" اليمنية ونبارك لك أولاً المنصب الجديد مع نادي الشيحانية القطري.
- أهلاً وسهلاً بكم وفي صحيفتكم الكبيرة والمميزة، وأنا فخور جدا بهذا اللقاء الذي يعيدنا لذكريات اليمن الحبيب.. وربنا يبارك فيكم.

بدأت في أهلي تعز
 كيف جاءت أولى خطواتك في عالم التدريب؟ وكيف تخطيت الصعاب معها؟
-  التدريب ليس بالسهولة، بل هو قدرات ومسؤولية كبيرة، لا بد أن يكون اختيار النادي ومنظومة العمل في أعلى المستويات. بدايتي في مجال التدريب جاءت مع تسلمي مهمة المدير الفني لنادي أهلي تعز اليمني، وكانت مهمة جداً صعبة كمنظومة عمل من خلال الضغط العالي الذي واجهته من إدارة النادي والجمهور واللاعبين، حقيقة تعلمت الكثير وواجهت كل الظروف التي كانت تحاصر الفريق من أعداء النجاح، واستطعنا تحقيق نتائج إيجابية وأيضا لاعبين جيدين، كذلك مع نادي شباب الجيل اليمني في الحديدة واجهنا صعوبات وضغوطاً عالية جداً، ومع هذا عملنا نتائج كبيرة وحصلنا على المركز الرابع في الدوري العام بعد عمل شاق وجبار، لقد استطعنا أن نفوز على بطل الدوري أهلي صنعاء في وقتها والذي كان يلعب له مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب اليمني والمحترفين أيضا، مع كل هذا الأمر تعلمت الخبرات وإدارة المباريات والأزمات التي تدور وتحدث في عمل المدربين والإدارة وكيفية مواجهتها والتعامل معها بعقلانية والبحث عن الحلول والخيارات بدلا من الأعذار التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. وهذا كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي.

أعشق التحدي
 من أندية الأردن إلى اليمن والسعودية وقطر.. طرقت سريعاً أبواب فرق كبيرة، ما سر هذا التألق؟
- أولا هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم الخبرة كلاعب ومدرب والمعرفة والمتابعة لاتجاهات كرة القدم الحديثة، ومن خلال التغير في المفهوم الكروي، أنا أعشق التحدي وأتفهم العقلية الاحترافية والعمل فيها، النجاح يأتي من خلال الإصرار على الارتقاء بالتدريب العالي والمتقدم وفرض اسمي على الساحة المحلية والعربية في أي بلد لعبت فيه أو دربت فيه، الأمر لم يكن سهلا كما يعتقد البعض، بالعكس في عالم الاحتراف يكون العمل عالياً جداً ومنظومات احترافية ضمن منظومة أهداف معينة.

دورات تدريبية
 ما هي الدورات التي تلقيتها؟
- منذ اعتزالي كرة القدم عام 2010 عندما كنت مع نادي العروبة اليمني وحصلت على بطولة الدوري العام الذي يعتبر إنجازاً كبيراً وكان عمري حينها 34 عاما، عدت بعدها للدوري الأردني وأعلنت اعتزالي رسميا، ثم اتجهت إلى التدريب، ومن خلال الدورات التدريبية التي ينظمها الاتحاد الأردني لكرة القدم حصلت على دورات عديدة منها (C.P.A) وعلى الدورة الإنجليزية للمدير الفني، وأيضا حصلت على الدورة الهولندية، والآن أنا في قطر وحصلت على دورة مدربي النخبة (A Aelet) ، بالإضافة للعديد من الدورات والورش الفنية وغيرها التي تخدم مجال كرة القدم.
 كيف ترى تجربتك الجديدة مع الشيحانية القطري؟
- تحدٍ جديد مع ناد كبير ومعروف للجميع، وشرف كبير لي أن أكون مدرباً في نادي الشيحانية، وسأعمل على تحقيق نتائج وعلى تحقيق بطولات في المستقبل. 

مساحة ملاعب ووعي
 ماذا تحتاج الكرة الأردنية؟ 
- الكرة الأردنية تحتاج إلى منظومة عمل ثابتة واستراتيجيات بعيدة المدى، وهناك مشكلة كبيرة تتمثل في عدم توفر الملاعب والأمور المالية على الرغم من أن الأردن يمتلك ثروة من اللاعبين ونخبة من المدربين، لكن في الوقت نفسه على المستوى الإداري بشكل عام نحتاج الى مساحة كبيرة من الوعي والإدراك، لا يوجد انسجام بين الأجهزة الفنية والإدارية، هناك عقبات كبيرة تنعكس مباشرة على أداء اللاعبين.
 هل ترى نفسك جديراً بقيادة منتخب النشامى؟
- بصراحة طموحي كبير، والمنتخب الأردني هدفي، وأتمنى أن أحصل على فرصة لتدريب منتخب بلدي الأردن.

لم يضف للكرة الأردنية
 على ذكر منتخب الأردن.. ما رأيك بعد فترة من إشراف البلجيكي فيتال؟
- البلجيكي فيتال مدرب جيد لكن حقيقة لا يتواجد كثيراً في الأردن ليتابع الدوري الأردني عن كثب ومتابعة اللاعبين بواقعية ويقف على مستوى جميع اللاعبين المحليين والمحترفين، وهذه مهمة جدا في ظل فيروس كورونا وتوقف الدوري أكثر من مرة، وهذا الأمر أثر كثيرا على مستوى اللاعبين وعلى الجهاز الفني للمنتخب الوطني.
فيتال لم يضف كثيراً للكرة الأردنية، وأنا شخصياً أفضل المدرب الوطني أو العربي لأنه أعلم بقدرات وإمكانيات اللاعبين، مثل المدرب الكبير عدنان حمد والكابتن محمود الجوهري رحمه الله.

تجربة يمنية ناجحة
 لو نعود إلى الماضي.. كيف كانت تجربتك في الدوري اليمني؟
- تجربة كبيرة وضعتني على الطريق الصحيح كمدير فني، ولي الشرف الكبير بتدريب ناديي أهلي تعز وشباب الجيل، وأيضا لعبي لنادي العروبة، كانت تجربة ناجحة في كل المقاييس كما ذكرت سابقا وتحدثت عن الكرة اليمنية.
حقيقة الكرة اليمنية تحتاج لدعم كبير من أجل النهوض بها، تحتاج لخطط واستراتيجيات بعيدة المدى وصقل اللاعبين ورفع معنوياتهم وعمل دوريات بشكل مستمر، واحتكاك اللاعبين والأندية والمنتخبات مع الفرق الخارجية للاستفادة، وحل المشاكل الإدارية والعمل بجدية وتسويق اللاعبين بشكل جيد، فاليمن لديها لاعبون جيدون، وهم فقط بحاجة للاهتمام والملاعب والمنشآت الرياضية.

مؤشر لقوة اللاعب اليمني
 مؤخراً احترف عدد من لاعبي المنتخب اليمني في العراق والمغرب وعمان.. تعليقك؟
- حقيقة أنا سعيد جدا بتواجد اللاعبين اليمنيين في هذه الدوريات العربية والقوية جداً، وهذا دليل ومؤشر حقيقي لقوة اللاعب اليمني وقدرته على أن يكون إضافة فنية كبيرة، وفي الوقت نفسه يكتسب المهارات والخبرات والاحتكاك، وسينعكس هذا الأمر على أداء اللاعب سواء في النادي أو المنتخب.

مواطن خلل كثيرة
 من وجهة نظرك أين يكمن الخلل في منظومة كرة القدم باليمن؟
- من الجميع.. الاتحاد يفتقد التخطيط البعيد والقريب في أجندة التدريب وتحضير الأندية والمنتخبات، والأندية لا يوجد لها راعٍ يدعمها ويدعم عقد الصفقات مع المدربين واللاعبين، إضافة إلى ذلك يتوجب على الإداريين في الأندية أن يكون لديهم المعرفة التامة في كرة القدم، ووضع أهداف واستراتيجيات عمل واقعية تتناسب مع المرحلة والظروف.

 كلمة أخيرة كابتن ماهر؟
- أشكر صحيفة "لا" على هذه المقابلة التي تشرفت بها، وأتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وحفظ الله شعب اليمن الطيب، وكل الاحترام والتقدير لكم.