حاورته: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
في كل ناد ومنتخب هناك نجوم تصنع للفريق الفوز والتألق وللجمهور الرياضي المتعة والإثارة، وهذا بالضبط ما كان يفعله النجم محمد حسن أبو علاء.
هدَّاف المتعة ومرعب الحراس والقناص، كما كانت تطلق عليه الجماهير الكروية، قدَّم مباريات لن تنسى في الزمن الجميل، وأهدافاً لا تمحى من ذاكرة الجماهير، وأصبح اسماً لامعاً في سماء اليمن.
صحيفة "لا" قامت بزيارة خاصة لنادي الشعلة والتقت الكابتن محمد حسن أبو علاء، نجم الكرة اليمنية ورئيس نادي الشعلة حالياً، وفتحت معه العديد من الموضوعات والمحاور عن الشعلة وعن واقع الرياضة اليمنية وذكرياته الجميلة في الملاعب.

عدن مع نظام المجموعتين
 في البداية، دعنا نعرج على موضوع دوري أندية الدرجة الأولى ومشكلة أندية عدن برفضها اللعب في دوري شامل؟
- في البداية أرحب بك أخت دنيا وبصحيفة "لا"، وأشكر زيارتكم لنادينا.
طبعاً نحن رسالتنا كانت واضحة للاتحاد العام لكرة القدم، وطرحنا فيها أن نظام المجموعتين هو الأفضل، وكنا نتمنى من قيادة الاتحاد أن تدرس جيداً مقترحات الأندية والفنيين التي طلبها الاتحاد قبل فترة والعمل على هذه المقترحات. وبالنسبة للشعلة فالنادي استوفى كشوفاته لدى الاتحاد.

مشكلة مزعجة
 منذ توليك رئاسة نادي الشعلة، ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك؟!
- نسبياً، نادي الشعلة يعتبر من الأندية التي جانبها المادي لا بأس فيه؛ لأننا نتلقى دعماً من مصافي عدن، لكن تبقى الأمور المالية مشكلة مزعجة لنا، نحن مرتبطون بعقود للاعبين قدموا للعب في النادي منذ سنوات طويلة وفي مختلف الألعاب، أيضاً الإداريون والعمال والذين عددهم أكثر من 30 عاملاً، ومع هذا الغلاء المعيشي من الصعب أن يظل الشخص على راتبه البسيط.
بكل صراحة، رئيس النادي إذا لم يكن الجانب المادي لديه ممتازاً، لا يستطيع أن يساير أي وضع، لأن هذا الجانب مهم للغاية، وهذا ما تشكو منه كل الأندية. نادي الشعلة هو النادي الوحيد في عدن الذي لديه ألعاب متعددة وأنشطة مستمرة وعلى مستوى مرتفع، أما بقية الأندية فستجد نقصاً في بعض الأنشطة، لذلك الجانب المادي مهم في تحريك الرياضة، وهذه مشكلة مع غياب الدعم، ونحاول قدر المستطاع أن نساير الأمور.
في السابق كان الجانب المادي ممتازاً لكل الأندية، وكنا نستلم من وزارة الشباب 5 ملايين ريال، في ذلك الوقت هذا المبلغ ليس بقليل، الآن 3 ملايين في ظل هذا الوضع الصعب أمر لا يمكن تخيله.
لدي هنا لاعبون من العديد من محافظات الجمهورية، وهم يحتاجون لسكن وتغذية وراتب، والمخصصات قليلة، لكن نأمل أن يكون القادم أجمل، ويتم دعم الأندية من قبل الجهات المعنية من أجل تحسن أدائها وتطويرها.
في نادي الشعلة لدينا كثير من الألعاب والأنشطة، ولدينا لاعبون ممتازون في مختلف الألعاب، ومؤهلون، ونريد أن نكون الأفضل في اليمن.

لاعبو اليوم ماديون
 ما هو تقييمك لواقع الرياضة بين الماضي واليوم؟
- في السابق، كانت أجمل أيام عشناها في كرة القدم، وكانت التمارين ممتازة، لم يكن هناك ما يلهيك عن الكرة وعشق وحب اللعبة.
الحمد لله قدمنا مستويات رائعة مع فريق الشعلة ومع المنتخبات الوطنية بشكل عام، وتدربنا في الشباب والممتاز والمنتخب الأول.
في السابق أيضاً، لم يكن لاعب كرة القدم هدفه الربح أو المال، وكانت الظروف بسيطة، الآن لاعب كرة القدم أصبح يبحث عن المال أكثر من حبه للكرة. اليوم المال أصبح كل شيء، والظروف المعيشية أصبحت صعبة جداً على مستوى العالم، وأصبح لاعب الكرة يبحث عن المال من أجل تحسين دخله ومستواه الاجتماعي.
وهناك أيضاً نتائج الحرب التي انعكست على اللاعبين، خصوصاً المتميزين، كالذين يتنقلون من ناد إلى آخر بحسب الإمكانيات والدخل المناسب لهم والأفضل بحثاً عن الرزق. لا يمكننا أن نلوم اللاعب لأن الأندية دخلها محدود ولا يمكنها دفع مبلغ كبير له، وهناك بعض اللاعبين إمكانياتهم ممتازة ومستوياتهم عالية، وهذا ما يساعدهم للاحتراف في الخارج ويحسن من مستقبلهم.
كنا في نادي الشعلة وجميع الأندية نعمل عقوداً برواتب كبيرة للاعبين، أما الآن أصبحت كل الأندية تعاني. كرة القدم هي منبع الرياضة، نحن عشنا أحلى الأيام، هناك لاعبون وصلوا لشيء معين حصلوا فيه على مكانة كبيرة، ونأمل أن يتحسن الوضع وتنتهي هذه الزوبعة السياسية التي أثرت على كل شيء حتى الرياضة. 

عودة الدوري ستغير الكثير 
 باعتقادك، ما الأشياء التي يمكن أن تساعد اللاعبين اليوم لتقديم مستويات أفضل؟
- هناك لاعبون من المنتخبات الوطنية محترفون في أندية خارجية، وهناك من هو موجود في أندية الوطن، يجب أن يحول اتحاد كرة القدم وجهته لهؤلاء اللاعبين في الأندية اليمنية لأنهم الواجهة الرئيسية في البلد، فالدعم بسيط واللاعبون مظلومون.
حقيقة الكثير من الأمور ستتغير أيضاً مع عودة الدوري وسيستفيد اللاعبون كثيراً، ونتمنى أن تجرى إصلاحات في المجال الرياضي وتتحسن الأمور مستقبلاً.

لم نجد مكاناً للتدريب
 مواقف وذكريات لمباريات سابقة خالدة في ذاكرتك؟
- مواقف كثيرة وبالذات مع المنتخبات الوطنية، كنا دائماً نعسكر في نادي العروسة بمديرية التواهي، وجاءت لحظة كان النادي فيه مغلقاً بسبب تواجد أعضاء من القوات المسلحة فيه، المهم عسكرنا في ملعب المعلا وكان اللاعبون ينامون في المدرجات أو على الأرض أو في العشب لعدة أيام، لأنه كان لدينا مشاركة خارجية ولم نجد مكاناً للتدرب. استمررنا في هذه المعاناة غير العادية، حتى الأكل كنا نأكل في المطاعم، وكنا مبسوطين جداً ولا يهمنا المكان الذي سنعسكر فيه بقدر ما كنا نفكر فقط في تقديم مستوى أفضل.

الرياضة الأفضل
 ما هي حساباتك كمهاجم يجيد اقتناص الفرص؟
- دائماً المهاجم لا يفكر من هو اللاعب الذي أمامه. هناك لاعبون ممتازون مدافعون وحرَّاس مرمى هم من كانوا يتخوفون منا نحن المهاجمين، تركيزنا ينصب دائماً كيف سنسجل أهدافاً ونبحث عن ثغرات ونبني توقعاتنا أين ستتجه الكرة؟ والحمد لله وصلت لـ4 مرات هدَّافاً للدوري، وكرة القدم شيء جميل ومن أفضل الألعاب الرياضية.

أثر في مسيرتي الكروية
 هدف لك كان له الفضل الكبير في تحقيق النصر للمنتخب؟
- هدفي في مرمى منتخب غينيا كان له ذكرى طيبة، يومها كان المنتخب الغيني متأهلاً لنهائيات بطولة الصداقة والسلام المقامة في الكويت نهاية العام 1989، المنتخب الغيني تعادل مع منتخب إيران وهزم منتخب العراق وأصبح بالنسبة لهم الخروج بالتعادل أمامنا كافاً لبلوغ النهائيات، والمنتخب العراقي مهدد بالإقصاء وتنتظره مهمة صعبة أمام المنتخب الإيراني، طبعاً نحن فزنا على منتخب غينيا وكان المنتخب العراقي في قمة سعادته، وشكرونا كثيراً لأننا ساعدناهم على التأهل، وبعد ذلك المنتخب العراقي هو من أخذ هذه البطولة، حتى حارس مرمى غينيا لم يسجل عليه أي هدف إلا الهدف الذي سجلته أنا في شباكهم. لدي أهداف كثيرة، لكن هدفي في مرمى غينيا كان له أثر كبير في مسيرتي الكروية.

نصائح للشباب
 ما هي نصيحة الكابتن أبو علاء للشباب؟
- أولا عليهم أن يحبوا كرة القدم ويضحوا مهما كان، وألا يفكروا في الأمور المادية أكثر لأنها ستأتي تلقائياً، فكلما بذلوا جهوداً طيبة، تلقائيا المال سيأتي مباشرة، المهم عدم اللعب خارج إطار النادي. في عدن اللاعبون يتوجهون للعب في الحواري خلاف الأندية بالرغم من أن البعض منهم يتحصل على راتب من النادي، لكن جانب الصداقة طغى على هذا الأمر. على اللاعب أن يحافظ على نفسه لأنه لو أصيب لن يرحمه أحد، فالإصابة قد تتسبب في نهايته.
 كلمة أخيرة توجهها عبر صحيفة "لا"؟
- الجانب الرياضي مهم جداً، ليس فقط في كرة القدم، بل في مختلف الألعاب الرياضية، لذلك يجب على مسؤولي القطاع الرياضي أن يهتموا بالرياضة، وأن تقوم استراتيجيتهم على الخطط والبرامج التنشيطية. الرياضة اليوم وتحديداً كرة القدم بحاجة للاهتمام وتنظيم المسابقات باستمرار ودعم الأندية وتشجيع اللاعبين من أجل الاستمرارية وتقديم أفضل المستويات.
نتمنى أن تستجيب الجهات المسيرة للرياضة لمطالبنا، وأن تعود الرياضة اليمنية لجانبها المشرق.