طاهر علوان الزريقي / مرافئ -
يبدأ فيلم «لا يصح تكرر الخطأ» بصورة إعلانية مناهضة للحرب والعدوان، يبدأ بالكادر الجميل والمبتكر لفراشات طائرة ذات ألوان وتلاوين مختلفة جميلة جداً، في حالة طيران وفي الوقت نفسه في حالة سقوط، وفوق كل منها يتلألأ لهيب يحرق تلك الكائنات الرقيقة والزاهية والجميلة جداً. صورة مبتكرة ومجسدة ودقيقة لفكرة العداء للحرب، صورة مأساوية لأن شيئاً ما رائعاً وزاهياً يحترق أمام أنظار الجميع، أمام المشاهد في جلسته تلك المريحة في صالة العرض يشاهد هذا الاحتراق الفظيع لفراشات نحبها ونسعد بمنظرها وتجمل حياتنا دون أن نتمكن من المساعدة في إنقاذها. ذلك الصمت والعجز يضاعف المأساة، وفجأة وبدون مقدمات وبدون موسيقى تصويرية. يظهر على الشاشة لهيب فظيع واحتراق مدينة بكاملها، مدينة هيروشيما، وبعدها مدينة اخرى ناغازاكي، وتاريخ 6،9 آب (أغسطس) اليومان اللذان قامت فيهما الطائرات الحربية الأمريكية بقصف القنابل الذرية للمرة الأولى في تاريخ الإنسانية والعالم على المدينتين اليابانيتين الآمنتين، فاحترق في نيران القصف الذري مئات الآلاف من السكان الآمنين، جريمة أمريكية بشعة بحق الإنسانية يرتكبها النظام الإمبريالي. 
وبحروف بارزة تظهر على حجر تذكاري للضحايا «ناموا بطمأنينية فإن الجريمة لن تكرر»، وهذا قسم امام الجيل الحالي والأجيال القادمة من البشر، وهو يلزم الجميع بأن يبذلوا قصارى الجهد معاً لكي يمدوا أمام البشرية طريقاً مأموناً إلى المستقبل لن يبقى فيه مكان للقتلة أعداء الشعوب. 
واليوم يخيم الخطر على الأرض قاطبة من نفس أعداء الإنسانية، أمريكا ومن لف لفها، لذلك يجب أن تناضل جميع الأمم والدول، أهل الأرض جميهم وبصورة موحدة من أجل إحلال السلام العادل في الأرض قاطبة، لأننا لن نحصل على شيء بالعمل بصورة متفرقة منفردة، بينما سنتمكن بتوحيد القوى من بناء صرح السلام من أجل البشرية جمعاء. 
الفيلم جمع كل سكان المعمورة، الأسود والأبيض الأفريقي والأوروبي العربي والياباني... جميعهم يفكرون ويتأملون بصورة مختلفة، ولكن جميعهم يجمعهم الأمر الأهم: هو القلق على مصير السلام والعالم.